خط مصر الأحمر يصل سدّ النهضة
محكمة الغابون تحكم بالسجن 20 عاما غيابيا على زوجة وابن الرئيس السابق علي بونغو بتهم الفساد مصرع 42 مهاجراً بينهم 29 سودانياً في غرق قارب قبالة سواحل ليبيا كوريا الجنوبية تصدر حكمًا عاجلًا ببراءة أوه يونج سو بطل Squid Game من تهمة التحرش الجنسي وإلغاء أي محاولات استئناف أو اعتراض على الحكم الإعصار فونج وونج يجبر تايوان على إجلاء أكثر من 3 آلاف شخص ويتسبب بمقتل 18 في الفلبين وتدمير آلاف المنازل زلزال بقوة 5,1 ريختر يضرب منطقة شمال شرق مدينة توال بجزيرة بابوا إندونيسيا على عمق 10 كلم قائد قسد يصف انضمام سوريا للتحالف ضد داعش بخطوة لمحاربته نهائيا حركة الطائرات في مطارات الامارات تصل الى مستويات قياسية خلال يناير الى مايو كوشنر يؤكد لا إعمار لغرب غزة قبل نزع سلاح حماس غوغل تحذر من خطورة شبكات الواي فاي العامة على بيانات المستخدمين نعيم قاسم يؤكد أن وقف إطلاق النار مشروط بإنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان واستعادة الأسرى والسيادة كاملة
أخر الأخبار

خط مصر الأحمر يصل سدّ النهضة

المغرب اليوم -

خط مصر الأحمر يصل سدّ النهضة

علي شندب
علي شندب

خط أحمر جديد أعلنه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال أيام قلقة عاشها العالم وليس مصر فقط انطلاقا من قناة السويس التي شهدت إنسدادا قسريا بفعل جنوح السفينة البنمية، التي أعاد البحريون المصريون تعويمها على ايقاع اكتمال القمر وعوامل المد والجزر التي شكلت روافع مناخية طبيعية ساهمت في تعويم السفينة وسط كفاءة عالية لهيئة قناة السويس التي امتدحها السيسي خلال زيارته لضفة القناة في الاسماعيلية.

وقد اتخذ السيسي من نجاح تعويم السفينة منصة للإعلان عن موقف مصر الحاسم والنهائي حول "سد النهضة". وبدت مواقف السيسي "مياه مصر لا مساس بها، ومحدش يتصور إنه يقدر يبقى بعيدا عن قدرتنا" بمثابة قصفة جوية استطلاعية تسبق اندلاع الحرب التي لا تريدها مصر. وحده المساس بمياه النيل ما يدفع مصر للحرب. هذا ما حصل زمن جمال عبدالناصر، وأيضا زمن خلفه أنور السادات الذي سبق وقصف (ولم يقصف) سدود أثيوبيا. وهو ما كاد أن يحصل في عهد حسني مبارك، وهو ما قد يحصل الان في عهد عبدالفتاح السيسي الذي أطلق صلية صواريخ تهديدية، سيؤثر تجاهلها على استقرار المنطقة بالكامل.

اذن سد النهضة ملف قديم يتحرك بهدف يتجاوز الضغوط على مصر والسودان. ونرى كيف أن أثيوبيا (وكان من ورائها تركيا وقطر واسرائيل وغيرهم) تحث خطاها في بناء السد لفرضه كأمر واقع بعد سنوات من المناورات التفاوضية، حاولت خلالها أثيوبيا التملّص من الالتزام امام وساطات الاتحاد الافريقي والامم المتحدة.

لكن الامر الواقع الاثيوبي المدفوع والمعزز من قوى اقليمية ودولية اصطدم بالخط الاحمر المصري الذي فكّ شيفرة مواقف دونالد ترامب خلال مهاتفته التطبيعية مع رئيس وزراء السودان عبدالله حمدوك وقوله "أن مصر ستضرب سد النهضة الاثيوبي، وأن لا أحد يستطيع لومها". ورغم الحروب الداخلية التي تعصف باثيوبيا انطلاقا من اقليم التيغراي وتداعياته على دول المنطقة، فإن اثيوبيا المهددة أقاليمها بالتفكك، وربما تسلحت بخروج ترامب من البيت الأبيض، مضت في سعيها لملء السد وفرضه على دولتي المصب مصر والسودان خاصة.

لكن خطوط مصر الحمراء بدأت تتجحّظ في المنطقة بأبعادها العربية والمتوسطية والافريقية. الخط الأحمر الأول كان في ليبيا عندما أعلن السيسي في سياق ردعه جحافل الغزو الاردوغانية أن مدينتي سرت والجفرة خطا أحمرا للأمن القومي المصري والعربي. والحقيقة أنه من رحم هذا الخط الأحمر استولدت المبادرات السياسية برعاية الامم المتحدة ونجحت في وقف اطلاق النار، ومن ثم في انتاج مجلس رئاسي وحكومة جديدين، كخطوة جادة باتجاه توحيد المؤسّسات السيادية الليبية، واطلاق قطار المصالحة، وتعزيز سلطة الدولة التي ترتكز على حلّ الميليشيات وطرد المرتزقة عامة والموالين لتركيا خاصة.

وقد تمكّن الخط الأحمر المصري في ليبيا من فرض واقع جيواستراتيجي جديد في الاقليم وخاصة في شرقي المتوسط، وهو الواقع الذي كان وراء تراجع تركيا التي بدا تغولها في ليبيا أيضا بمثابة الضلع الثاني لسد النهضة المطوّق لمصر. وهو الواقع الذي فرض على الرئيس التركي اردوغان الاعراب عن نيته وسعيه واستعداده لتطبيع العلاقات مع مصر التي وصفها ابراهيم كالن المتحدث الرئاسي التركي بـ "عقل وقلب العالم العربي". وقد كانت استجابة تركيا لشروط مصر وتشذيبها ألسنة الاخوان المتصاعدة من اسطنبول، بمثابة الدفعة التركية الاولى التي استحسنتها القاهرة بحذر، رغم أنها لا تلبي كامل الشروط المصرية.

اذن فرمل الخط الاحمر المصري في ليبيا اندفاعة الاردوغان، وجوّفها من أغلب مضامينها الاستراتيجية، وهذا ما ستجحظه المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية في السلطة الليبية الوليدة التي جاءت انعكاسا لتفاهمات اقليمية ودولية سمحت بانطلاق التسوية السياسية التي ستجرف بطبيعة الحال، في طريقها جميع "الرؤوس الدامية" التي تعبر عنها الاغتيالات او التصفيات الاحترافية في ليبيا شرقا وغربا.
اذن بعد ثبات ورسوخ خط مصر الأحمر في ليبيا، وتحقيقه النتائج المطلوبة، اختار السيسي اللحظة السياسية المناسبة لاطلاق الخط الأحمر الثاني، انطلاقا من جنوح السفينة البنمية في قناة السويس وما حملته من رسائل تزامنا مع اعلان اسرائيل نيتها البدء في شق "قناة بن غوريون" لتربط بين البحر الأحمر والبحر الابيض المتوسط. انه الربط المستفيد من عودة جزيرتي "تيران وصنافير" الى السيادة السعودية، وقد أصبحت "تيران" ممرا مائيا دوليا، ولتكون قناة بن غوروين في سياق السعي الاسرائيلي المزمن للسيطرة على منابع المياه، بديلا عن قناة السويس وبالحد الأدنى شريكا مضاربا عليها، وهذا ما يستدعي من مصر أن تحضر نفسها للخط الأحمر الثالث.

ما تقدم يشي بأن محاولات تعطيش مصر ومحاصرتها مائيا قائمة على قدم وساق، وأن هذه المحاولات تذكر بمواقف معلومة للعقيد معمر القذافي وتأكيده بأن الحروب القادمة هي حروب المياه، ويرجح أن إنشائه للنهر الصناعي العظيم يقف وراء حتمية اندلاع حروب السيطرة على المياه الهادفة بدورها لتقويض مصر والسيطرة عليها. وفي هذا السياق تفيد المقارنة بين الدعم الاجنبي القديم المتجدد الذي تتلقاه اثيوبيا، وبين الرفض والفيتو الاميركي البريطاني ومعهم صندوق النقد الدولي وعدم دعمهم مصر في بناء السدّ العالي في زمن جمال عبد الناصر.

وأمام تعنّت اثيوبيا واصرارها على الاستمرار في الملء الثاني لسد النهضة، يمكن الفهم العميق لجدية تهديدات الرئيس المصري، المتزامنة مع مناورات "نسور النيل 2" المصرية السودانية في قاعدة مروى السودانية بمشاركة القوات الجوية وقوات الصاعقة الذين يقع على عاتقهما أمر التعامل المناسب مع سد النهضة. والى المناورات الخاصة، فقد بلغت التحضيرات للتعامل العسكري مع سد النهضة وجوزيتها حد انتظار الأوامر في تدمير السد. وتردّد أن مصر والسودان تحوّطا لتدفق كميات المياه الهائلة جراء تدمير السد بتخفيض مياه عدد من بحيرات السدود داخل السودان ومصر لجعل هذه البحيرات تستوعب مياه سد النهضة بأقل أضرار ممكنة.فهل تتوقف اثيوبيا عن الملء الثاني للسد، وتتلقف فرصة المفاوضات في الكونغو وتجنح لابرام اتفاق ملزم حول تحاصص مياه النيل بين دول المنبع ودول المصب، أم تنزلق دول اقليم النيل الى الفوضى وعدم الاستقرار الذين تحدث عنهما عبدالفتاح السياسي وقوله "محدش يقدر ياخد نقطة ميه من مصر واللي عايز يجرب، يجرب".في ليبيا انتصر الخط الاحمر دون حرب. في سدّ النهضة تثبيت الخط الاحمر ربما يستوجب الحرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خط مصر الأحمر يصل سدّ النهضة خط مصر الأحمر يصل سدّ النهضة



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 17:25 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يوضح مقصده من كلمة "قريباً" حول نهاية مسيرته
المغرب اليوم - رونالدو يوضح مقصده من كلمة

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
المغرب اليوم - الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل

GMT 08:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 00:26 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة المنشط الإذاعي نور الدين كرم إثر أزمة قلبية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib