شريف عرفة يطل على الشاشة وبراءة الأطفال في عينيه
محكمة الغابون تحكم بالسجن 20 عاما غيابيا على زوجة وابن الرئيس السابق علي بونغو بتهم الفساد مصرع 42 مهاجراً بينهم 29 سودانياً في غرق قارب قبالة سواحل ليبيا كوريا الجنوبية تصدر حكمًا عاجلًا ببراءة أوه يونج سو بطل Squid Game من تهمة التحرش الجنسي وإلغاء أي محاولات استئناف أو اعتراض على الحكم الإعصار فونج وونج يجبر تايوان على إجلاء أكثر من 3 آلاف شخص ويتسبب بمقتل 18 في الفلبين وتدمير آلاف المنازل زلزال بقوة 5,1 ريختر يضرب منطقة شمال شرق مدينة توال بجزيرة بابوا إندونيسيا على عمق 10 كلم قائد قسد يصف انضمام سوريا للتحالف ضد داعش بخطوة لمحاربته نهائيا حركة الطائرات في مطارات الامارات تصل الى مستويات قياسية خلال يناير الى مايو كوشنر يؤكد لا إعمار لغرب غزة قبل نزع سلاح حماس غوغل تحذر من خطورة شبكات الواي فاي العامة على بيانات المستخدمين نعيم قاسم يؤكد أن وقف إطلاق النار مشروط بإنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان واستعادة الأسرى والسيادة كاملة
أخر الأخبار

شريف عرفة يطل على الشاشة وبراءة الأطفال في عينيه!

المغرب اليوم -

شريف عرفة يطل على الشاشة وبراءة الأطفال في عينيه

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

يوحى عنوان (اللعب مع العيال) أننا بصدد وجه آخر للفيلم الشهير (اللعب مع الكبار) 1991، على طريقة (البارودى)، التى تعنى تقديم حالة تتناقض تماما مع الأصل، الفيلم الراسخ فى الأذهان، تأليف وحيد حامد إخراج شريف عرفة، قد تعتقد أن شريف يتكئ على فيلمه القديم لينطلق بعد أكثر من 30 عاما، من الأب عادل إمام إلى الابن محمد إمام، إلا أن شريف يسارع على الشاشة بتغيير هذا الانطباع المبدئى، وإعادة توجيه المؤشر، فلا صلة قربى أو نسب درامى أو سياسى بين الفيلمين، المقصود بالعيال ليس مجازيا، ولكن الأبطال بالفعل أطفال، واللعب هو حقا لعب حقيقى مع الأطفال، وهم بالمناسبة يشكلون ملمحا خاصا بقدر ما هو مضىء فى الفيلم.

السيناريو كتبه شريف عرفة بروح أقرب إلى فن (الكوميكس)، الكاريكاتير المصور والمجسم الذى يقدم الملامح بقدر من المبالغة، يغلفها بالسخرية، وهو ما يحقق رواجا عند شريحة الأطفال، وأيضا الكبار الذين لا تزال تسكنهم مشاعر الطفولة، تلك هى الروح التى سيطرت على الفيلم، وهكذا سقطت المسافة تماما بين السيناريو المكتوب على الورق، والفيلم على الشاشة، وتلك التفاصيل من المستحيل أن يقدمها إلا المخرج على الشاشة، الأمر ليس له علاقة باحتراف كتابة السيناريو بقدر ما هو حالة حتمية فرضها الشريط السينمائى.

شريف مارس الكتابة أو المشاركة فيها، فى عدد من الأفلام، حتى لو لم تجد اسمه على (التتر) ككاتب، تستطيع أن تدرك أنه حاضر دراميا فى كل التفاصيل، بينما فى (اللعب مع العيال) فهو تعبير مباشر عن عالم أراد شريف تقديمه على الشاشة برؤية خاصة فكان ينبغى أن يصبح هو كاتب هذا العالم بكل شطحاته وومضاته، الشخصيات كلها مرسومة بتلك الرؤية، التى تعيش على شاطئ الطفولة، فكان لا بد مثلا من حضور (ويزو) بتلك الملامح الصارخة فى الوزن والحركات، كما تعودنا عليها، لأنها تشكل جزءا عميقا من الحالة التى يسردها المخرج، حيث إن العين تتلقى أولا الحالة، كما أنك تتعايش مع محمد إمام بتلك الشخصية بكل مخاوفها وترددها، وضوح الملامح بكل أبعادها الشكلية والحركية والنفسية واحدة من أسلحة المخرج للدخول بعمق فى قانون الفيلم الذى يفرضه الطفل، كمستقبل لهذه الرسالة، وعلى أساسها يحدد بنود التعاقد مع المخرج.

منذ بدايات شريف عرفة فى نهاية الثمانينيات مع فيلم (الأقزام قادمون) وأنا أتابع فنانا لديه خصوصية فى التعبير، كثيرا ما كان يشعرنى فى عدد من أفلامه وكأنه يعود طفلا، وقتها كان يشكل ثنائيا مع الكاتب ماهر عواد، الذى قرر أن يكون فقط نفسه، واستمر الاثنان معا ثلاثة أفلام أخرى، (الدرجة الثالثة) و(سمع هس) (يا مهلبية يا)، شىء عميق وحميم يجمع بين هذه الأفلام، يبدأ بخصوصية وبراءة التعبير، بعد ذلك فى مرحلة لاحقة وتحديدا مع وحيد حامد وعادل إمام التى بدأت مع (اللعب مع الكبار) لم يغادره تماما الطفل، ولكن كان لديه هدف أبعد فكريا، استلزم نوعا آخر من التعبير على الشاشة، يرنو إلى رؤية تدعوك بقوة للاشتباك مع الواقع السياسى. أفلام البدايات لم يؤازرها شباك التذاكر إلا أن المخرج الكبير خيرى بشارة فى عز الهجوم على شريف لم يكتف بالدفاع عنه فى أحاديث صحفية، بل كتب مقالا يدشن فيه بالسينما الجديدة ورائدها شريف عرفة.

شريف فى السنوات الأخيرة يريد العودة مجددا وبنبض عصرى لتلك المرحلة الأولى، أرى مثلا أن فيلم (الإنس والنمس) 2021 الذى كتب له شريف القصة السينمائية، يقترب فى مزاجه الفنى إلى تلك الروح.

بينما فى (اللعب مع العيال) توافق تماما مع تلك الرغبة، انفرد بالكتابة، ليظل ممسكا بكل التفاصيل معبرا عن المشاعر الفطرية التى يرسمها أولا على الورق فى كل شخصياته، انتقل هذه المرة إلى مدينة (شرم الشيخ) مع مدرس التاريخ علام (محمد إمام) واختار عام 2010، وأتصورها الرقابة هى التى فرضت هذا الاختيار الزمنى، لأنها لا تريد لأفلامنا أن تتشابك ولا أقول تشتبك، مع الواقع الذى نعيشه، لا أتصورها بالمناسبة تعليمات مباشرة، بقدر ما هى واحدة من تنويعات (النفخ فى الزبادى) التى تمارسها الرقابة على المصنفات الفنية فى السنوات الأخيرة.

بمجرد أن ينتقل البطل إلى (شرم) تتجسد الصورة الذهنية التقليدية للبحر والنساء الجميلات بالمايوه البكينى إلا أننا على أرض الواقع نرى خرابة فى صحراء مترامية الأطراف يقولون عنها إنها مدرسة، والمطلوب من الأستاذ ليس تعليمهم فقط التاريخ تخصصه، ولكن أولا القراءة والكتابة.

من الشخصيات التى رسمها شريف بحرفية وإبداع المدرس الذى أداه باقتدار وحرفية ماجد الكدوانى، نستمع فقط إلى صوته متعدد التنويعات، وهو يروى مذكراته التى التقطها محمد إمام، فى بيته الذى يخاصم كل ما يمكن أن نعتبره من مقومات الحياة.

القانون الذى وضعه عرفة يتجسد أمامك فى كل الشخصيات مثل شيخ القبيلة بيومى فؤاد، الذى يتألق عندما يجد الدور الذى يحركه إبداعيا، فهو أيضا نموذج خاص جدا لشيخ القبيلة بكل المحددات التى تخلق مواقفها الدرامية، أيضا ابنة شيخ القبيلة الجميلة أسماء جلال، والمكياج الصارخ جزء من قانون اللعبة السينمائية، ليقع المدرس فى حبها.

الوجه الوطنى هو التاريخ، شخصية باسم سمرة الرافض لتصحيح التاريخ، لتلك المنطقة النائية على البحر الأحمر، التى هى جزء حميم من الوطن، خيالنا فقط لا يتجاوز شاطئ البحر الأحمر والمايوه، إلا أن شريف يضيف ملمحا سياسيا، رافضا الانعزال، ويمهد للذئب الذى كان يطارد فى البداية محمد إمام ليتدخل فى النهاية وينقذ محمد إمام قبل أن يطلق عليه باسم الرصاص.

حالة سينمائية خاصة وحميمة بكل تفاصيلها تبدأ بموسيقى مودى الإمام وتتواصل فى التصوير والمونتاج والديكور.

ولدينا مجموعة من الأطفال، يكمن فيهم السر، نجح شريف عرفة فى الحفاظ على تلقائيتهم أمام الكاميرا، وكانوا بالفعل هم أصحاب الابتسامات التى تخرج من القلب لتستقر فى القلب.

العمل الفنى، لا يقرأ من خارجه، ولكن كما أراده صانع العمل، الكوميديا الهادئة هى البطل الحقيقى للشريط، المخرج منح الفيلم حالة مزاجية واحدة ساهمت فيها كل العناصر، وقدم عددا من الممثلين الواعدين مثل مصطفى غريب إلا أنه لم يستغل دراميا، على عكس مثلا المخضرم سليمان عيد فى مشاهد قليلة والموهوب حجاج عبد العظيم، ونجحت أسماء جلال التى أثبتت جدارتها كبطلة قادمة فى السينما.

الشريط يلعب بقانون الضحكات الهادئة وهذا هو (الترمومتر)، ضحكات تشبه عالم الأطفال فى براءتها، وهكذا جاء التصريح من الرقابة على المصنفات الفنية بالعرض العام للفيلم.

من المشاهد التى قدمت بحرفية عالية مشهد الحلم المشترك، بين محمد إمام وأسماء جلال، كل منهما كان يحلم بالآخر وتم القطع المتوازى بينهما، وفى نفس الوقت حتى لا يجرح عالم الطفولة حرص المخرج على أن يظل الإيحاء هو سيد الموقف.

محمد إمام يتقدم بخطوات واثقة للمقدمة، بملامح خاصة فى التعبير، وما تراه على الشاشة من عادل إمام يدخل تحت إطار الجينات الوراثية، التى لا يمكن تجاوزها، ولكننا هذه المرة نرى فقط النجم محمد إمام، الذى يصنع لنفسه طريقا خاصا.

شريف عرفة يطل علينا وبراءة الأطفال فى عينية تتجسد فى كل التفاصيل على الشاشة!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شريف عرفة يطل على الشاشة وبراءة الأطفال في عينيه شريف عرفة يطل على الشاشة وبراءة الأطفال في عينيه



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib