أكد مصدر عسكري إسرائيلي أن المهلة الزمنية الممنوحة للمسارات الدبلوماسية الهادفة إلى نزع سلاح حزب الله تنتهي بنهاية العام الجاري، مؤكداً أن تقديره أن الحزب "لن يتخلّى عن سلاحه طوعاً بأي شكل"، وأن التفكير في إمكانية تحقيق ذلك عبر التفاهمات الدبلوماسية يبدو "غير واقعي".
وأضاف المسؤول العسكري الإسرائيلي رفيع المستوى، الذي تقع الساحة الشمالية ضمن نطاق مسؤوليته، أن السؤال المطروح اليوم ليس: هل سيوافق حزب الله على نزع سلاحه؟ بل من سيجرده من هذا السلاح إذا استمر في إعادة بناء قوته، لأنه وبحسب المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لن يتخلى عن سلاحه.
وأوضح المصدر في إحاطة حصرية أن حزب الله "هُزم بوضوح" بعد ما تسميه إسرائيل "حرب نصف الشمال"، وأن الضربات الإسرائيلية دمّرت القدرات الأساسية للحزب من أعلى مستوى قيادي إلى أدنى مستوى.
ووفق تقييمه، لم يتبقّ لدى الحزب إلا 20 – 30 في المئة من قدرات قوة "الرضوان" وبعض القدرات النارية. كما فقد القدرة على تنفيذ "ضربة نارية واسعة ومتزامنة" كانت تهدف إلى إلحاق ضرر كبير بالجبهة الداخلية الإسرائيلية.
ويشير المصدر إلى أن إسرائيل أزالت قدرة حزب الله على اجتياح الجليل بشكل كامل.
ومنذ توقيع وقف إطلاق النار العام الماضي وجهت إسرائيل ضربات مستمرة لمناطق الجنوب اللبناني وضاحية بيروت الجنوبية، وفق ما تقول إنه رد على محاولات الحزب لبناء قدرته وتهديد إسرائيل، حسب وصفها.
وفي 5 أغسطس/آب من العام الجاري، أقر مجلس الوزراء اللبناني حصر السلاح بما فيه سلاح "حزب الله" بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة وتنفيذها قبل نهاية عام 2025.
لكن أمين عام حزب الله نعيم قاسم قال في أكثر من مناسبة، إن الحزب يرفض ذلك، ويطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية.
وأشار قاسم، في كلمة له قبل نحو أسبوعين، إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار المُوقع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يقضي بانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، وأن الاتفاق "يحمل ثمناً مقبولاً لأن من سيكون موجوداً (في الجنوب) مكان المقاومة هو الجيش اللبناني"، على حد تعبيره.
قال المصدر العسكري الإسرائيلي إن حزب الله يجري عملية "تشريح داخلي"، ويعمل على إعادة بناء قوته، لكن جهد التهريب اليوم محدود جدًا، لعدة أسباب، أبرزها: انهيار محور التهريب عبر سوريا وإيران "سقوط المحور الشيعي"، حسب قوله، و القيود المشددة على الحركة الجوية.
وأشار إلى أن التهريب كان يتم في السابق عبر الجيش السوري القديم وبكميات قليلة، مؤكداً أن الطائرات الإيرانية لا تهبط في لبنان لأن إسرائيل أعلنت أنها ستهاجم المطار إذا حصل ذلك.
وأشار إلى أن رغم ضعف التهريب العسكري، ما زالت إيران تموّل الحزب، وأن هذه الأموال تذهب لتعويضات وإدارة منظومة الحزب، خصوصاً بعد وجود 1.6 مليون نازح في لبنان خلال الحرب.
وحول سؤالنا عن القدرة الاستراتيجية الصاروخيّة للحزب، أجاب المسؤول العسكري الإسرائيلي أنه لا توجد دلائل على وصول شحنات سلاح استراتيجي جديدة للحزب، وربما توجد محاولات وصفها بالـ"بسيطة" لإعادة تصنيع بعض القدرات، لكنها بعيدة عن المستوى السابق.
وقال إن تصريحات قادة الحزب، ومنها ما قاله الأمين العام نعيم قاسم مؤخراً، تؤكد أن حزب الله لا ينوي التخلي عن سلاحه، ما يجعل المسار الدبلوماسي غير كافٍ لتحقيق الهدف.
وكان الرئيس اللبناني جوزاف عون قد أعلن هذا الأسبوع استعداد لبنان للتفاوض مع إسرائيل برعاية أممية أو أمريكية أو دولية مشتركة لوقف الاعتداءات عبر الحدود بشكل نهائي.
وتعمل الآلية الدولية الأمريكية – اللبنانية – الإسرائيلية عبر ضابط أمريكي في بيروت وضابط من الجيش الإسرائيلي، وتمرر الخروقات عبرها إلى الجيش اللبناني حسبما قال المصدر الإسرائيلي لنا.
لكن المصدر أوضح أن "الجيش اللبناني ضعيف وفقير ولا يمتلك القدرة على مواجهة حزب الله"، مضيفاً أنه "لا يدخل إلى المناطق الخاصة التي يخزن فيها الحزب السلاح".
ويقول المصدر إن بعض الضباط والجنود في الجيش اللبناني هم من الطائفة الشيعية ويتعاونون مع الحزب، مشدداً على أن الآلية المشتركة أو ما يسمى بـ"الميكانيزم" تعمل، لكن "ليس بالسرعة أو الفاعلية المطلوبة".
وأضاف: "نريد العمل عبر دولة، لكن إذا لم يكن الإنفاذ كافياً، فسنتحرك نحن".
ووفق المسؤول، غيّرت إسرائيل نهجها بالكامل بعد السابع من أكتوبر، ولم تعد تعتمد على "مفهوم الهدوء" الذي سمح للحزب بالنمو سابقاً.
وقال إن الجيش الإسرائيلي اليوم يراقب لبنان بشكل "شديد الدقة" وعلى مدار الساعة وينفذ هجمات عدة أسبوعياً ويقوم بعمليات ليلية لتدمير بنى تحتية يجري تجديدها.
وأوضح أن إسرائيل نفذت أكثر من 350 عملية إحباط خلال العام، مضيفاً: "لن يسمح بأي تعاظم قوة للحزب حتى في المناطق العميقة شمال لبنان".
وقبل أيام استهدفت إسرائيل في ضاحية بيروت الجنوبية القيادي في حزب الله هيثم الطبطبائي بضربة على بناية يقيم بها.
يرى المصدر أن التصعيد حالياً "أكبر في الإعلام منه على الأرض"، لكن إسرائيل تتابع ما يحدث في لبنان بدقة، وتستعد لكافة السيناريوهات.
وأضاف أن تفريغ الجنوب اللبناني من سلاح حزب الله لن يتحقق بالكامل بحلول نهاية العام وأنه إذا لم يُظهر المسار الدبلوماسي نتائج واضحة، فإن "خيارات أخرى" ستُطرح، وربما تشمل هذه الخيارات استهداف طبقة القيادة الجديدة للحزب في حال اندلاع مواجهة واسعة.
وفيما يتعلق بمحاولات الحزب إخفاء معلومات قياداته وعدم كشف مواقعهم، قال المصدر إن لدى إسرائيل "استخبارات ممتازة"، وإن بنك الأهداف فعال رغم تغييرات الحزب الداخلية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الجيش الإسرائيلي يسلم جثث خمسة عشر فلسطينياً ضمن صفقة تبادل
نعيم قاسم يرفض نزع سلاح حزب الله ويصف المواجهة مع إسرائيل بالكربلائية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر