الأرض ليست كروية

الأرض ليست كروية

المغرب اليوم -

الأرض ليست كروية

بقلم - عبد الرحمن الراشد

وسط السخرية منه، عقد مؤخراً مؤتمر في بريطانيا لإثبات أن الأرض ليست كروية. وسبق له أن عقد في العام الماضي وحضره بعض مدعي العلم، إلا أن مرتكزات بعضهم دينية، تخالف كل ما أثبته العلماء بعد صراع تاريخي طويل حسمته التقنية.
والذين استشهدوا بالمؤتمر، وعدّوه مرجعاً، مثل غيرهم يستشهدون بشكل متكرر بنظريات المؤامرة للتدليل على أن الأرض مسطحة، وأن الإنسان لم يهبط على سطح القمر، وأن وكالة «ناسا» للفضاء الأميركية مجرد جهاز دعائي اخترعه الأميركيون ضد السوفيات، وأن الكرة الأرضيّة لا تدور، وأن مرض الإيدز كذبة، وأن السرطان إنتاج معملي لأغراض تجارية.
هؤلاء أقلية تافهة في الغرب، والأغلبية تتعاطى معهم من قبيل الدعابة والترويح عن النفس فحسب، فمشروعات اكتشاف وغزو الفضاء لا تتوقف.
في عالمنا المادي اليوم اليد العليا للعلم، والعلم هو الذي يقسم العالم إلى المتفوقين والفاشلين... القادرين والعاجزين، والمانحين والممنوحين، والأقوى عسكرياً والمستضعفين.
لا يمكن أن يتقدم مجتمع، مهما بلغ من الترف، كما كانت حالنا في فترة الثراء النفطي السابقة، من دون مشروع علمي شامل. وعجزنا العلمي سبب أساسي في تخلفنا، مهما كبرت مطاراتنا، ومدننا، وشوارعنا السريعة، وزاد عدد خدمنا وعمالنا المجلوبين من أنحاء العالم. كلها بكل أسف مشروعات تنموية حضارية خرسانية مستوردة لم تؤسس مشروعاً علمياً تطويرياً يهتم بتنمية وتدريس العلوم المكثفة؛ بل قامت على تأمين الرفاهية السهلة.
المشككون والرافضون للتقدم العلمي موجودون، وسيستمرون جزءاً من حياتنا، لكنهم ليسوا اليوم عقبة، كما كانوا إلى فترة قريبة مضت عندما كانوا يحاربون تدريس العلم لأنهم يخشون من العلم على الدين والإيمان. التحدي الحقيقي في نشر العلم وتطويره والانتقال إلى مجتمع يعتمد عليه.
نحتاج إلى إعادة النظر في المنهج القديم؛ مفهوم التعليم ودوره في المجتمع. نحتاج إلى خطوات شجاعة أخرى تهتم بالتركيز على العلوم الدقيقة وجعلها مركز مشروعنا التنموي، واعتبار المقاييس العالمية المتقدمة هي المعيار لتقدمنا. العقول العلمية في كوريا الجنوبية هي التي تجعلها في المقدمة اليوم، كما في كل الدول الصناعية الكبرى. الفارق الحاسم في التقدم العلمي، وهو الذي يمكن أن يختصر الزمن، ويلبي طموحات الخطط التنموية. قصة نجاح سنغافورة، ليست فقط لأنها حكومة صارمة ونظام إداري حديث، بل لأنها ركزت على التعليم، وتحديداً العلوم والرياضيات والهندسة والتقنية (STEM). نتائج هذا البلد الصغير مذهلة مقارنة بدول أكثر إمكانات وموارد طبيعية منه، وفي محيطه الجغرافي والسياسي.
أمامنا فرصة عظيمة للتغيير مستفيدين من المناخ الإيجابي الذي جلبته «رؤية 2030»، ومن الرغبة الواضحة في التغيير ليس فقط في الأدوار العليا في الدولة؛ بل في الشارع أيضاً، وليس فقط في الخليج، بل في كل المنطقة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأرض ليست كروية الأرض ليست كروية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

النجمات يخطفن الأنظار بصيحة الفساتين المونوكروم الملونة لصيف 2025

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 16:35 2025 الخميس ,14 آب / أغسطس

مؤشرات مبكرة لمشاكل الإنجاب عند الرجال
المغرب اليوم - مؤشرات مبكرة لمشاكل الإنجاب عند الرجال

GMT 22:50 2019 الأحد ,21 تموز / يوليو

طريقة عمل كيكة الجبنة بكريمة القرفة والعسل

GMT 10:42 2014 الإثنين ,07 إبريل / نيسان

ألوان "ماكياج" لقضاء موسم ربيع كله أنوثة ورقة

GMT 05:53 2017 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

12 نصيحة تعينك على الاهتمام بطفليك "التوأم"

GMT 01:37 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

شركة "بوجو بلس" تعلن عن وظائف جديدة

GMT 10:10 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

خطوات تجهيز "شرفة المنزل" لاستقبال فصل الربيع

GMT 07:45 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

أحمر الشفاة الفاتح اللون يسيطر على عالم الموضة

GMT 02:20 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مصدر يؤكد اتفاق عمرو دياب مع "روتانا " من جديد

GMT 08:59 2018 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أزهار الزفاف الملكيّة تصمد أمام رياح ويندسور

GMT 11:29 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

اندلاع حريق مهول داخل منزل في مدينة جرسيف

GMT 04:15 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

ميلاد يوسف يوضّح أنّه لم يوقّع عقد "باب الحارة" الجديد

GMT 23:44 2016 الخميس ,25 شباط / فبراير

إعادة فتح ملف لاعب الرجاء عادل الكروشي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib