من «خاطف الطائرات» إلى «مهندس الطوفان»
محكمة الغابون تحكم بالسجن 20 عاما غيابيا على زوجة وابن الرئيس السابق علي بونغو بتهم الفساد مصرع 42 مهاجراً بينهم 29 سودانياً في غرق قارب قبالة سواحل ليبيا كوريا الجنوبية تصدر حكمًا عاجلًا ببراءة أوه يونج سو بطل Squid Game من تهمة التحرش الجنسي وإلغاء أي محاولات استئناف أو اعتراض على الحكم الإعصار فونج وونج يجبر تايوان على إجلاء أكثر من 3 آلاف شخص ويتسبب بمقتل 18 في الفلبين وتدمير آلاف المنازل زلزال بقوة 5,1 ريختر يضرب منطقة شمال شرق مدينة توال بجزيرة بابوا إندونيسيا على عمق 10 كلم قائد قسد يصف انضمام سوريا للتحالف ضد داعش بخطوة لمحاربته نهائيا حركة الطائرات في مطارات الامارات تصل الى مستويات قياسية خلال يناير الى مايو كوشنر يؤكد لا إعمار لغرب غزة قبل نزع سلاح حماس غوغل تحذر من خطورة شبكات الواي فاي العامة على بيانات المستخدمين نعيم قاسم يؤكد أن وقف إطلاق النار مشروط بإنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان واستعادة الأسرى والسيادة كاملة
أخر الأخبار

من «خاطف الطائرات» إلى «مهندس الطوفان»

المغرب اليوم -

من «خاطف الطائرات» إلى «مهندس الطوفان»

غسان شربل
بقلم - غسان شربل

حجز بنيامين نتنياهو موقعَه في التاريخ. أقام في رئاسة الوزراء أكثرَ ممَّا أقام فيها «الأبُ المؤسس» ديفيد بن غوريون. قتلَ من الفلسطينيين أكثرَ ممَّا فعل كلُّ جنرالات جيشِه مجتمعين. نادراً ما تيسّر لظالمٍ أن يقتلَ في العصر الحديث هذا العددَ الهائلَ من الأطفال. ردَّ على «طوفان الأقصى» بإلحاق نكبةٍ جديدةٍ بالفلسطينيين أشدَّ إيلاماً من الأولى.

لا مبالغة في هذا الكلام. مذبحة غزة أشدُّ هولاً من المذابح التي واكبتِ الانفجارَ اليوغوسلافي. أكثر خطورة من مذابحِ رواندا لأنَّ حكومة تديرها وينفذها جيشٌ نظامي. لم نشاهد في أشدّ الحروب جرافاتٍ تجمع هذا القدر من الجثثِ الصغيرة وتهيل عليها التراب. لم نشاهد أطفالاً يتزاحمون على كسرةِ خبز بينما يأكل الرعبُ عيونَ أمهاتهم. لم نعاين مثلَ هذا الخرابِ الهائل منذ اقتحام برلين في الحرب العالميةِ الثانية.

يذهب نتنياهو إلى التاريخ حاملاً معه عشراتِ آلاف الجثث. لكنَّه لا يذهب مطمئناً. لم يستطع إنجازَ مهمة شطب الشعبِ الفلسطيني. هذه مهمةٌ مستحيلة. ولم يستطع أن يحملَ معه جثةَ حلمِ الدولة الفلسطينية المستقلة. جو بايدن نفسُه لا يرى أفقاً غيرَ حل الدولتين.

لنترك نتنياهو جانباً. العالمُ شريك في هذه الجريمة المتمادية. تفرج طويلاً على نهر الآلام الفلسطينية. اكتفى بالهدناتِ وإرسال الخيام والإعاشاتِ والضمادات. لم يجرؤ على مواجهة السؤال الحقيقي: لماذا يبقى الشعبُ الفلسطيني بلا دولة على أرضِه أو على جزء منها؟

تذكَّرت أنَّ السؤال المطروح اليوم على يحيى السنوار، زعيمِ «حماس» في غزة و«مهندسِ الطوفان»، يشبه السؤالَ الذي طُرح قبل نصف قرن على الدكتور وديع حداد «خاطفِ الطائرات» ومسؤولِ «المجال الخارجي» في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين».

كانتِ الزيارة محاطةً بسرية كاملة. أنزل حداد في مقر في غابةٍ قريبة من موسكو. طرح مسؤولون من الـ«كي جي بي» سؤالَ الدولتين على حداد فردَّ أنَّه لا يقبل إلا بعودة كل شبر من فلسطين. وحين ذكّره محاوروه بسقوط أبرياءِ في العمليات الفلسطينية، طلبَ منهم مراجعة ما رافق اقتحام «الجيش الأحمر» لبرلين. التقى حداد في ختام المحادثات رئيسَ الـ«كي جي بي» يوري أندروبوف، الذي سيتبوأ لاحقاً عرشَ الكرملين. وكانت النتيجة العملية للزيارة موافقةَ موسكو على تزويد «المجال الخارجي» بحفنةٍ من الأسلحة النوعية تسلمها لاحقاً قبالة عدن.

وجد حداد صعوبةً هائلة في تقبّل فكرةِ التنازل عن بلدته صفد، أو أي شبر آخر من فلسطين. وفي تلك الأيام كانَ من الصَّعب على أي قائد فلسطيني قبول ذلك لأنَّه يعني لدى الناس ارتكابَ الخيانة العظمى. والحقيقة التي أظهرتها مذبحةُ غزةَ الحالية هي أنَّ شطبَ الشعب الفلسطيني مستحيل. لكنَّها أظهرت أيضاً أنَّ العالمَ لن يسمح أيضاً بشطب دولةِ إسرائيل. لهذا يشبه الرجوع من الحرب الحالية الدعوة إلى تجرّع السم. إلغاء الآخر متعذرٌ وممنوع، والمخرج الوحيد الممكن هو حلُّ الدولتين على أمل أن تكونَ الحرب الحالية آخرَ الحروب الفلسطينية - الإسرائيلية.

ما أفظعَ أن يهاجمَ الجوع أهالي غزة وكأنَّه يشارك الطائرات في قتلهم! وما أقسى أن يلتفتَ الأطفال إلى الفضاء علّهم يرون المساعدات تهبط بالمظلات! كلُّ مساعدةٍ مقدرة وتستحق الشكر. لكنَّ المشاهدَ ليست بسيطة. لم يستطع سيدُ البيتِ الأبيض إرغامَ نتنياهو على قبول هدنةٍ أو وقفٍ دائم لإطلاق النار. قرَّر التعايشَ مرة أخرى مع نهر الآلام بانتظار «نضوج الظروف». ميناء أميركي قبالة غزةَ وخطّ بحري للمساعدات من قبرص بعدما كان مؤمّلاً أن تطلَّ الهدنة قبل أن يطلَّ شهر رمضان المبارك.

لن تخرجَ إسرائيل منتصرةً من هذه الحرب مهما قتل جيشُها من الفلسطينيين. تحوَّلت عبئاً ثقيلاً على داعميها. التعاطف معها تحوَّل فضيحةً أخلاقية هزَّت صورة الغرب. ثم إنَّ الحربَ ستحقّق عكسَ ما رمت إليه لأنَّ العالم ازدادَ قناعة بأنَّ حلَّ الدولتين هو المعبر الوحيد إلى الأمن والاستقرار ووقف القتل.

إنَّها حربٌ بمرارات كثيرة. ستسترجع إسرائيلُ في النهاية أسرى وجثثاً. لكنَّ الدولةَ المستقلة كابوسٌ لا يمكن إبعاده. وستسترجع «حماس» سجناء من سجون الاحتلال، لكنَّ عددهم سيقلّ بالتأكيد عمن قُتلوا على أرض غزة.

أفكّر في يحيى السنوار قائدِ المعركة الحالية. لا أعرف بماذا يشعر وهو يستمع إلى بايدن يتحدَّث عن تكليف الجيش الأميركي ببناء ميناء قبالة غزة لإيصال المساعدات؟ وبماذا يشعر حين يعاين المظلات الأميركية تهبط حاملة المساعدات؟ وبماذا يشعر حين يسمع أنَّ إعادةَ الإعمار في «اليوم التالي» مشروطةٌ بغياب أنفاق «حماس» وصواريخها عن غزة؟

استوقفني كلامُ أكثر من قيادي فلسطيني بينهم ياسر عبد ربه أنَّ «السنوار فاجأ حلفاءه في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ثم فوجئ بحجم ما حققه هجوم (القسام) في ذلك النهار». هل صحيح أنَّ السنوار لم يتوقع اختراقاً بهذا الحجم في بداية «الطوفان»؟ وهل صحيح أنَّه لم يتوقع رداً إسرائيلياً ينزل بالقطاع نكبة كاملة؟

والواقع أنَّ السؤال المطروح على السنوار هو نفسه الذي طُرح على حداد في موسكو قبل نصف قرن، وهو: هل يقبل الفلسطينيون ببعض الأرض لإقامة دولتهم المستقلة للعيش إلى جانب إسرائيل؟ يتقبّل السنوار فكرة الدولة المستقلة شرط أن لا يُطلب منه الاعتراف بإسرائيل، وهو شرط لا يتنازل عنه الغرب.

النكبةُ رهيبة. هل تستطيع «حماس» العودةَ سريعاً إلى البيت الفلسطيني وبموقف يلزم العالم إقرارَ آليةٍ محددة لولادة الدولة الفلسطينية المستقلة؟ بين السؤال الذي طُرح على حداد والسؤال الذي يُطرح اليوم على السنوار أضاع العالم فرصة شكّلتها تجربة ياسر عرفات الذي حاول اختصار آلامِ شعبه فاصطدم بالعمى السياسي الإسرائيلي والانحياز الأميركي والجبن الغربي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من «خاطف الطائرات» إلى «مهندس الطوفان» من «خاطف الطائرات» إلى «مهندس الطوفان»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
المغرب اليوم - الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل

GMT 08:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 00:26 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة المنشط الإذاعي نور الدين كرم إثر أزمة قلبية

GMT 02:33 2014 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"رينود" يتسبب في تشنج الأوعية الدموية لأصابع اليدين

GMT 00:25 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

مي عمر تؤكّد أهمية تجربة عملها مع عادل إمام

GMT 09:51 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

بشرى شاكر تشارك في مشروع طاقي في ابن جرير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib