اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء يواجه تحديات داخلية وتصعيداً إسرائيلياً في الجنوب السوري
آخر تحديث GMT 20:57:18
المغرب اليوم -

اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء يواجه تحديات داخلية وتصعيداً إسرائيلياً في الجنوب السوري

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء يواجه تحديات داخلية وتصعيداً إسرائيلياً في الجنوب السوري

دمشق - المغرب اليوم

أعلنت وزارة الداخلية السورية، الأربعاء، التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء جنوب البلاد، بعد يوم واحد فقط من إعلان مماثل لم يُكتب له النجاح الكامل، وسط استمرار الاشتباكات المتقطعة بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة داخل المدينة ذات الغالبية الدرزية. الاتفاق الجديد، الذي تم الإعلان عنه بالتوازي مع تصريحات الزعيم الدرزي الشيخ يوسف جربوع، يتضمن 14 بنداً ويهدف إلى إنهاء المواجهات المسلحة ودمج السويداء بالكامل ضمن كيان الدولة السورية.

وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، يشمل الاتفاق تشكيل لجنة مراقبة مشتركة من الدولة وشيوخ دروز للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار، إضافة إلى نشر حواجز أمنية مشتركة تضم قوات الشرطة من أبناء المحافظة، مع تأكيد احترام حرمة المنازل وحماية المدنيين والممتلكات الخاصة داخل المدينة. كما نص الاتفاق على إيقاف كافة العمليات العسكرية فوراً، والتزام جميع الأطراف بوقف التصعيد العسكري أو أي شكل من أشكال الهجوم، مع إعادة الجيش إلى ثكناته.

ويتضمن الاتفاق أيضاً تنظيم السلاح الثقيل بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والدفاع، مع مراعاة الخصوصية الاجتماعية والتاريخية لمحافظة السويداء، وتفعيل مؤسسات الدولة بشكل كامل في المحافظة، بالإضافة إلى تأمين طريق دمشق-السويداء وضمان سلامة المسافرين. كما تقرر تشكيل لجنة مشتركة لتقصي الحقائق والتحقيق في الانتهاكات، والعمل على تعويض المتضررين وإطلاق سراح المعتقلين وكشف مصير المختفين خلال الأحداث الأخيرة.

رغم الإعلان عن الاتفاق، استمرت الاشتباكات المتقطعة داخل المدينة، حيث لا تزال مجموعات مسلحة تتحصن في بعض النقاط، ما دفع القوات الحكومية إلى مواصلة عمليات التمشيط، وسط نزوح مستمر للمدنيين باتجاه ريف درعا الشرقي هرباً من العنف.

في الوقت ذاته، شهدت الحدود السورية الإسرائيلية تصعيداً عسكرياً ملحوظاً، حيث دفعت إسرائيل بتعزيزات كبيرة من شرطة حرس الحدود واللواء جولاني وقوات الشرطة العسكرية تحسباً لمحاولات اختراق محتملة من قبل الدروز الموجودين داخل إسرائيل. وفرق الجيش الإسرائيلي بقنابل الغاز تجمعات درزية قرب الحدود، فيما شنّت مقاتلات إسرائيلية عدة غارات على مواقع تابعة للقوات السورية في محيط السويداء، مما يعد تصعيداً واضحاً بعد إعلان وقف إطلاق النار.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن "على النظام السوري إخلاء سبيل الدروز في السويداء وسحب قواته فوراً"، مؤكداً أن إسرائيل لن تتخلى عن الطائفة الدرزية في سوريا، وأن الجيش سيواصل ضرب مواقع النظام حتى انسحابه الكامل من المنطقة، محذراً من تصعيد عسكري قريب إذا لم تُفهم الرسالة.

هذا التصعيد جاء رغم تقارير عن طلب الإدارة الأميركية من إسرائيل وقف هجماتها على الجيش السوري في جنوب البلاد، وهو ما التزمت به تل أبيب مساء الثلاثاء، وفق مصادر أميركية. من جهته، أشار المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس برّاك إلى أن الاشتباكات في السويداء "مقلقة"، وأن واشنطن تجري محادثات مع جميع الأطراف بهدف التوصل إلى تهدئة شاملة.

من جانبهم، دعت هيئات روحية درزية المقاتلين إلى تسليم السلاح وعدم مواجهة القوات الحكومية، في محاولة لدعم الاتفاق الجديد وإنهاء الفوضى المسلحة في المحافظة التي يبلغ عدد سكانها نحو 150 ألف نسمة. وكان دخول القوات الحكومية السورية إلى المدينة الثلاثاء بعد أيام من المواجهات الدامية بين الدروز والبدو التي أودت بحياة مئات القتلى والجرحى.
تشكل محافظة السويداء، الواقعة في الجنوب السوري، معقل الطائفة الدرزية التي تتمتع بتاريخ طويل من التعايش الاجتماعي والسياسي داخل سوريا. لكن في السنوات الأخيرة، تفاقمت التوترات بين الدروز وعشائر البدو المحلية بسبب قضايا متعلقة بالسيطرة على الأراضي والسلطة، إضافة إلى الأوضاع الأمنية المتدهورة بفعل الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من عقد. شهدت المحافظة في الأشهر الماضية سلسلة من الاشتباكات والاعتداءات التي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، وأثرت بشكل كبير على الاستقرار المحلي.

كما أن التدخلات الخارجية، لا سيما من إسرائيل، التي تعتبر نفسها حامية للطائفة الدرزية في المناطق الحدودية، أضافت بعداً إقليمياً معقداً للأزمة، حيث تراقب تل أبيب باهتمام تطورات الوضع الأمني في السويداء، وتستخدم القوة أحياناً لتوجيه رسائل إلى النظام السوري. في الوقت نفسه، تحاول الحكومة السورية استعادة سيطرتها الكاملة على المحافظة بعد فترات من الإدارة المحلية من قبل الفصائل الدرزية، مما يشكل تحدياً في سبيل تحقيق الاستقرار الدائم.

تأتي هذه التطورات في إطار معقد من الصراعات المحلية والإقليمية التي تعكس هشاشة الوضع الأمني في جنوب سوريا وتداخل المصالح الطائفية والسياسية، مما يجعل أي اتفاق لوقف إطلاق النار هشاً ويحتاج إلى دعم قوي من جميع الأطراف لضمان استمراريته.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

 وزارة الدفاع السورية تعلن وقف إطلاق النار في السويداء بالتزامن مع اشتباكات عنيفة وقصف إسرائيلي

 تقارب في المفاوضات بين حماس وإسرائيل في الدوحة وسط استمرار القصف على غزة وتلويح أوروبي بإجراءات ضد تل أبيب

 

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء يواجه تحديات داخلية وتصعيداً إسرائيلياً في الجنوب السوري اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء يواجه تحديات داخلية وتصعيداً إسرائيلياً في الجنوب السوري



GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 10:39 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

برشلونة يقترب من غارسيا ويطالب شتيغن بالرحيل

GMT 03:18 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

قائمة بايرن ميونخ في كأس العالم للأندية 2025

GMT 03:13 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

بوروسيا دورتموند يعلن تعاقده مع جوبي بيلينجهام

GMT 03:07 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

قائمة أتلتيكو مدريد في كأس العالم للأندية 2025

GMT 03:10 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

رد حاسم من ممثلي تير شتيجن حول مستقبله مع برشلونة

GMT 03:01 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

مانشستر سيتي يعلن عن ثالث صفقاته الصيفية رسميًا

GMT 02:51 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

نابولي على أعتاب ضم كيفن دي بروين في صفقة نارية

GMT 20:42 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حمام " ريغة " يعد من أفضل المنتجعات الصحية في الجزائر

GMT 02:47 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

مواعيد مباريات ريال مدريد في كأس العالم للأندية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib