واشنطن - يوسف مكي
في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية الواسعة على منشآت نووية وعسكرية داخل إيران، أكدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بالهجوم، لكنها شددت على أنها لم تشارك فيه بأي شكل من الأشكال، معتبرة إياه "خطوة أحادية" من جانب إسرائيل.
وقال ترمب، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، إن الهجوم "لم يكن مفاجئاً"، مؤكداً أن واشنطن أُبلغت به مسبقاً، لكنه أشار بوضوح إلى أن الولايات المتحدة لم تشارك عسكرياً، وأعرب عن أمله في أن تعود إيران إلى طاولة المفاوضات. وقال:
"إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً... نأمل أن نعود إلى التفاوض، رغم أن بعض القادة الذين كان من الممكن أن يتفاوضوا لم يعودوا موجودين".
وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إيران، من "ضربات أكثر فتكاً"، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي، وذلك في تعقيبه على الهجمات الإسرائيلية التي أودت بحياة عدد من القادة العسكريين والمسؤولين الإيرانيين.
وأضاف ترمب عبر منصة Truth Social، أنه "منح إيران فرصة تلو الأخرى لإبرام اتفاق نووي"، داعياً طهران إلى "إبرام اتفاق قبل أن يضيع كل شيء".
وتابع: "تحدث بعض المتشددين الإيرانيين بشجاعة، لكنهم لم يكونوا يعلمون ما سيحدث.. لقد لقوا حتفهم جميعاً الآن"، في إشارة إلى القادة العسكريين الذين اغتالتهم إسرائيل.
وأضاف الرئيس الأميركي: "أوضحت لهم أن ما ينتظرهم سيكون أسوأ بكثير مما يعرفونه أو يتوقعونه أو قيل لهم. الولايات المتحدة تمتلك أفضل وأقوى المعدات العسكرية في العالم، وبفارق كبير، وإسرائيل تمتلك الكثير منها، والمزيد قادم، وهم يعرفون جيداً كيف يستخدمونها"، في إشارة إلى إسرائيل.
وشدد ترمب في منشوره، على أنه "يجب على إيران أن تتوصل إلى اتفاق قبل فوات الأوان، وأن تنقذ ما تبقى من الإمبراطورية الإيرانية. لا مزيد من القتل، لا مزيد من الدمار، افعلوها الآن، قبل فوات الأوان".
في ضوء التصعيد، حذر الرئيس الأميركي طهران من استهداف القوات أو المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، فيما أصدر البيت الأبيض أوامر لبعض موظفيه بمغادرة المنطقة بسبب "مخاطر أمنية متزايدة".
من جانبه، قال ماركو روبيو، وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي في إدارة ترمب، إن واشنطن لم تكن جزءاً من العملية، مضيفاً:
"أولويتنا القصوى الآن هي حماية قواتنا ومواطنينا في المنطقة".
وأوضح روبيو أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقاً، وأنها رأت أن "الضربة ضرورية للدفاع عن النفس".
الهجوم الإسرائيلي يأتي قبل جولة سادسة مرتقبة من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران في سلطنة عُمان، كان من المقرر أن تبدأ الأحد المقبل. وأشارت مصادر دبلوماسية أميركية إلى أن الهجوم ربما قوّض جهود العودة إلى الاتفاق النووي.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول في البنتاغون أن "إسرائيل ربما تسعى لاحقاً للحصول على دعم أميركي إذا ردّت إيران بقوة"، محذراً من "تعقيدات كبيرة قد تنجم عن هذا التصعيد".
مسؤولون في القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) أكدوا أن القوات الأميركية في الشرق الأوسط في أعلى درجات التأهب تحسّباً لرد إيراني محتمل، وسط استعدادات لإجلاء محتمل للمدنيين الأميركيين.
كما تم إعادة تزويد إسرائيل بصواريخ لمنظومة "القبة الحديدية" في الأسابيع الأخيرة، بحسب مصادر في الإدارة الأميركية.
وإسرائيل شنت، فجر الجمعة، عملية عسكرية واسعة ضد مواقع إيرانية، قُتل خلالها عدد من كبار قادة "الحرس الثوري" الإيراني وعلماء نوويين.
طهران لم تصدر بعد رداً عسكرياً مباشراً، لكنها توعدت بالرد في "الزمان والمكان المناسبين".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر