و«يتمخطرون»

و«يتمخطرون»

المغرب اليوم -

و«يتمخطرون»

سمير عطاالله
بقلم :سمير عطاالله

كانت هناك مرحلة عُرفت بالحقبة الاستقلالية، دول تتسلم حكمها الوطني، الواحدة بعد الأخرى، يتولاها أهل الكفاءة والنزاهة والحس الوطني، رجال من فئة مصطفى النحاس في مصر، وشكري القوتلي في سوريا، ورياض الصلح في لبنان، و الحبيب بورقيبة في تونس. وانصرفت عنا الدول الاستعمارية تاركة للسياسيين العريقين إدارة شؤون البلاد.

تراجعت تركيا بعد 500 عام، إلى شؤونها في أنقرة. ولم يكن هناك سوى أثر احتفالي لنظام الشاه، وانحسر دور بريطانيا وفرنسا. لكن هذه الحقبة من الحياة السياسية الهادئة لم تدم طويلاً. كان لا بد من استكمال الاستقلال بالثورة. ومصطفى النحاس بالصاغ صلاح سالم، وإدريس السنوسي بمعمر القذافي، وفيصل العراق بعبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف، وشكري القوتلي بيوسف زعين. فالاستقلال وحده لا يكفي، ولا بد أن تستكمله بتحرير الإنسان العربي ومعه تحرير فلسطين، وبعد الانتهاء من ذلك، تحرير باقي الشعوب المقهورة حول العالم.
ويا مولانا، إليك النتائج:

إيران تفاخر بسلطتها من بيروت إلى صعدة. وما كان في الماضي استعماراً قديماً أصبح ولياً عزيزاً.

ما من بقعة على وجه الأرض يموج فيها النفوذ الاستعماري القديم مثل هذه البقعة. وبكل تمخطر وتكبر وتشاوف. تماماً مثل الأيام القديمة. محا الثوار العرب كل شيء، وفي الطريق محوا استقلال بلادهم وحريتها وسيادتها. ولم تعد فرنسا تطلب أكثر من تشكيل حكومة في لبنان لوقف سقوطه في قعر الموت وقعر التاريخ.

وهل تعرف ماذا أيضاً؟ أن الذين يَطلبون اليوم وقف هذا التسلط الإيراني، يُتهمون بالخيانة. أو بالصهينة. وعندما نحتاج إلى وصف إضافي، فعليكم بالإمبريالية، التي لم تفهم الشعوب العربية معناها حتى الآن. لكنها تعرف بالغريزة. إنها وعد جميل في جنة على الأرض، من مثل هذه الجنات المتنقلة، بكل مظاهرها: 150 ألف قتيل في الجزائر (المرحلة الوطنية)، 150 ألفاً في لبنان (المرحلة القومية). 1.500 ألف في العراق (كل المراحل). نصف مليون في سوريا (المرحلة السيادية)، وأعداد مجهولة من الفلسطينيين. والصومال لا يزال يموت دون إشعار رسمي، حتى في دفاتر الأمم المتحدة المخصصة للقتل المزمن والمألوف.

لن يعرف أحد العدد الحقيقي للقتلى العرب لأنه ليس مهماً. هل تشاهد صور أمهات ضحايا مرفأ بيروت كل يوم وتبكي معهن؟ اطمئن، لن يطول ذلك كثيراً. لكل حدث أمهاته وباكياته. لكن ليس له محاكمه وأحكامه. الموت للموت في لبنان. والرجاء عدم إرسال أزهار: لا مكان لها.هل تعرف ما هو أقسى من ذلك كله؟ الطريقة التي يخاطبنا بها ورثة الشاهنشاه. فما نحن سوى مستعمرات، تركها الأباطرة على طرقهم، كيبوتزات سمّاها الإسرائيليون. نصّب علينا الفرنسيون والبريطانيون «مفوضاً سامياً». من محاسن الإيرانيين نظام «المتصرف»: عادة يكون محلياً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

و«يتمخطرون» و«يتمخطرون»



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 12:24 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل السبت26-9-2020

GMT 07:07 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

شائعة تبعد "مقالب رامز" عن بركان في الفلبين

GMT 19:46 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

البرلمان المغربي يصادق على مشروع قانون المالية لسنة 2020

GMT 12:54 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على مواصفات برج القوس ووضعه في حركة الكواكب

GMT 11:02 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

غاريدو يحمل فتحي جمال مسؤولية مغادرته للرجاء

GMT 00:38 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

سيدة ميتة دماغيًا منذ أربعة أشهر تنجب طفلة سليمة

GMT 00:01 2019 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فان دايك يتوج بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا

GMT 00:16 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

أمل الفتح يتوج بطلا ويحقق الصعود

GMT 01:30 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

بيع أوّل نسخة في العالم من "تويوتا سوبرا GR"

GMT 01:30 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أفكار لحديقة الزهور ولمسة من الجمال

GMT 10:18 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل حياة الدوقة كيت ميدلتون قبل زواجها من الأمير هاري

GMT 01:36 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

وفاء عامر تبدي ألمها بإصابة فاروق الفيشاوي بالسرطان

GMT 07:55 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

الأثاث البني موضة لن تنتهي في عالم الديكور

GMT 20:54 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

قائمة افضل لاعب في العالم بدون جريزمان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib