أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة مقتل 23 فلسطينياً بينهم نساء وأطفال الأحد بنيران الجيش الإسرائيلي في مناطق عدة من قطاع غزة، من بينهم 5 فلسطينيين من منتظري المساعدات في منطقة تل السلطان غربي رفح جنوب القطاع.بدورها، قالت وزارة الصحة في غزة، إن مستشفيات القطاع استقبلت 88 قتيلاً و365 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، والعدد مرشح للارتفاع مع تأكيدها وجود ضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف الوصول إليهم.
وأضافت أنه وصل المستشفيات 18 قتيلاً وأكثر من 41 إصابة من منتظري المساعدات خلال 24 ساعة، ما يرفع إجمالي عدد قتلى منتظري المساعدات إلى 583 قتيلاً وأكثر من 4,186 مصاباً.وذكر شهود عيان، وفق فرانس برس، أن الطيران الحربي شنّ أكثر من عشر غارات جوية على منازل غير مأهولة في المنطقة الشرقية في بلدة جباليا، حيث تلقى بعض أصحاب هذه المنازل تحذيرات.
وكان الجيش الإسرائيلي قد دعا سكان عدد من المناطق في شمال غزة إلى إخلاء مناطقهم "فوراً" والتوجه جنوباً إلى منطقة المواصي. وحذر المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة إكس صباح الأحد، المتواجدين في مناطق مدينة غزة وجباليا وأحياء الزيتون الشرقي، والبلدة القديمة، التركمان، جديدة، التفاح، الدرج، الصبرة، جباليا البلد، جباليا النزلة، معسكر جباليا، الروضة، النهضة، الزهور، النور، السلام وتل الزعتر، من اشتداد العمليات العسكرية الإسرائيلية في هذه المناطق.وأوضح أدرعي أن الجيش الإسرائيلي "يعمل بقوة في هذه المناطق"، مشيراً إلى أن "الأعمال العسكرية سوف تتصاعد، وتشتد وتمتد غرباً إلى مركز المدينة".
فيما قال مسؤولون فلسطينيون وأمميون إنه لا يوجد مكان آمن في غزة.
تجدد الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار
يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي بدأ فيه الوسيطان العربيان، مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، جهوداً جديدة لوقف إطلاق النار لإنهاء الحرب المستمرة منذ 20 شهراً، وضمان إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس.وقد ازداد الاهتمام بحل الصراع في غزة في أعقاب القصف الأمريكي والإسرائيلي للمنشآت النووية الإيرانية.
وفي منشور على منصة "تروث سوشيال" المملوكة له، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب صباح الأحد "أبرموا صفقة في غزة، واسترجعوا الرهائن".
وكان من المقرر أن يُجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محادثات في وقت لاحق اليوم حول تقدم الهجوم الإسرائيلي. وصرح مسؤول أمني كبير بأن الجيش سيُبلغه بأن الحملة على وشك تحقيق أهدافها، وسيُحذر من أن توسيع نطاق القتال ليشمل مناطق جديدة في غزة قد يُعرّض الرهائن الإسرائيليين المتبقين للخطر.من جهتها قالت حركة حماس لوكالة رويترز على لسان أحد مسؤوليها بأن الحركة أبلغت الوسطاء باستعدادها لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار، لكنها جددت تأكيد مطالب الحركة القائمة بأن أي اتفاق يجب أن ينهي الحرب ويضمن انسحاباً إسرائيلياً من القطاع .
وأعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة، والذين يُعتقد أن 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة، فقط في إطار اتفاق يُنهي الحرب. وتقول إسرائيل إنها لا تستطيع إنهاءها إلا بنزع سلاح حماس وتفكيكهاـ فيما ترفض حماس ذلك.وفي نفس السياق، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال لقائه اليوم الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط، كريستوف بيجو، على ضرورة وقف الهجمات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، مجدداً موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وحذر في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية من خطورة "الكارثة الإنسانية" في القطاع، واستمرار عرقلة إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية، معرباً عن التطلع إلى "عقد المؤتمر الدولي بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية"، وتنفيذ حل الدولتين، برئاسة مشتركة من فرنسا والمملكة العربية السعودية.وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع، محمود بصل، إن معظم الإصابات الحرجة التي تصل إلى مستشفيات قطاع غزة تفارق الحياة، نظراً لقلة الإمكانيات الطبية بسبب استمرار "الحرب ومنع إدخال الإمدادات الطبية اللازمة".
وأكد محمود بصل قيام قوات الجيش الإسرائيلي بتدمير نحو 23 بناية سكنية في مناطق متفرقة من القطاع تركزت بجباليا والتفاح والشاطئ بمدينة غزة، وبأن مناطق جباليا البلد وخان يونس تتعرض لعملية تدمير واسعة ومسح لمربعات سكنية كبيرة.وبيّن أنهم يواجهون صعوبة كبيرة في التعامل مع كافة الاستهدافات والمناشدات التي تصل من المواطنين بسبب عدم القدرة على الوصول للمناطق وعدم توفر المعدات والوقود.
وأضاف بصل أن منزل الطفلين اللذين قُتلا في غارة جوية، فجر اليوم الأحد، على منزلهما في حي الزيتون بمدينة غزة "دُمر بالكامل".وقال أحد أفراد العائلة، عبد الرحمن عزام، البالغ من العمر 45 عاماً، لوكالة فرانس برس إنه كان في المنزل و"سمع دوي انفجار هائل في منزل قريبي". وأضاف: "هرعت إلى الخارج مذعوراً، فرأيت المنزل مدمراً ومشتعلاً".
من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس أنه لا يستطيع التعليق على الحوادث المبلغ عنها، لكنه قال إنه يقاتل "لتفكيك القدرات العسكرية لحماس".وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 56.500 قتيل و 133.419 إصابة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفق وزارة الصحة، في حين بلغت حصيلة القتلى منذ التصعيد الأخير في 18 مارس/ آذار 2025، 6.175 قتيلاً و 21.378 إصابة.
وأعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) تفكيك خلية قال إنها تضم مقاتلين تابعين لحركة حماس في الضفة الغربية المحتلة واعتقال 60 من أعضائها.وجاء في بيان صادر عن الجهاز أنه "تم الكشف عن بنية تحتية كبيرة ومعقدة وواسعة النطاق تابعة لحركة حماس في مدينة الخليل" جنوب الضفة الغربية.وأضاف البيان أن الخلية "كانت تعمل على تنفيذ هجمات بأشكال متعددة في مدى زمني قريب" وأن عناصرها "تدربوا على استخدام الأسلحة النارية، وجمعوا معلومات عن أهداف إسرائيلية، وصنعوا مواد متفجرة وركبوا عبوات ناسفة، وذلك بهدف تنفيذ هجمات كبيرة باسم حماس داخل الضفة الغربية وإسرائيل".ووفقاً للشاباك، تم اعتقال "أكثر من 60 عنصراً من حماس وصودرت أكثر من 22 قطعة سلاح من أنواع مختلفة. وقدّم بعضهم خلال التحقيق معلومات قادت إلى اعتقالات إضافية. وبالمجمل، تم إحباط نشاط 10 خلايا إرهابية كانت تخطط لتنفيذ عمليات".
وأضاف الجهاز أنه "تمّ الكشف عن ملابسات عملية إطلاق نار نُفذت عند مفترق بني نعيم (قرب الخليل) قبل 15 عاماً، قُتل فيها أربعة إسرائيليين".وقال الشاباك إن العملية التي استمرت طوال الأشهر الثلاثة الماضية، ومن خلال التعاون مع الجيش الإسرائيلي والشرطة، تُعد "أكبر إنجاز خلال العقد الماضي". وأضاف أنه "سيتم تقديم لوائح اتهام تتعلق بالإرهاب ضد المشتبه فيهم".
ولم تصدر حركة حماس تعليقاً فورياً على البيان.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
مصدر أمني ينفي محاولة اغتيال الرئيس السوري أحمد الشرع خلال زيارته درعا
صحيفة إسرائيلية ترامب يريد إنهاء حرب غزة بأقرب وقت
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر