دهشة الموت
ترامب يستبعد مناقشة "تقسيم الأراضي" مع بوتين في قمة ألاسكا ممثل منظمة الصحة العالمية يحذر من كارثة صحية في غزة مع نفاد أكثر من نصف الأدوية الأساسية وزارة الخارجية السودانية تُرحّب ببيان مجلس الأمن الدولي الرافض لتشكيل "حكومة موازية" حركة حماس تدعو لمسيرات غضب عالمية أمام السفارات الإسرائيلية والأميركية في مختلف العواصم والمدن روسيا تفرض قيوداً على تيليغرام وواتساب وتوضح الأسباب سقوط 12 شهيدا من عناصر تأمين المساعدات منذ صباح اليوم جراء 3 غارات إسرائيلية استهدفتهم شمالي قطاع غزة مقتل وفقدان عشرات الأشخاص جراء غرق قارب بالبحر المتوسط حركة حماس تدين تصريحات نتنياهو حول «إسرائيل الكبرى» وتدعو لتحرك عربي ودولي عاجل آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدًا بالإبادة الجماعية في غزة واستنكارًا لاغتيال مراسل قناة "الجزيرة" أنس الشريف وزملائه منظمة التعاون الإسلامي تدين تصريحات رئيس وزراء إسرائيل حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى وتحذر من تداعياتها على الأمن الإقليمي والدولي
أخر الأخبار

دهشة الموت !

المغرب اليوم -

دهشة الموت

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

لا يزال يدهشنى الموت، فى كل مرة أفقد عزيزًا أكتشف أننى أتعرف على الموت لأول مرة، أعلم أنه سر استمرار الحياة، لولاه ما كانت هناك حياة، النهاية تخلق البداية.

كلما مضت بنا الأيام ندرك أن من يغادرنا يأخذ جزءًا منا للعالم الآخر، نرحل بالتقسيط، ولهذا فى البداية لا نتعامل مع الخبر باعتباره نهاية حياة، ولكن بداية رحلة، وننتظر أن يتجدد اللقاء بعد نهاية الرحلة.

فى الجامع وقبل صلاة الجمعة، وجدت أخى عمر الشناوى، خبير مصرفى ويحاضر فى الاقتصاد فى العديد من الجامعات، كان طوال الأيام الماضية لا يكف الحديث عن الجنيه وعلاقته بالدولار، وكان يرى ضوءًا أبيض فى نهاية النفق المظلم.

أخى بالجينات وصديقى بالمشاعر بجوارى، إلا أنه فى صندوق بنى اللون، يطلقون عليه (نعش)، رغم أنه أحد أهم مظاهر الموت، حروف الكلمة تعنى الحياة، هل يشعر عمر بشىء الآن؟ هل هو يحب اللون البنى الغامق؟، أعلم أنه يهتم كثيرًا بالتفاصيل، لا أتصور سوى أنه اختار هذا اللون وعن سبق إصرار، أكيد كانت هناك اختيارات أخرى، أطيل النظر إلى النعش وعلى الفور أرى أخى بابتسامته الساخرة يمسح دموعى ويطبطب على كتفى.

إنهم يدركون كل التفاصيل، بل يختارون من يريدون توديعهم، إرادتهم لا تنتهى بمجرد الموت، يمنحونها لأقرب الناس إليهم لينفذوها فورًا.

هل يدرك الإنسان موعد رحيله؟ البعض يحكى أن هناك مثلًا من حدد بالدقيقة والثانية الموعد، وهو موقن من كل شىء وتعددت القصص، وهناك على العكس ما يؤكد أن فلانًا كان يخطط لعشرين سنة قادمة، ثم فاجأه الموت وهو فى عز الحياة.

يظل درس الموت ماثلًا أمامنا ولكننا عادة لا نتعلم، وأنا وعمر كثيرًا ما نختلف فكريًا، ولهذا لم أكن أتوقف عن مشاغبته وهو يبادلنى مشاغبة بمشاغبة، لا أتصوره كان يدرك مثلًا أن تلك كانت ليلته الأخيرة، بل ذهب فجرًا للمستشفى القريب من منزله، عندما شعر بضيق فى التنفس، وهو موقن أنه سيعود للمنزل؛ ثم فاضت روحه بعد لحظات إلى بارئها.. جاءنى تليفون فى الصباح الباكر ينعينى (البقاء لله)، ولم أدرك معنى الكلمة بالضبط، فلم تكن هناك أبدًا إرهاصات توحى بذلك أو تمهد له.

هل هو أيضًا فوجئ بملاك الموت؟ ربما كان هذا ما اعتقدته أنا، أو ما تصوره أقرب الناس إليه، ولكنه كان يعلم، هناك رسائل تصل إلينا من السماء، نحن لا نغادر القطار فجأة، ولكن ليس كلنا قادرين على فك شفرة الرسالة، ممكن أن تصبح تلك هى الإجابة النموذجية، ولدىّ إجابة أخرى أن البعض منا يحتفظ بالرسالة ولا يبوح بها حتى للدائرة القريبة، ترقب الرحيل أشق على النفس من الرحيل المفاجئ، ولهذا لا يبوحون أبدًا بالميعاد.

آخر رسالة تلقيتها من أخى، كان يطلب منى أن أستمع إلى تسجيل إذاعى من الأرشيف لعمى الشاعر الكبير كامل الشناوى، عثر عليه مؤخرًا، وأنا استمعت إلى كل أحاديث عمى، ولهذا لم أفتح (الرابط)، وسألنى برسالة (واتس آب) هل استمعت إليه؟ رددت: سمعته 20 مرة، وقرأت إجابته بعد خبر الرحيل: استمع إليه للمرة الـ21، واستمعت إليه قبل ساعات، وبالفعل كان عنده حق، المرة الحادية والعشرين تأملتها ببهجة ووميض مختلف.. وداعًا يا أخى والسلام أمانة على جميع من سبقونا!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دهشة الموت دهشة الموت



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - المغرب اليوم

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 06:32 2023 الأحد ,23 إبريل / نيسان

انقطاع شبه كامل لخدمة الإنترنت في السودان

GMT 18:01 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:31 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسابقة ملكة جمال الكون في إسرائيل تثير جدلا

GMT 21:27 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجآت بالجملة في تشكيلة برشلونة أمام بروسيا دورتموند

GMT 00:51 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كشف هوية "المرأة الغامضة داخل التابوت الحديدي"

GMT 10:35 2020 الخميس ,30 إبريل / نيسان

شركة سعودية تعلن عن تنفيذ مشاريع عائمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib