ذلك الرفض نقله وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، للمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مسجلاً كذلك رفض «أي «تغيير ديموغرافي» بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما يراه دبلوماسي مصري سابق في حديث إلى مصدر مطلع «محاولة لإيقاف مخططات إسرائيل لتهديد الأمن القومي المصري وتهجير الفلسطينيين وإفساد مفاوضات وقف الحرب».
وخلال اتصال هاتفي مع ويتكوف، أكد عبد العاطي «رفض مصر الكامل لكل الأفكار التي تتردد حول إنشاء مدينة للخيام في جنوب قطاع غزة، أو إجراء أي تغيير ديموغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة»، وفق بيان للخارجية المصرية، الأربعاء.
ونقل البيان المصري تثمين ويتكوف «الجهود المصرية لتعزير الأمن والاستقرار في المنطقة باعتبار مصر شريكاً رئيسياً للولايات المتحدة».
والأسبوع الماضي، كشف وزير الدفاع، إسرائيل كاتس، عن أنه أمر الجيش بوضع خطط لبناء مخيم. ومن المتصور أن يتم «الزج» بالفلسطينيين في منطقة تقع بين الحدود المصرية و«ممر موراج» العسكري الإسرائيلي، والذي يقطع القطاع وعلى مقربة من حدود مصر.وصرح للصحافيين الإسرائيليين في مؤتمر صحافي، بأنه لن يُسمح للمقيمين في المخيم بالمغادرة إلا إلى بلد آخر.
وكان إيهود أولمرت، الذي قاد الحكومة الإسرائيلية من عام 2006 إلى عام 2009، أبرز منتقدي مشروع «المدينة الإنسانية». وقال في تصريحات أثارت غضباً داخل دوائر مؤيدة لاستمرار حرب غزة، إنه إذا أُجبر الفلسطينيون على الانتقال إلى المخيم، فسيكون ذلك بمثابة «تطهير عرقي».
وقال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير محمد حجازي، إن «حشر فلسطيني غزة في بقعة في ظل الإبادة الحالية بالقطاع، هو استنساخ لنموذج مأساوي لنكبة 1948»، مشيراً إلى أن «مصر لا تقبل بتكرار ذلك، ولا تهديد أمنها القومي».
وشدد على أن تلك المدينة «تعد محاولة لتنفيذ مخطط تهجير قسري لتهجير الفلسطينيين، والذي ترفضه القاهرة، وتؤكد أن تهجير الفلسطينيين خط أحمر».
ونبه إلى أن مصر تدرك قدرة واشنطن على الضغط على نتنياهو لإيقاف تلك المخططات التي تفسد المفاوضات وتهدد الاستقرار بالمنطقة.
وأصبح مشروع «المدينة الإنسانية» نقطة خلاف في محادثات وقف إطلاق النار مع «حماس» الجارية حالياً في الدوحة منذ نحو أسبوعين، حيث تُريد إسرائيل إبقاء قواتها مُتمركزة في أجزاء كبيرة من غزة، بما في ذلك أنقاض مدينة رفح في الجنوب.
وتدفع «حماس» باتجاه انسحاب أكثر شمولاً. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن حسام بدران، العضو البارز في الحركة، قوله إن خطط المخيم «مطلب مُعرقل مُتعمد» من شأنه أن يُعقّد المحادثات. وقال في رسالة إلى الصحيفة: «ستكون هذه مدينة معزولة تُشبه غيتو. هذا أمر غير مقبول بتاتاً، ولن يوافق عليه أي فلسطيني».
وشدد السفير حجازي على أن هذا المخطط ضمن مخططات إسرائيلية تتوالى منذ اندلاع حرب غزة، وتمس حقوق الفلسطينيين وأمن مصر القومي، وسيناريو المدينة جزء من محاولة نتنياهو إطالة أمد المفاوضات والضغط لتحقيق مكاسب أكبر.
وفي السياق، تناول اتصال عبد العاطي مع ويتكوف، الطرح المصري الخاص بعقد مؤتمر دولي في مصر معنيّ بالتعافي المبكر وإعادة الإعمار بعد التوصل لوقف إطلاق النار، بما يسهم في بدء عملية إعادة إعمار القطاع وفقاً للخطة العربية الإسلامية في هذا الشأن، وفق البيان المصري.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء يواجه تحديات داخلية وتصعيداً إسرائيلياً في الجنوب السوري
جمود في مفاوضات غزة وسط غياب خرائط انسحاب واضحة وتصعيد ميداني جديد
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر