إسرائيل تشترط بقاءها في الجولان مقابل تطبيع العلاقات مع سوريا
آخر تحديث GMT 21:05:04
المغرب اليوم -

إسرائيل تشترط بقاءها في الجولان مقابل تطبيع العلاقات مع سوريا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إسرائيل تشترط بقاءها في الجولان مقابل تطبيع العلاقات مع سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
دمشق – سليم الفارا

أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان هو شرط أساسي لأي اتفاق تطبيع محتمل مع سوريا، مشيراً إلى أن بقاء إسرائيل في الجولان "أمر غير قابل للتفاوض" من وجهة نظر تل أبيب.

وقال ساعر، في مقابلة تلفزيونية، إن "أي فرصة للسلام أو تطبيع العلاقات مع سوريا يجب أن تضمن سيادة إسرائيل على الجولان. هذا المطلب يمثل جوهر موقفنا الاستراتيجي، ولا يمكن التراجع عنه". وأضاف: "إذا أتيحت لإسرائيل فرصة التوصل إلى اتفاق مع دمشق، مع الاحتفاظ بالجولان، فذلك سيكون إنجازاً مهماً لمستقبل الشعب الإسرائيلي".

تأتي تصريحات ساعر في وقت تتكثف فيه الاتصالات غير المعلنة بين الطرفين، في إطار جهود رعاها الرئيس الأميركي الحالي بدعم من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبناءً على مبادرة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، بحسب ما نقلته القناة الإسرائيلية عن مصدر سوري مطلع.

وأشار المصدر ذاته إلى أن المفاوضات الجارية قد تؤدي إلى توقيع اتفاق سلام كامل قبل نهاية العام الجاري، لافتاً إلى أن مسودة الاتفاق تتضمن انسحاباً تدريجياً لإسرائيل من المناطق التي دخلتها خلال التوغل الأخير في المنطقة العازلة بجنوب سوريا في ديسمبر 2024، بما يشمل قمة جبل الشيخ.

لكن مصير مرتفعات الجولان يبقى نقطة الخلاف الأبرز، حيث ينص المقترح على تحويل الجولان إلى "حديقة للسلام"، دون توضيح نهائي لمسألة السيادة القانونية.

وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد أعلن، قبل يومين، أن حكومته تعمل على إيقاف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على محافظة القنيطرة والمناطق الآمنة جنوب غربي البلاد، مشيراً إلى أن مفاوضات غير مباشرة تجري عبر وسطاء دوليين بهدف التهدئة.

وقال الشرع في بيان رسمي: "نعمل بجهد مع الأطراف الدولية لإيقاف الاعتداءات المتكررة على مناطقنا الجنوبية، ضمن مسار تفاوضي غير مباشر يهدف إلى خفض التصعيد ومنع مزيد من التوغلات".

وشدد الرئيس السوري على التزام حكومته بالحلول الدبلوماسية، بعد سلسلة لقاءات عقدها مع وجهاء وأعيان القنيطرة والجولان خلال الأسبوع الجاري، مؤكداً أن "الكرامة والسيادة الوطنية خط أحمر"، على حد وصفه.

وكانت إسرائيل قد شنت، منذ ديسمبر 2024، سلسلة غارات على مواقع عسكرية سورية، عقب سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد. وطالت الضربات قواعد جوية وبحرية وبرية، كما تقدّمت القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة وتوسعت في مرتفعات الجولان وجبل الشيخ، ما زاد التوتر في المنطقة.
وبررت إسرائيل تدخلها بأنه رد وقائي لمنع تسلل الميليشيات الموالية لإيران، و"لحماية حدودها الشمالية" في ظل الفراغ الأمني الناتج عن تغير الحكم في سوريا.

وتبقى مرتفعات الجولان، التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمّتها لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، العقدة المركزية في أي مفاوضات بين الطرفين. وتعتبر دمشق الجولان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وترفض أي تسوية لا تتضمن استعادته بالكامل.

وفي المقابل، ترى إسرائيل في الجولان شريطاً استراتيجياً حيوياً لأمنها القومي، وقد عززت في السنوات الأخيرة من بنيتها التحتية العسكرية هناك، خاصة بعد تنامي النفوذ الإيراني في الجنوب السوري.
ورغم عدم وضوح تفاصيل "حديقة السلام" المقترحة، إلا أن الفكرة توحي بمحاولة لإيجاد صيغة رمزية مشتركة قد تسمح بإطلاق مسار تطبيعي، دون حسم نهائي لملف السيادة.

حتى الآن، لم تصدر تصريحات رسمية من الحكومة السورية حول الشرط الإسرائيلي المتعلق بالجولان، لكن مراقبين يرون أن رفض دمشق الاعتراف بسيادة إسرائيل على المرتفعات سيكون منطلقاً لأي موقف تفاوضي، خاصة في ظل الإرث التاريخي لهذا الملف في الوعي السياسي السوري.
ومع تصاعد الحديث عن مفاوضات غير مباشرة وإشارات متزايدة من واشنطن وتل أبيب، يبقى مستقبل العلاقات السورية الإسرائيلية رهناً بالتوازن بين المطالب الأمنية والسياسية للطرفين، ومدى استعداد كل طرف لتقديم تنازلات في مرحلة ما بعد الحرب.

قد يهمك أيضـــــــا

أطباء بلا حدود تطالب بوقف نشاط مؤسسة مدعومة من إسرائيل بسبب مجازر توزيع الغذاء

 

أكدت القناة 12 العبرية من جديد رفض قضاة المحكمة العليا في إسرائيل طلب بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء بشأن تأجيل محاكمته؟، و أوضحت المحكمة في ردّها أنه لا توجد في جدول الجلسات ما يبرر إلغاءها، وتبدأ جلسة الاثنين المقبل الساعة 11:30 صباحًا"*

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل تشترط بقاءها في الجولان مقابل تطبيع العلاقات مع سوريا إسرائيل تشترط بقاءها في الجولان مقابل تطبيع العلاقات مع سوريا



المغرب اليوم - عشاء فاخر يثير الجدل حول زيارة محمد صلاح لتركيا
المغرب اليوم - نجاة طاقم قناة العربية من استهداف إسرائيلي في غزة

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib