أنماط الدولة الوطنية
ترامب يستبعد مناقشة "تقسيم الأراضي" مع بوتين في قمة ألاسكا ممثل منظمة الصحة العالمية يحذر من كارثة صحية في غزة مع نفاد أكثر من نصف الأدوية الأساسية وزارة الخارجية السودانية تُرحّب ببيان مجلس الأمن الدولي الرافض لتشكيل "حكومة موازية" حركة حماس تدعو لمسيرات غضب عالمية أمام السفارات الإسرائيلية والأميركية في مختلف العواصم والمدن روسيا تفرض قيوداً على تيليغرام وواتساب وتوضح الأسباب سقوط 12 شهيدا من عناصر تأمين المساعدات منذ صباح اليوم جراء 3 غارات إسرائيلية استهدفتهم شمالي قطاع غزة مقتل وفقدان عشرات الأشخاص جراء غرق قارب بالبحر المتوسط حركة حماس تدين تصريحات نتنياهو حول «إسرائيل الكبرى» وتدعو لتحرك عربي ودولي عاجل آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدًا بالإبادة الجماعية في غزة واستنكارًا لاغتيال مراسل قناة "الجزيرة" أنس الشريف وزملائه منظمة التعاون الإسلامي تدين تصريحات رئيس وزراء إسرائيل حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى وتحذر من تداعياتها على الأمن الإقليمي والدولي
أخر الأخبار

أنماط الدولة الوطنية

المغرب اليوم -

أنماط الدولة الوطنية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

الدول مثل الأفراد تتمثل في أمور مثل وجود الأمور الثلاثة المعتادة: الإقليم والشعب والسلطة السياسية؛ ولكنها تختلف في كل شيء آخر. فلا توجد دولة تتطابق مع دولة أخرى في وضعها «الجيوسياسي»، وكما يقال إن الإنسان لا يختار والديه، فإنَّ الدول لا تختار جيرانها بحراً كان أو براً. وما يجعل الدولة فريدة في العصر الحديث هو نوعية «القومية» التي تحتويها، إذ تضع هذه الحالة «شخصية» للدولة ونوعية تركيبها ليس فقط الجغرافي، وإنما مع ذلك التاريخي والثقافي أيضاً.

هذه السمات الأخيرة تخلق الكثير من «الأكواد» و«الميمات» و«الشفرات» التي تجعل في النهاية التمايز بين الأمم والدول منطقياً. فالحقيقة أنه جغرافياً لم يكن البريطانيون بعيدين كثيراً عن الفرنسيين بأكثر من مسافة ماء بحر المانش بين «كاليه» و«دوفر»؛ ولكنّ السمات القومية لدى البلدين مختلفة، إذ جرى غزلها ونسجها عبر عمليات تاريخية مختلفة. في بريطانيا كان للتاج البريطاني دور كبير في نسج الحالة «الإنجليزية» بما فيها من استقرار سياسي وحكمة في فترة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس أو في فترة الدولة التي لا تطيق كثيراً البقاء تحت المظلة الأوروبية. فرنسا كانت هي التي لعبت دوراً أساسياً في تركيب الرابطة الأوروبية لأنها لم تتخلص من «التاج» فقط، وإنما فوقه نوع من التمرد الذي جاءت به الثورة الفرنسية التي كان على نابليون أن ينشر روحها وقوانينها ما بين باريس وموسكو. ألمانيا حاولت في زمن «هتلر» أن تجعل هويتَها مرتبطة بالعنصر «الآري» وترسيم سموّه، لكن المحاولة كانت في النهاية فاشلة وما نجح كان الحاجة الألمانية إلى الاتحاد الذي جعلها واحدة من المتأخرين، مع إيطاليا، في بناء القومية الخاصة بها على يد ميترنيخ ومانزيني. الوحدة والتركيب هي التي جعلت ألمانيا مصممة على إعادة دولتها مرة أخرى بعد تقسيم الحرب العالمية الثانية؛ ومعها أن تكون الحارسة على بقاء الاتحاد الأوروبي حتى ولو استدعى الأمر تطويع التمرد الفرنسي، والزهو الإيطالي في إطار موحَّد ليس بالقومية، ولا بالتقسيم؛ وإنما بمشروع تاريخي فلسفي وحضاري ربما يعود إلى اليونان في قِدمه.

أوروبا بالتأكيد ليست موضوعنا وإنما ما جرى للدولة العربية، وهروب الفكرة القومية منها إلى اتساعٍ كبيرٍ عربيّ النزعة، أو اتساع أكبر إسلامي الهوى؛ وفي أحيان، وبديلاً عن الاتساع كان الضيق في تمنيات طوائف ومذاهب دينية. في اللغة باتت «الوطنية» نوعاً من التخصيص القومي للدول العربية لم تنشأ فقط من الحدود التي تركها الاستعمار أو الغزوات الأجنبية، وإنما لأنه في حالات كانت نتاج قيادات إمارات وملوك، وباختصار عروش امتزجت فيها هوية تاريخية للقيادة. لم يكن الأمر من حيث الشكل مختلفاً عن الحالة البريطانية ليس فقط في وجود التاج حتى ولو اختلف الاسم، وإنما في وجود وحدة ما بين السلطة والدين أو مذهب فيه. هذا النموذج للدولة «الوطنية» والموجود في منطقة الخليج العربي هو الذي صمد في وجه ما سُمي «الربيع العربي»، إذ كان الاستقرار والوحدة أقوى بكثير من دعوى التفكك. وأكثر من ذلك كان الإدراك حازماً حينما ظهر أن دولة خليجية تعرضت لاختبار قاسٍ، فكان التدخل حازماً أن الفوضى والانشقاق هي خارج الإطار الوطني لكل دولة على حدة. الالتفاف حول العرش استمر في حالتَي الأردن والمغرب لبقاء الدولة الوطنية التي ثبت أنها أكثر ترابطاً من كونها ظاهرة «جغرافية» نجمت عن تقسيمات استعمارية.

الجمهوريات وحدها نسجت وطنيتها حول أصول تاريخية، ولما كان المشرق العربي مجمعاً للطوائف والجماعات الدينية، فإن «الوطنية» كانت خافتة، ولم تنجح الجذور الأموية لدمشق في أن تنقذ سوريا من حرب أهلية، ولا لبنان وطبيعتها الفريدة من حروب أهلية بعضها موجود في العلن والآخر في السر.

العراق ربما يخوض الآن معركته الوطنية التي انصهرت بالويل الصدّامي، وسلسلة حروب باتت فيها ذكريات الشقاء ذاكرة مشتركة، ويرى نفطه طريقاً مشتركاً لخلاص الجميع. ولكن التجربة لا تزال في أولها، وهي كذلك تقف أمام التجربة الفلسطينية التي حصلت على معاناتها في تواريخ من الانقسام المكلَّل بالعنف، في مواجهة قوة صهيونية جذبت أطرافها من العالم كله لكي تخلق دولة قومية على أرض فلسطين. وإذا كان السودان هو عراق وادي النيل، وليبيا هي سوريا في شمال أفريقيا، فإن تونس والجزائر جرت فيهما مشابهات بناء دول وطنية متميزة، ونعم «قومية» مشروع حداثي لدى الأولى جاء مع الاستقلال، وتاريخ نضالي جاء مع الثانية، وجعل ثورة المليون شهيد جذوة وطنية لا تنضب في وجه تحديات كثيرة.

مصر كانت دوماً حالة خاصة، وفي تجربتها المعاصرة كانت هي الدولة التي دخلت إلى جحيم «الإخوان» وخرجت منه بعد عام واحد. جمال حمدان كان هو الذي كتب في وقت مبكر عن شخصية مصر؛ ومن قبله كان هناك تاريخ حداثي طويل تطور على مهل بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين عرف الثورات الناعمة التي انتقلت من نظام إلى آخر بمرونة ويسر؛ وفي وقت سجل ميلاد حنا سبعة أعمدة للوطنية المصرية بحيث فعل التاريخ لديه ما فعلته الجغرافيا لدى حمدان من قبله في التنظير والتقطير. الآن والخاتمة تقترب فإن العالم العربي في تقسيمه «الوطني» الخاص بكل إقليم ينقسم بين هؤلاء الذين لديهم مشروع حداثي إصلاحي، وهؤلاء الذين لا تزال «الثورة» ضاربة فيهم بالفوضى حتى بات التماسك الوطني بعيداً. وفي وقت من الأوقات كُتب مقال، ونُشر كتاب، في لبنان، عنوانه «حبيبتي» فيه كثير من الحنين لأول جذور الدولة، حيث الأمن والنظام والقدرة على العمل الوطني في وطن واحد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنماط الدولة الوطنية أنماط الدولة الوطنية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - المغرب اليوم

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 06:32 2023 الأحد ,23 إبريل / نيسان

انقطاع شبه كامل لخدمة الإنترنت في السودان

GMT 18:01 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:31 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسابقة ملكة جمال الكون في إسرائيل تثير جدلا

GMT 21:27 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجآت بالجملة في تشكيلة برشلونة أمام بروسيا دورتموند

GMT 00:51 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كشف هوية "المرأة الغامضة داخل التابوت الحديدي"

GMT 10:35 2020 الخميس ,30 إبريل / نيسان

شركة سعودية تعلن عن تنفيذ مشاريع عائمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib