وحيد حامد أحببنا أيامنا معه
ترامب يستبعد مناقشة "تقسيم الأراضي" مع بوتين في قمة ألاسكا ممثل منظمة الصحة العالمية يحذر من كارثة صحية في غزة مع نفاد أكثر من نصف الأدوية الأساسية وزارة الخارجية السودانية تُرحّب ببيان مجلس الأمن الدولي الرافض لتشكيل "حكومة موازية" حركة حماس تدعو لمسيرات غضب عالمية أمام السفارات الإسرائيلية والأميركية في مختلف العواصم والمدن روسيا تفرض قيوداً على تيليغرام وواتساب وتوضح الأسباب سقوط 12 شهيدا من عناصر تأمين المساعدات منذ صباح اليوم جراء 3 غارات إسرائيلية استهدفتهم شمالي قطاع غزة مقتل وفقدان عشرات الأشخاص جراء غرق قارب بالبحر المتوسط حركة حماس تدين تصريحات نتنياهو حول «إسرائيل الكبرى» وتدعو لتحرك عربي ودولي عاجل آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدًا بالإبادة الجماعية في غزة واستنكارًا لاغتيال مراسل قناة "الجزيرة" أنس الشريف وزملائه منظمة التعاون الإسلامي تدين تصريحات رئيس وزراء إسرائيل حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى وتحذر من تداعياتها على الأمن الإقليمي والدولي
أخر الأخبار

وحيد حامد أحببنا أيامنا معه

المغرب اليوم -

وحيد حامد أحببنا أيامنا معه

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

ظُهرًا بعد الغد احتفالًا بذكراه، يجتمع عدد من أصدقاء وحيد حامد على نفس المائدة التى كانت تضمهم فى الفندق المطل على النيل، إنه المكان المفضل له على مدى ثلاثة عقود من الزمان، لكى يدوّن أفكاره فى الصباح الباكر وهى لا تزال طازجة، وبعدها يستقبل أصدقاءه وتلاميذه ومحبيه، وأيضا من هم ليسوا بأصدقائه ولا تلاميذه، وبعضهم مشاعرهم لم تكن حيادية معه إلا أنه يفتح قلبه للجميع.

عندما ينتهى رصيدنا من الأيام، نكتشف الحقيقة.. وهكذا كانت من بين كلماته الأخيرة (حبيت أيامى).. بقدر ما أحب أيامه معنا، بقدر ما أحببنا أيامنا معه. وحيد كان يقرأنا جيدًا فيكتبنا جيدًا، يعرف بالضبط ما نقوله وما نخشى أن نقوله، امتلك فيضًا من البصيرة منحت نظرته العمق الذى يخترق حاجز الزمن.

ذكرى وحيد الثانية تأتى بينما يتلقى ضربات تحت الحزام وغمزا ولمزا ينهال عليه، رغم أن كل ما كتبه قبل نحو أربع سنوات على صفحات (المصرى اليوم) هو تحديدا ما تعبر عنه الفطرة السليمة؛ مراقبة الدولة للتبرعات التى تذهب للمستشفى الخيرى الكبير، هؤلاء الأطفال فى عيوننا وكانوا هم عيون وحيد، كتب ما اعتقد أنه الصواب، ولم يحرك قلمه سوى الحب، حتى لو رأى البعض أنه أخطأ فى التقدير، إلا أن كل ما تردد بعد ذلك من مبررات على لسان المسؤول لم يكن مرضيا، على الأقل لعقول قسط وافر من المصريين، فكيف نتعامل ببساطة مع تعبير (الرقيب هو الله).. ونعم بالله!، ولكننا فى أمر دنيوى يستحق منا نظرة للمتابعة، أتمنى مخلصًا أن تنهال التبرعات مجددا على مستشفى الأطفال، وأن تحمى الدولة تلك الأموال حتى تصل لمستحقيها، ساعتها سوف تسعد روح وحيد.

يتساءلون: كيف عرف وحيد حامد فى (طيور الظلام) 1995 ما سيحدث فى مصر عام 2012 عندما يملك الإخوان السلطة؟ كيف انتقل فى لحظة إلى 17 عاما، ليفضح هذا التيار الذى يتدثر عنوة بالإسلام، وهو يحاول أن يمتلك مقدرات الوطن، قبل أن تُسقطه الإرادة المصرية قى ثورة 30 يونيو؟!.. إنه الوجدان الخصب الذى يملكه وحيد، فاستطاع أن يُطل على الزمن القادم وحذرنا من توغل الأشرار، إلا أننا لم نأخذ حذرنا بما يكفى.

وحيد لا يمكن أن يضحى بموقفه من أجل رضاء أى فريق حتى لو كانت السلطة، فهو لا يكتب إلا قناعاته وما يمليه عليه ضميره، الأمر ليست له علاقة فقط بالقضايا الكبرى التى يعيشها الوطن، ولكن فى التفاصيل الدقيقة، من الممكن لو تأملتها جيدا تستطيع أن ترسم بعدها «بورتريه صادقًا» لهذا الإنسان.

هناك عادةً مساحة بين الصورة الذهنية الراسخة فى الوجدان للفنان التى نقتنصها من إبداعه وبين وجدان الإنسان، وعند الاقتراب نكتشف الحقيقة التى كثيرا ما تُصبح صادمة.

تعوّدت أن أتقبل الأمر ببساطة، بحكم الدائرة التى جعلتنى قريبًا خلال أربعة عقود من الزمان مع عدد كبير من الشخصيات العامة، لا أشغل نفسى كثيرا بتلك المساحة الفاصلة بين الخيال والحقيقة، بينما مع وحيد حامد لم أجد أبدا أيا من هذه التناقضات، فهو فى إبداعه يدافع عن قيم الحق والخير والجمال، وهو كذلك أيضًا فى حياته.

شىء غامض ربطنى بوحيد حامد، كنت أول من عرف وحيد حامد فى جيلى، كنت ألتقيه فى (البرنامج العام) مع بداياته فى الإذاعة، ويرسم القدر لى معه أيضا مشهد النهاية عندما أدرت آخر لقاء جماهيرى له 6 ديسمبر 2020 فى إطار تكريمه بمهرجان (القاهرة)، فكان هو أعمق وأصدق وداع لفنان بين البداية والنهاية.. ظل وحيد هو وحيد (فلاح مصر الفصيح)، المدافع بشراسة عن حقوق الإنسان، وأولهم الأطفال الذين ينتظرون الشفاء العاجل!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وحيد حامد أحببنا أيامنا معه وحيد حامد أحببنا أيامنا معه



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - المغرب اليوم

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 06:32 2023 الأحد ,23 إبريل / نيسان

انقطاع شبه كامل لخدمة الإنترنت في السودان

GMT 18:01 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:31 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسابقة ملكة جمال الكون في إسرائيل تثير جدلا

GMT 21:27 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجآت بالجملة في تشكيلة برشلونة أمام بروسيا دورتموند

GMT 00:51 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كشف هوية "المرأة الغامضة داخل التابوت الحديدي"

GMT 10:35 2020 الخميس ,30 إبريل / نيسان

شركة سعودية تعلن عن تنفيذ مشاريع عائمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib