«شرق 12» تعددت الحكايات والحقيقة واحدة
ترامب يستبعد مناقشة "تقسيم الأراضي" مع بوتين في قمة ألاسكا ممثل منظمة الصحة العالمية يحذر من كارثة صحية في غزة مع نفاد أكثر من نصف الأدوية الأساسية وزارة الخارجية السودانية تُرحّب ببيان مجلس الأمن الدولي الرافض لتشكيل "حكومة موازية" حركة حماس تدعو لمسيرات غضب عالمية أمام السفارات الإسرائيلية والأميركية في مختلف العواصم والمدن روسيا تفرض قيوداً على تيليغرام وواتساب وتوضح الأسباب سقوط 12 شهيدا من عناصر تأمين المساعدات منذ صباح اليوم جراء 3 غارات إسرائيلية استهدفتهم شمالي قطاع غزة مقتل وفقدان عشرات الأشخاص جراء غرق قارب بالبحر المتوسط حركة حماس تدين تصريحات نتنياهو حول «إسرائيل الكبرى» وتدعو لتحرك عربي ودولي عاجل آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدًا بالإبادة الجماعية في غزة واستنكارًا لاغتيال مراسل قناة "الجزيرة" أنس الشريف وزملائه منظمة التعاون الإسلامي تدين تصريحات رئيس وزراء إسرائيل حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى وتحذر من تداعياتها على الأمن الإقليمي والدولي
أخر الأخبار

«شرق 12»... تعددت الحكايات والحقيقة واحدة!

المغرب اليوم -

«شرق 12» تعددت الحكايات والحقيقة واحدة

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

سوف يصبح هذا الفيلم هدفا للعديد من المهرجانات القادمة عالميا وعربيا، وبعدها غالبا وطبقا لم هو متعارف عليه فى مصر، سيجد مساحة فى العرض الجماهيرى المحدود داخل سينما (زاوية) التى تمنح مقاعدها إلى الفيلم الجيد بعيدا عن الرهان الدائم هل سوف يحقق إيرادات أم لا؟
الفيلم قطعا لم يخضع فى بنائه لهذا المؤشر المسيطر على الإنتاج فى مصر، حيث يبدأ المشروع من فوق إلى تحت «الهرم المقلوب»، نقطة الانطلاق أولا النجوم القادرين على الجذب الجماهيرى، وبعدها لا شىء يهم، هالة مثل عدد محدود جدا من المخرجين الذين نصفهم بتعبير «مستقلين»، أعادت الهرم إلى وضعه الطبيعى، وبدأت بالفكرة التى تطرح السيناريو، ثم الفنيين والفنانين ليصبح لدينا شريط سينما، قادر على أن يتنفس سينما، بكل المفردات المسموعة والمرئية.

ثانى فيلم مصرى أشاهده فى المهرجان «شرق 12» لهالة القوصى فى قسم «أسبوعى المخرجين»، الأول «رفعت عينى للسماء» لندى رياض وأيمن الأمير، والعنوان مأخوذ عن ترنيمة دينية من العهد القديم، عرض فى قسم «أسبوع النقاد»، وتناولته قبل أيام فى تلك المساحة.

هالة فى فيلمها الجديد «شرق 12»، تذهب إلى منطقة درامية أكثر رحابة وشمولا، الإنسان فى علاقته بالسلطة، بكل المحددات القانونية والاجتماعية والنفسية المتعارف عليها، ولهذا تنتقل إلى مزرعة محاطة بسور عال من كل الجهات، وتنتهى إلى تحطيم هذا الجدار والانطلاق بعيدا، ظلت المخرجة حريصة على أن تتحرر من الزمان والمكان، لتظل قراءة العمل الفنى مفتوحة ومتاحة للجميع.

تسعى دائما حتى تضمن ذلك، إلى تجريد الزمن وإلى الأرض المحايدة، حتى لو وجدت إشارات فى أغنية أو جهاز تسجيل ينتمى لمرحلة زمنية محددة، أو حتى شخصية درامية صار لها حضورها فى الحياة مثل «قناوى» الدور الذى قدمه يوسف شاهين فى فيلمه الأثير «باب الحديد» 1958لا، فإنها سرعان ما تنطلق بعيدا عن هذا القيد، لتعيدك كمتلق مجددا إلى مرونة استقبال الفيلم داخل مزرعة محددة القوانين.

السؤال الذى كان ولا يزال يتكرر فى العديد من المهرجانات والندوات، لمن تنسب جنسية الفيلم؟ القاعدة شبه المستقرة عالميا، أن الفيلم شرعيا ينتمى لجهة الإنتاج، خاصة تلك التى تشارك بقسط أكبر فى التمويل، إلا أن الاستثناء وارد، وقسم «أسبوعى المخرجين» فى مهرجان «كان»، منحاز بطبيعة تكوينه، إلى أن الجنسية للمخرج وليست لشركة الإنتاج، وهكذا رسميا فإن فيلم «شرق 12» لهالة القوصى برغم تعدد جهات الإنتاج العربية والأوروبية، فإنه وطبقا لجنسية المخرجة والكاتبة والمونتيرة هالة القوصى مصرى «الجينات»، ناهيك أن اللهجة مصرية وأغلب المشاركين من فريق العمل مصريون، كثيرا ما نفاجأ بفيلم مهم يمثل مصر، إلا أن الصحافة الفنية كالعادة كانت مشغولة أكثر بمتابعة فستان نجمة مغمورة وجدت فيه خروجا عن الآداب؟.

هل صرنا كسالى إلى هذه الدرجة، حيث نفاجأ بهذه الأفلام وبتلك المواهب، أم أن أصحاب المواهب فى العادة يبتعدون عن الصخب الإعلامى، وهكذا لا نجدهم منتشرين فضائياً، لأنهم مشغولون بتوثيق وليس تسويق إبداعهم.

قبل سبع سنوات شاهدت فيلم «زهرة الصبار» أول إخراج لهالة القوصى ممثلا للسينما المصرية فى مهرجان «دبى».

وكتبت فى تلك المساحة، شاهدت فيلمًا جديرًا بأن يجدد بداخلنا الثقة فى سينما مصرية لديها غنى بصرى ورحابة فكرية وألق يستقبل ببكارة وخصوصية كل الجماليات السينمائية سمعيًا وبصريًا، يسحرنا شريط سينمائى جاذب ومشبع بكل التفاصيل، ومخرجة لديها موقف وهدف وقدرة على أن تضع ممثليها على طريق الصدق والتلقائية ليبرع كل منهم فى مساحته الدرامية.

هالة القوصى على المستويين الدرامى والإخراجى موهبة متفردة ستبرق بقوة فى الساحة المصرية والعربية.

الشريط من الممكن أن تصفه بالسينما المستقلة، برغم أن اللفظ فى حاجة لمزيد من التدقيق، ولكن دعونا نعتبرها كذلك حتى لا نبدد المساحة فى جدل خارج الموضوع.

فى فيلمها الأول أيضا حرصت المخرجة على أن تضع هامشًا موازيًا للواقع تعيشه كل الشخصيات، وكثيرًا ما تعبر عنه سينمائيًا فى مشاهد أقرب لأحلام اليقظة المستحيلة، الواقع الذى يبدو فى جزء كبير منه أسود، خلق خطًا مبهجًا موازيًا له مرسومًا بألوان قوس فزح، وهو أيضا ما نضح به شريطها الثانى، ليؤكد أن المبدع دائما شعوريا ولا شعوريا لديه «تيمة» موسيقية أو تشكيلية أو درامية، تحركه وتدفعه لللإبداع بأكثر من تنويعة، وهذا ما فعلته هالة القوصى فى «شرق 12».

قدم الممثل المبدع القدير أحمد كمال دوره المتعدد الأوجه فهو الحاكم والجوكر، الشيطان والملاك، خفيف الظل ومبهج وفى نفس الوقت دموى حين ينتقم.

امتلاك التليفون أحد مؤشرات عناصر القوة والسطوة، وهو ما نراه بين الحين والآخر، بقدر ما يعطى أوامر بالتليفون، بقدر أيضا ما يخضع هو أيضا لمن يحركه مثل عرائس الماريونيت، وكأنه يقدم «نمرة» على المسرح كما يؤديها فى الحياة، يلعب، على حد السيف، يمتلك من الأوراق يستطيع أن يمارس هوايته فى الانتصار على الجميع، ولكن بداخله خوف كامن من الغضب الذى يتجمع فى الصدور.

منحة البطراوى واحدة من أيقونات تلك السينما الموازية التى تحطم القواعد، وجه ساحر، بقدر ما هو ساخر، فى تقمصها للشخصية، صنعت عالما موازيا للمزرعة داخل المزرعة، فهى تعمل بأقدم نظام تجارى عرفته البشرية قبل اختراع النقود، وهو «المقايضة» لديها ما تمنحه، وليست دائما المقابل هى النقود، ولكن أشياء أخرى، هناك أيضا قطع «السكر».

حفيدها الوجه الجديد عمر رزيق، الذى أراه قادما بقوة للساحة الفنية بحضور لافت، يؤدى دور الموسيقى الذى يمارس المهنة بأقل الإمكانيات، وهو أيضا الثائر ضد الظلم متحديا الحاكم البهلوان، يدافع عن حبيبته الوجه الجديد فايزة شامة لتؤكد المخرجة وبهذا الاختيار، أنها تمتلك القدرة على تسكين الأدوار وأيضا توجهيها.

تواصل هالة فيلمها الثانى مع نفس عناصر القوة فى فيلمها الأول، مدير التصوير عبد السلام موسى وواضع الموسيقى التصويرية أحمد الصاوى، الصورة باقتدار تنتقل بين الأبيض والأسود والألوان، والموسيقى تلعب دورها فى تحرير الرؤية لتخترق بصريا وسمعيا، حدود الزمان والمكان.

شريط سينمائى قطعا لا يحكى فى كلمات، عندما يتاح على الشاشة أو على «المنصات» ستكتشف أبعادا أخرى، ستعيد أنت قراءته، وفى النهاية سترى أن الحقيقة واحدة مهما تعددت الحكايات!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«شرق 12» تعددت الحكايات والحقيقة واحدة «شرق 12» تعددت الحكايات والحقيقة واحدة



GMT 21:04 2025 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

هل تذوب الثلوج في ألاسكا؟

GMT 20:43 2025 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

هجاء الطوائف... وهشاشة الوطن

GMT 20:41 2025 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

لبنان بين «الفيجِيلنتي» المحلّي والإقليمي

GMT 20:39 2025 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

فشل يقود إلى فشل

GMT 20:36 2025 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

أنسنة الخدمات!

GMT 20:33 2025 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

الأصل في دعوة الرئيس

GMT 20:31 2025 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

الطريق المسدود؟

GMT 20:30 2025 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

فيروز …؟!

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - المغرب اليوم

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 06:32 2023 الأحد ,23 إبريل / نيسان

انقطاع شبه كامل لخدمة الإنترنت في السودان

GMT 18:01 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:31 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسابقة ملكة جمال الكون في إسرائيل تثير جدلا

GMT 21:27 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجآت بالجملة في تشكيلة برشلونة أمام بروسيا دورتموند

GMT 00:51 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كشف هوية "المرأة الغامضة داخل التابوت الحديدي"

GMT 10:35 2020 الخميس ,30 إبريل / نيسان

شركة سعودية تعلن عن تنفيذ مشاريع عائمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib