واشنطن - المغرب اليوم
لم تكن بدايات تايلور سويفت في عالم الموسيقى مجرد رحلة عادية لمراهقة تحاول شق طريقها، بل كانت بداية قصة نجاح استثنائية ستجعل منها لاحقاً واحدة من أكثر الشخصيات تأثيراً في صناعة الترفيه والاقتصاد العالمي. ففي عام 2008، ومع صدور أغنيتها الشهيرة Love Story، خطت سويفت أولى خطواتها نحو النجومية العالمية، إذ شكّلت الأغنية تحولاً مهماً في مسيرتها، وفتحت أمامها أبواب الشهرة على مصراعيها.
وبمرور الوقت، لم يقتصر نجاح سويفت على المجال الفني فقط، بل استطاعت تحويل مسارها المهني إلى نموذج اقتصادي فريد، جعلها تتصدر القوائم المالية وتصبح من بين النجمات الأكثر دخلاً في العالم. واليوم، وقد بلغت الخامسة والثلاثين من عمرها، نجحت في أن تكون أول فنانة تتجاوز مبيعات ألبوماتها 100 مليون نسخة، ودخلت نادي المليارديرات بجهودها الذاتية بعد الأرباح الهائلة التي حققتها جولتها العالمية The Eras Tour.
بين عامي 2009 و2020، أقامت تايلور سويفت ست جولات موسيقية حققت من خلالها ثروتها الأولى، إلى جانب مبيعات الألبومات والعقود الإعلانية. ومع ارتفاع عائداتها، اتجهت نحو الاستثمار العقاري، فامتلكت منازل فاخرة في ولايات مختلفة داخل الولايات المتحدة، بلغت قيمتها ملايين الدولارات. وتشير تقديرات قبل انطلاق جولتها The Eras Tour إلى أن ثروتها كانت تتراوح بين 450 و500 مليون دولار.
وفي مارس 2023، بدأت سويفت جولتها الأشهر The Eras Tour، التي استمرت حتى ديسمبر 2024، وحققت خلالها نجاحاً غير مسبوق. فقد تجاوزت إيرادات بيع التذاكر وحدها 1.2 مليار دولار، إضافة إلى أرباح المبيعات المرافقة، مما جعلها أول موسيقية تصل إلى الثروة المليارية اعتماداً على أعمالها الفنية فقط.
وتشير تقارير اقتصادية إلى أن الجولة لم تؤثر فقط على ثروة سويفت، بل على اقتصادات المدن التي زارتها. فبحسب تقارير مالية متخصصة، بلغ متوسط إنفاق المعجب الواحد لحضور الحفلة نحو 1327 دولاراً، تشمل تكاليف التذاكر والإقامة والطعام والتسوق، وهو ما أحدث طفرة اقتصادية في عدة مدن.
ساهمت الجولة في تنشيط قطاعات السياحة والنقل والفنادق في العديد من الولايات الأمريكية. فوفق تقارير اقتصادية رسمية، ارتفعت معدلات الإشغال الفندقي في مدن مثل شيكاغو، كما ازداد استخدام وسائل النقل العام بشكل ملحوظ خلال فترة الحفلات. أما في لوس أنجلوس، فقد حققت الحفلات الست التي أقيمت فيها نشاطاً اقتصادياً يُقدر بـ 320 مليون دولار.
وتجاوز تأثير The Eras Tour حدود الولايات المتحدة، فخارج أمريكا حققت حفلات سويفت في لندن وحدها نحو 300 مليون جنيه إسترليني، بينما أسهمت حفلاتها في ملبورن بـ 1.2 مليار دولار أسترالي. وفي طوكيو، وصل تأثير الحفلات الأربع إلى أكثر من 34.1 مليار ين ياباني، أي ما يقارب 228 مليون دولار. أما سنغافورة، فقد حققت حفلاتها الست فيها ما بين 300 و500 مليون دولار.
هذه الأرقام تعكس الدور الاقتصادي الضخم للجولة، ليس فقط لسويفت وقطاع الترفيه، بل لكل مدينة احتضنت حفلاتها، حتى بات الاقتصاديون يستخدمون مصطلح Swift Lift للإشارة إلى الطفرة الاقتصادية التي ترافق وجودها في أي منطقة.
تجاوزت إيرادات الجولة 2 مليار دولار، لترفع ثروة تايلور سويفت إلى نحو 1.6 مليار دولار وفق تقديرات مالية حديثة. وبذلك أصبحت ظاهرة اقتصادية فريدة، حيث تجاوز تأثيرها حدود الغناء، ليصبح نموذجاً يُدرّس عن كيفية تحويل الجمهور إلى قوة شرائية ضخمة قادرة على تغيير اقتصاد المدن.
إن قصة تايلور سويفت ليست مجرد رحلة فنية ناجحة، بل تجربة تُثبت كيف يمكن للفن أن يتحول إلى صناعة متكاملة تحرك أسواقاً بأكملها، وكيف يمكن لنجمة واحدة أن تترك بصمتها على خريطة الاقتصاد العالمي، تماماً كما تركت أثرها في صناعة الموسيقى.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر