مطابع المال ومحارقه

مطابع المال ومحارقه

المغرب اليوم -

مطابع المال ومحارقه

سمير عطاالله
سمير عطاالله

بدأ الأميركيون الشهر الأخير من وجودهم في أفغانستان. أول الشهر التالي «لا يبقى جندي واحد هناك». مع منظمة قتالية مثل «طالبان» لا يعرف أحد أي منقلب ينتظر البلاد، لكن بداياته ظهرت في قصف المطارات المدنية بحجة أن الدولة لا تحترم المواثيق. منذ الآن سوف تثبت «طالبان» مدى احترامها للمواثيق والعهود والوعود والتواقيع. وقياساً على أربعة عقود مضت، سوف يكون الأمر عظيماً.

قبل أن يكمل الأميركيون انسحابهم، تخطر لي، وللسذج أمثالي، أسئلة طفولية ساذجة: ماذا يأخذ الأميركيون معهم من هذه البلاد، وماذا يتركون. والجواب على السؤالين واحد، لا شيء. صفر. والصفر هو الرقم الذي بعد اكتشافه اكتمل علم الحساب. يأخذون ما أخذوه من فيتنام، ولاوس، وكمبوديا، والعراق. منذ 2001 صرفت واشنطن في أفغانستان والعراق وسوريا 6 تريليونات دولار، أي ما يكفي لجعل أفغانستان كلها ضاحية من ضواحي لوس أنجليس ونيويورك وبوسطن بكل جامعاتها.

لكن الأسئلة الساذجة لا تطرح على الدول. وطبيعة هذا الكون التصادم. الكواكب تتصادم، والشعوب وعائلة الإنسان الأول. وكان القدامى في اليونان والمكسيك وبلاد الإسكيمو يعتقدون أن الأرض عندما لا تجد ما تصطدم به تنقلب على نفسها، فتكون هذه الأعاصير والرعود والطوفانات والزلازل، ويكون جفاف وجدب ومجاعات في الناس.
كان صدام حسين يدعي أنه احتل الكويت لأنها رفضت مسامحة العراق بقرض من عشرة مليارات دولار. كلفت مغامرته العراق والكويت وسائر الدول المعنية مئات المليارات. منذ عقود طويلة والعراق في حروب، مع نفسه وأهله وجواره، وشعبه يهاجر أغنى بلدان الكوكب وأرض المن والسلوى، لاجئاً في أراضي الآخرين.

لا منطق للحروب في العالم. جنون يؤدي إلى سلام. تماماً مثل الإعصار الذي يهب فجأة وسريعاً ويدمر ويرمد ويقتلع وينثر، ثم يهدأ ويروح يختال مفاخراً بصناعة الرعب والموت. أعطى النازيون ألمانيا عقداً عامراً من الازدهار ثم دمروها ودمروا أعداءهم وحلفاءهم والواقعين بين الاثنين.

بعد مئات السنين المقاتلة والمدمرة، استبدلت أوروبا الوحدة بالحروب. ويبدو اليوم أن إيران تشعل بالواسطة حروباً في كل مكان، لا سبب لها ولا منطق ولا مبرر، سوى أن تضم إلى لائحة العبثيات التي ذرت في المغامرات العدمية، أرواح الناس وأموالها. الأرقام الرسمية لموتى أفغانستان 900 ألف. رقم من الأرقام. 3 ملايين في فيتنام، 3 ملايين في كمبوديا على يد سفاح مجنون يدعى بول بوت.

ثمة أجراس حرب جديدة تقرع في باب المندب. لماذا؟ لأن إيران تعتقد أن مثل هذه الحرب سوف تلحق الضرر بالخليج وبالمنطقة.
في مواجهة «الغموض وخطر الغموض»، انتشرت الروايات وانتعشت صناعة التحليل. البعض طلب منا أن نحمد الله لأن الانفجار وقع فياتجاه الشرق وإلا لتناثرت المدينة برمتها. ثم بدأنا نرى صور الضحايا والمشردين والبيوت المدمرة. فالأمهات الثكالى، فالأيتام، فالذين فقدوا، إلى جانب المأوى، الأقرباء والأصدقاء، وإعادة منطقة التأجج إلى الحياة الطبيعية. كثيرون يعولون على نواياه واجتهاده، خصوصاً الشعب العراقي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطابع المال ومحارقه مطابع المال ومحارقه



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 12:24 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل السبت26-9-2020

GMT 07:07 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

شائعة تبعد "مقالب رامز" عن بركان في الفلبين

GMT 19:46 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

البرلمان المغربي يصادق على مشروع قانون المالية لسنة 2020

GMT 12:54 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على مواصفات برج القوس ووضعه في حركة الكواكب

GMT 11:02 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

غاريدو يحمل فتحي جمال مسؤولية مغادرته للرجاء

GMT 00:38 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

سيدة ميتة دماغيًا منذ أربعة أشهر تنجب طفلة سليمة

GMT 00:01 2019 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فان دايك يتوج بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا

GMT 00:16 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

أمل الفتح يتوج بطلا ويحقق الصعود

GMT 01:30 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

بيع أوّل نسخة في العالم من "تويوتا سوبرا GR"

GMT 01:30 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أفكار لحديقة الزهور ولمسة من الجمال

GMT 10:18 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل حياة الدوقة كيت ميدلتون قبل زواجها من الأمير هاري

GMT 01:36 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

وفاء عامر تبدي ألمها بإصابة فاروق الفيشاوي بالسرطان

GMT 07:55 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

الأثاث البني موضة لن تنتهي في عالم الديكور

GMT 20:54 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

قائمة افضل لاعب في العالم بدون جريزمان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib