«جنرال الهلال» وتبدّل الأحوال
محكمة الغابون تحكم بالسجن 20 عاما غيابيا على زوجة وابن الرئيس السابق علي بونغو بتهم الفساد مصرع 42 مهاجراً بينهم 29 سودانياً في غرق قارب قبالة سواحل ليبيا كوريا الجنوبية تصدر حكمًا عاجلًا ببراءة أوه يونج سو بطل Squid Game من تهمة التحرش الجنسي وإلغاء أي محاولات استئناف أو اعتراض على الحكم الإعصار فونج وونج يجبر تايوان على إجلاء أكثر من 3 آلاف شخص ويتسبب بمقتل 18 في الفلبين وتدمير آلاف المنازل زلزال بقوة 5,1 ريختر يضرب منطقة شمال شرق مدينة توال بجزيرة بابوا إندونيسيا على عمق 10 كلم قائد قسد يصف انضمام سوريا للتحالف ضد داعش بخطوة لمحاربته نهائيا حركة الطائرات في مطارات الامارات تصل الى مستويات قياسية خلال يناير الى مايو كوشنر يؤكد لا إعمار لغرب غزة قبل نزع سلاح حماس غوغل تحذر من خطورة شبكات الواي فاي العامة على بيانات المستخدمين نعيم قاسم يؤكد أن وقف إطلاق النار مشروط بإنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان واستعادة الأسرى والسيادة كاملة
أخر الأخبار

«جنرال الهلال» وتبدّل الأحوال

المغرب اليوم -

«جنرال الهلال» وتبدّل الأحوال

غسان شربل
غسان شربل

تُحصي إيران الأيامَ التي تفصلُ عن موعد مغادرة دونالد ترمب البيت الأبيض. تمطر الإدارة التي تتهيَّأ للمغادرة بالتحذيرات، وتنذرها بمفاجآت من داخل البيت الأميركي. ترفع سقف التحديات ودرجة تخصيب اليورانيوم والتهديدات معاً، لكنَّها تمتنع عن إعطاء سيد البيت الأبيض ذريعة إطلاق عملية عسكرية ضدَّها.

في الذكرى الأولى لاغتيال الجنرال قاسم سليماني، تذّكر إيران العالم بقدرتها على إبقاء قسمٍ من الشرق الأوسط يعيش على صفيح ساخن. صواريخها وطائراتها المسيرة موجودة في العراق واليمن وسوريا ولبنان وغزة. الميليشيات التي رعتها في هذه الدول تبدو مستعدة لمشاركتها في الذهاب بعيداً إن اختارت ذلك، بغض النَّظر عن الأوضاع الصعبة التي تعيشها هذه الدول التي تنام الصواريخ في أرضها. لا حاجة إلى الأرقام للتذكير بمعاناة الناس من التدهور الاقتصادي في لبنان وسوريا والعراق واليمن، خصوصاً بعدما ضاعف «كورونا» الخسائر والأثقال.
واضحٌ أنَّ إيران تملك أوراقاً في عواصم عدة وخرائطَ عدة. لكنَّ الواضحَ أيضاً هو أنَّها غير قادرة على تنظيم ردّ بحجم الخسارة التي شكلَّها بالنسبة إليها قتل سليماني. التحرش بهدف أميركي في الشرق الأوسط سيقوّي حجة الصقور الأميركيين الذين يدعمون استخدام القوة ضد إيران. ومثل هذا الاشتباك لن يكون بسيطاً لأنَّه لن يؤثر فقط على العلاقة مع إدارة ترمب، بل أيضاً مع إدارة جو بايدن. يضاف إلى ذلك أنَّ أي رد يؤدي إلى استمرار العقوبات الاقتصادية سيشكل انتكاسة لإيران، خصوصاً بعدما أظهرت عقوبات ترمب أنَّ دول العالم تختار العلاقات مع أميركا إذا خُيّرت بينها وبين إيران.

كان يمكن لإيران أن تذهبَ في اتجاه آخر؛ أي باتجاه حرب محدودة مع إسرائيل. هذا الخيار أيضاً يبدو صعباً. فمثل هذه الحرب قد تكون أكبر من قدرة لبنان على الاحتمال، خصوصاً في ظروفه الحالية. وإيران ليست طليقة اليد لإطلاق الصواريخ من الأراضي السورية، ليس فقط بسبب الأوضاع الحالية للجيش السوري، بل أيضاً بسبب الدور الروسي في هذا البلد. والوضع العراقي نفسه لا يشجّع على الأفراط في استخدام «الساحة العراقية».

أغلب الظَّن أنَّ إيران ستختار في النهاية، ولو من دون إعلان، الاستمرارَ في سياسة السعي إلى تقويض العلاقات الأميركية مع عدد من دول المنطقة. وهذا يمكن أن يتّخذَ شكلَ مطالبة أميركا بانسحاب كامل من العراق، ومزيد من الإمساك بالقرار اللبناني، واستخدام أوسع للوكيل الحوثي في البحر الأحمر.
قبل عام، اتخذ دونالد ترمب قراراً لم يكن أحدٌ يعتقد أنَّ رئيساً أميركياً يمكن أن يتَّخذه؛ إنَّه قرار قتل الجنرال قاسم سليماني.
قصة قتل سليماني مختلفة عن قصة قتل أسامة بن لادن أو أبي بكر البغدادي. جاء سليماني من قاموس آخر. من بلد يرفض مغادرة جمر الثورة للإقامة في مؤسسات دولة طبيعية أو عادية. وهو جنرال في دولة ينص دستورها على واجب القوات المسلحة في «تصدير الثورة». وبصفته قائداً لـ«فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري»، كان سليماني مكلفاً قيادة الهجوم الكبير في الإقليم. وخلال ممارسته لدوره، اتَّخذ الرجل حجماً يفوق صفتَه وصلاحياتِه، متسلحاً بنتائج الاختراقات التي حققها داخل عدد من الخرائط، ومتكئاً دائماً على دعم كامل من المرشد علي خامنئي. وهكذا كثر الكلام عن تحول سليماني «الرجل الثاني» في النظام بعد المرشد، بغض النظر عن اسم رئيس الجمهورية.

تسألُ سياسياً عراقياً تعامل مع سليماني عمَّا يعتقده إنجازات حقَّقها الرجل من وجهة نظر طهران، فيجيب طالباً عدم ذكر اسمه: «عندما اقترب الغزو الأميركي للعراق، عدت طهران ذلك هدية استثنائية، إذ كان نظام صدام يشكل عائقاً أمام تدفّق سياستها وميليشياتها في الإقليم، على الرغم من أنَّه كان منزوعَ الأظافر بفعل الحصار والعقوبات. لم تكن طهران قادرة على عرقلة الغزو الأميركي، لكنَّها اتخذت قراراً بمنع قيام حكومة مستقرة موالية للأميركيين في بغداد، واستخدام كل السبل والوسائل لتحقيق ذلك. هكذا حاول سليماني تحويل إقامة الأميركيين في العراق جحيماً، متجاوزاً في بعض الأحيان كل الخطوط الحمراء في تحريك خيوط داخل مجموعات تجاهر بالعداء لإيران نفسها. بعد سنتين تقريباً، ستتّخذ طهران بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري قراراً بعدم السماح بقيام حكومة لبنانية مستقرة صديقة للغرب والاعتدال العربي في بيروت. وفي هذا السياق، ربَّما يمكن فهم حرب 2006 ضد إسرائيل، وأحداث ما سمي 7 مايو (أيار) 2008 التي شرعنت قيامَ طهران بوراثة النفوذ السوري الذي كان قائماً في البلاد قبل اغتيال الحريري».

وأضاف المتحدث: «لدى اندلاع الثورة في سوريا، اتخذت طهران قراراً بالإبقاء على نظام بشار الأسد، مهما كان الثمن، وكانت مهمة سليماني قيادة تنفيذ هذا القرار. وفي هذا السياق، يمكن فهم تدخل (حزب الله) اللبناني في سوريا، ثم قيام سليماني باستقدام الميليشيات المتعددة الجنسية التي من دونها ما كان يمكن إنقاذ النظام بالتدخل الروسي الجوي وحده. ويمكن أن تضيفَ إلى ذلك الاختراق في اليمن الذي يندرج في برنامج تطويق الدول الرئيسية في المنطقة. أمَّا في الساحة الفلسطينية، فقد كان سليماني مهندسَ العلاقة مع الممانعة الفلسطينية التي أدَّت إلى قيام كيان غزة».

لا شكَّ أنَّ المنطقة تغلي. ولم يكن سراً أنَّ الأسابيع الأخيرة من عهد ترمب ستكون من قماشة «أسابيع الجمر». لكن السؤال هو ماذا ستفعل إدارة بايدن حين تتسلَّم هذه الملفات الحارقة؟ لا شكَّ أنَّ ترمب ترك بصماته بقوة على ملف المواجهة الأميركية - الإيرانية. اغتيال سليماني كان بحدّ ذاته تغييراً لقواعد اللعبة، تماماً كالخروج من الاتفاق النووي، والذهاب بعيداً في فرض العقوبات. لا شيءَ يوحي بأنَّ رفع شعار الموت لـ«الشيطان الأكبر» يؤدي إلى موته. ولا شيءَ يوحي أيضاً بأنَّ تجميع العواصم على صفيح ساخن يكرس لإيران موقع «الشريك الأكبر» لـ«الشيطان الأكبر». ولا شيءَ يوحي بأن حماوة ذكرى «جنرال الهلال» ستؤدي إلى تبدل الأحوال. ولم يعد خافياً أنَّ تبدُّلَ الأحوال مرهون باقتناع طهران بأنَّ العيش في دولة طبيعية داخل الخريطة المعترف بها دولياً أفضل لمستقبل الإيرانيين من نهج اختراق الخرائط.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«جنرال الهلال» وتبدّل الأحوال «جنرال الهلال» وتبدّل الأحوال



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 17:25 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يوضح مقصده من كلمة "قريباً" حول نهاية مسيرته
المغرب اليوم - رونالدو يوضح مقصده من كلمة

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
المغرب اليوم - الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل

GMT 08:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 00:26 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة المنشط الإذاعي نور الدين كرم إثر أزمة قلبية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib