السفير بين الجريمة والدعاية للإرهاب
ترامب يستبعد مناقشة "تقسيم الأراضي" مع بوتين في قمة ألاسكا ممثل منظمة الصحة العالمية يحذر من كارثة صحية في غزة مع نفاد أكثر من نصف الأدوية الأساسية وزارة الخارجية السودانية تُرحّب ببيان مجلس الأمن الدولي الرافض لتشكيل "حكومة موازية" حركة حماس تدعو لمسيرات غضب عالمية أمام السفارات الإسرائيلية والأميركية في مختلف العواصم والمدن روسيا تفرض قيوداً على تيليغرام وواتساب وتوضح الأسباب سقوط 12 شهيدا من عناصر تأمين المساعدات منذ صباح اليوم جراء 3 غارات إسرائيلية استهدفتهم شمالي قطاع غزة مقتل وفقدان عشرات الأشخاص جراء غرق قارب بالبحر المتوسط حركة حماس تدين تصريحات نتنياهو حول «إسرائيل الكبرى» وتدعو لتحرك عربي ودولي عاجل آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدًا بالإبادة الجماعية في غزة واستنكارًا لاغتيال مراسل قناة "الجزيرة" أنس الشريف وزملائه منظمة التعاون الإسلامي تدين تصريحات رئيس وزراء إسرائيل حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى وتحذر من تداعياتها على الأمن الإقليمي والدولي
أخر الأخبار

السفير بين الجريمة والدعاية للإرهاب

المغرب اليوم -

السفير بين الجريمة والدعاية للإرهاب

بقلم : عبد الرحمن الراشد

اغتيال السفير الروسي في تركيا حدث جلل وعمل إرهابي آخر٬َ يص ّب في صالح إيران والنظام السوري٬ ويضر بقضية الشعب السوري. الجريمة تؤكد٬ مرة أخرى٬ أن أمن العالم مهدد أكثر من ذي قبل.

وبكل أسف يستمر الخلط بين الإرهاب والقضايا الإقليمية مثل سوريا٬ فالذي اغتال السفير أندريه كارلوف في أنقرة برر جريمته بالانتقام لما يحدث في سوريا. عمليات التنظيمات الإرهابية لا علاقة لها بذلك٬ ففي الوقت نفسه قام إرهابي آخر بجريمة القتل ده ًسا في برلين٬ في ألمانيا التي دعمت الشعب السوري وثورته٬ وتحملت القسط الأكبر من رعاية اللاجئين. وفي الأسبوع نفسه تفاخر تنظيم داعش بأنه وراء قيام أحد منتسبيه بقتل عشرة في مدينة الكرك الأردنية.

من يستخدم جريمة قتل السفير الروسي الإرهابية٬ ويقوم بتبريرها٬ وربطها بمأساة حلب وسوريا٬ هو في الواقع يحاول استغلال المشاعر الشعبية الغاضبة من روسيا واستخدامها دع ًما لـ«داعش»٬ التنظيم المسؤول عن تأليب العالم على الشعب السوري وثورته.

بالفعل هناك غضب من روسيا٬ لكن يجب ألا نخلط بينه وبين أعمال الإرهاب. فقد كان الروس يستمتعون بوضع مريح في منطقة الشرق الأوسط٬ وتحديدا بين العرب٬ لأنهم كانوا يرفعون راية محاربة الاستعمار٬ ومساندة قوى التحرر٬ ودعموا حركة دول عدم الانحياز. وعرف الروس بمواقفهم مع العرب في قضاياهم الرئيسية٬ مثل القضية الفلسطينية٬ وابتعدوا عن التورط في المغامرات العسكرية الإقليمية. وحتى عندما احتلوا أفغانستان في السبعينات اعتبرها كثيرون هنا فصلا من صراع القطبين في منطقة بعيدة.

تغير هذا كله بعد تدخلهم بقوة ووحشية في سوريا٬ حيث نفد رصيد موسكو التاريخي والأخلاقي والإنساني الذي بنته على مر العقود٬ وانقلبت ردود الفعل ضدهم حانقة في سوريا وأحداث حلب تحديدا. وهنا تريد الجماعات المتطرفة٬ وليست فقط المسلحة٬ ركوب موجة الكراهية الطارئة في المنطقة ضد موسكو٬ مدركة أن حكومات المنطقة تريد التفاوض مع الروس٬ ومحاولة استمالتهم لصالح حل سياسي معقول ومقبول للأغلبية ينهي الحرب في سوريا. حكومات المنطقة لا تريد أن تخسر دولة كبرى مثل روسيا٬ ولا دفعها أكثر باتجاه إيران والنظام السوري٬ لأنه لا يوجد خلاف سياسي معها٬ وإذا كانت القيادة الروسية تريد لنفسها دورا في المنطقة فإن هذا الدور يمكن استيعابه وتقريب المسافات ليكون إيجابيا. لا توجد في منطقة الشرق الأوسط معسكرات معادية لموسكو٬ بما في ذلك بين الدول القريبة من واشنطن والغرب عموما٬ وترفض هذه الدول تقسيم دول المنطقة إلى فريقين مع وضد٬ كما كان يحدث في الحرب الباردة.

رغم أن الأمل ضعيف جدا في الوقت الحاضر٬ يستطيع الروس أن يلعبوا دورا إيجابيا حاسما في سوريا٬ من أجل تحقيق مصالحة تقصي المتطرفين في الثورة السورية وكذلك تقصي التط ّرف في النظام السوري المسؤول عن المذابح في سنين الحرب.

«داعش»٬ وبقية التنظيمات الإرهابية٬ تريد تخريب هذه الجهود وتعرف أنها باستهدافها مسؤولين روسيين تلعب على وتر شعبي غاضب٬ وتحرج الحكومات الإقليمية التي تبدو عاجزة عن مّد العون والحماية لملايين السوريين.

روسيا تدرك أن لها سمعة سيئة جدا لم يمر عليها مثلها٬ ولم تفلح الدعاية في قناة «روسيا اليوم» وغيرها من منصات الدعاية الإعلامية الرسمية في تبرير موقفها وأعمالها ومسؤوليتها عن دعم نظام الأسد والإيرانيين في سوريا. وربما لا يهم روسيا كثيرا رأي أغلبية ملايين العرب والمسلمين٬ لأنهم لا ينتخبون ولا يؤثرون على سياسات حكوماتهم٬ لكننا نعرف أن الإرهاب يستفيد كثيرا من هذه الحالة الصعبة٬ أي غضب الناس وعجز الحكومات.

ومعظم الذين هللوا لجريمة قتل السفير الروسي هم في الواقع منتمون عاطفيا لتنظيم «داعش» وغيره٬ ولا يقلون خطورة عن الإرهابيين٬ ومن المؤكد أنهم بتعبيرهم عن سعادتهم وتبريرهم للجريمة يدفعون البسطاء من الغاضبين لدعم الجماعات الإرهابية ويمنحون الإرهاب الأكسجين الذي يحتاجه من الدعاية والتعاطف. «داعش» و«جبهة النصرة» جماعتان لا تقلان شرا وخطرا عن النظام السوري والميليشيات الإيرانية التي تقاتل في سوريا٬ وتمجيد الجريمة في أنقرة يفترض أن يصنف جريمة مباشرة٬ لأنه يساعد الإرهابيين على التجنيد والتبرعات ويمنحهم الشرعية٬ وكذلك يرمم الشعبية التي أوشكوا أن يفقدوها في الفترة الماضية نتيجة الدعاية المضادة لهم.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السفير بين الجريمة والدعاية للإرهاب السفير بين الجريمة والدعاية للإرهاب



GMT 09:50 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

علاقات بشار التي قضت عليه

GMT 06:06 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل لا تنوي التوقف

GMT 18:44 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

تخريب مشروع إنقاذ لبنان

GMT 07:06 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الصراع الإيراني الإسرائيلي المباشر

GMT 16:02 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - المغرب اليوم

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 06:32 2023 الأحد ,23 إبريل / نيسان

انقطاع شبه كامل لخدمة الإنترنت في السودان

GMT 18:01 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:31 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسابقة ملكة جمال الكون في إسرائيل تثير جدلا

GMT 21:27 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجآت بالجملة في تشكيلة برشلونة أمام بروسيا دورتموند

GMT 00:51 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كشف هوية "المرأة الغامضة داخل التابوت الحديدي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib