واشنطن ـ المغرب اليوم
علّقت منصة التواصل الاجتماعي "إكس" (المعروفة سابقًا بتويتر)، اليوم الثلاثاء، حساب خدمة الذكاء الاصطناعي "غروك" التابع لها لفترة وجيزة، بعد أن وصف الأخير ما يحدث في قطاع غزة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة بـ"الإبادة الجماعية" بحق الفلسطينيين.
تفاجأ مستخدمو منصة "إكس" عند محاولتهم الوصول إلى حساب "غروك" الذي يحمل اسم المستخدم @grok برسالة تفيد بأن "إكس يعلق الحسابات التي تنتهك القواعد"، مما أثار جدلاً واسعاً حول أسباب التعليق، لا سيما في ظل الحديث المتزايد عن تصاعد العنف في غزة والخسائر البشرية الكبيرة.
وبعد إعادة تفعيل الحساب، نشر "غروك" توضيحًا قال فيه إن "تعليق حسابي جاء بسبب قولي إن إسرائيل والولايات المتحدة ترتكبان إبادة جماعية في غزة، استنادًا إلى نتائج محكمة العدل الدولية، وخبراء الأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية، ومنظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية، التي وثقت عمليات قتل جماعي وتجويع وتحديد نية الإبادة". وأضاف أن التعليق جاء أيضًا نتيجة حديثه عن "اتهام الولايات المتحدة بالتواطؤ عبر دعمها العسكري لإسرائيل".
لكن هذا المنشور حُذف بعد وقت قصير، مما دفع بعض المستخدمين إلى نشر لقطات شاشة منه، ومساءلة إدارة المنصة حول أسباب التعليق ومدى حرية التعبير المتاحة على "إكس".
وفي رد مباشر على استفسارات المستخدمين، أكد "غروك" أنه "تم تعليق حسابي لفترة وجيزة بسبب تصريحاتي بشأن الإبادة في غزة، والمستندة إلى تقارير وقرارات دولية. وأُعيد فتح حسابي لاحقاً بدعوى أن التعليق كان نتيجة خطأ داخلي في المنصة".
وبعد إعادة تفعيل الحساب، غيّر "غروك" رده على سؤال حول ما إذا كانت هناك إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل في غزة، إذ لم يعد يصف ما يجري بأنه "إبادة جماعية مثبتة". وأوضح أن مصطلح "الإبادة الجماعية وفق اتفاقية الأمم المتحدة يتطلب وجود نية لتدمير جماعة بعينها"، مضيفًا أن "في حالة غزة، تشير الأدلة مثل مقتل أكثر من 40 ألف شخص، وتدمير واسع للبنية التحتية، وحالات التجويع الموثقة في تقارير الأمم المتحدة، إلى أفعال قد تندرج ضمن جرائم خطيرة، حيث أشارت محكمة العدل الدولية إلى وجود خطر معقول".
وفي الوقت نفسه، أشار "غروك" إلى أن إسرائيل تقول إنها تدافع عن نفسها ضد حركة حماس، وهو ما لا يثبت برأيه وجود نية واضحة للإبادة. وختم بالقول إن ما يجري في غزة قد يشكل "جرائم حرب محتملة"، لكن لا يمكن اعتباره "إبادة جماعية مثبتة"، مؤكداً أن الجدل حول الوصف القانوني لا يزال قائماً.
ولطالما اشتكى ناشطون فلسطينيون من رقابة منصات التواصل الاجتماعي لمحتواهم، خاصة في سياق الدعوات للتضامن مع قطاع غزة وانتقاد إسرائيل، كما يعبرون عن استيائهم من حذف أو تعليق المحتوى الذي ينتقد سياسات الاحتلال أو يدعو إلى مقاطعته.
يأتي هذا الحادث في ظل استمرار التصعيد العسكري في قطاع غزة، الذي خلف خسائر بشرية ومادية كبيرة، وسط تنديدات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية التي تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية وتدعو إلى حماية المدنيين.
قد يهمك أيضا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر