لعنة الحروب في السودان
تقييد خدمة الاتصال الصوتي والمرئي عبر واتساب في السودان إرتفاع حصيلة ضحايا الأمطار الغزيرة والانهيارات الأرضية التي وقعت في كوريا الجنوبية إلى 14 شخصاً إسرائيل تقصف تجمعاً لمقاتلي العشائر قرب السويداء في سوريا الجيش اللبناني يرصد خرقا حدوديا بعد اجتياز آليات إسرائيلية للسياج التقني إسرائيل تطرد مسئولاً أممياً بارزاً في قطاع غزة واتهامات بالتحيز وتشويه الحقائق إيران تعلن عن جولة محادثات نووية جديدة مع ثلاث قوى أوروبية في إسطنبول منظومات الدفاع الجوي الروسية تسقط 43 مسيرة أوكرانية في تصعيد جديد للهجمات الجوية الصحة في غزة تعلن تعذر انتشال الضحايا من تحت الركام وارتفاع حصيلة العدوان منذ السابع من أكتوبر إلى أكثر من 58 ألف شهيد و140 ألف إصابة المرصد السوري يعلن إرتفاع حصيلة قتلى اشتباكات السويداء إلى 940 في تصعيد غير مسبوق جنوب البلاد وفاة الأمير النائم الوليد بن خالد بن طلال بعد عشرين عاماً من الغيبوبة توديع قصة هزت مشاعر العالم العربي
أخر الأخبار

لعنة الحروب في السودان

المغرب اليوم -

لعنة الحروب في السودان

محمد الرميحي
بقلم - محمد الرميحي

استمرت حرب السودان بين الشمال والجنوب 22 عاماً من عام 1983 إلى 2005 وزادت ضراوة بعد وصول (جبهة الإنقاذ) بقيادة البشير إلى الحكم بعد انقلاب عسكري عام 1989 وكانت أطول وأعنف حرب في أفريقيا، حتى وقعت اتفاقية السلام في نيفاشا، يناير (كانون الثاني) 2005.

الحرب بدأت بسبب تبني الثنائي الحاكم في ذلك الوقت جعفر النميري وحسن الترابي، فكرة تحويل السودان إلى دولة إسلامية، كان الدافع هروب نظام النميري من الأزمات التي يواجهها.

ازدادت الحرب مع استيلاء عمر البشير في عام 1989 على السلطة، بعد انقلاب آخر، على الحكومة المنتخبة، تلك الحرب كانت حرباً ليست عنيفة فقط، ولا أهلية، ولكن أيضاً لبست لباس الدين.

كان الخطباء في الخرطوم في يوم الجمعة يتحدثون عن ملائكة تحارب مع الجيش. قدرت ضحايا الحرب في ذلك الوقت بين مليون ونصف إلى مليونين من القتلى وأكثر من أربعة ملايين من النازحين داخلياً، ومليون آخر نزحوا إلى الخارج، معظم ضحايا تلك الحرب مدنيون ماتوا من الجوع والأمراض والقصف بالقنابل، والاقتتال القبلي أيضاً، كما عادت عمليات الرق والعبودية في بعض المناطق السودانية وقتها بسبب فراغ السلطة المركزية.

وما إن سقط حكم البشير 2019، حتى دخل السودان في مرحلة انتقالية قصيرة بين حربين، انتهت الأولى بانفصال جنوب السودان، في 2011، ثم اشتعلت حرب أخرى. ومن مفارقات التاريخ، أن آخر زيارة قام بها عمر البشير إلى الخارج، كانت تأييداً لبشار الأسد، لشد أزره! بعدها بأشهر سقط نظام البشير!

وظهرت لفترة قصيرة حكومة مدنية، سرعان ما سقطت تلك الحكومة لتشتعل حرب أهلية أخرى وحتى اليوم ما زالت مستمرة. هذه المرة ليست حرباً عرقية، أو دينية، أو جهوية، إنها حرب الاستحواذ على الثروة والسلطة لا أكثر. وهي حرب المراوحة. حالياً تركت الحرب عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، ونحو 13 مليوناً من المهجرين في الداخل والخارج، عدا الموتى جوعاً ومرضاً، وقصفاً.

الشعب السوداني بقي موحداً تحت الاستعمار رغم تنوعه عرقياً وإثنياً ودينياً، بعد الاستقلال فشلت النخبة السودانية في إقامة الدولة المدنية الحديثة، فاشتعلت حرب الشمال والجنوب، وبعد استقلال الجنوب فشلت النخبة مرة أخرى، حتى في إقامة حكم في مجتمع ذي ثقافة واحدة، فمعظم أهل السودان اليوم هم من السنة. فالصراع هنا ليس عرقياً ولا إثنياً ولا دينياً، الصراع أصبح على المال والسلطة والنفوذ، معظم أهل السودان من السنة الشافعية، مع تأثير صوفي قوي، وظهرت السلفية في النصف الثاني من حكم البشير بتشجيع منه في ذلك الوقت، فلم يعد هناك تهميش ديني أو ثقافي، كما كان بين شمال السودان وجنوبه صراع على السلطة والنفوذ والمصالح الاقتصادية، صراع يبدأ ولكن لا ينتهي.

«الدعم السريع» مؤسسة عسكرية تم إنشاؤها في عام 2013 أساساً من الجنجويد التي ظهرت في عام 2000 في أثناء حرب دارفور، وقد أسسها نظام عمر البشير، كذراع أخرى للسلطة العسكرية، تشابه إلى حد ما الحرس الثوري في إيران، هذه القوة مكونة من أهل السنة، وبعد أن تمكنت، أرادت أن تشارك في السلطة بعد الثورة على البشير، إلا أن الجيش السوداني لم يقبل، وأراد دمجها في الجيش، فنشب الصراع.

الضحية، الشعب السوداني الذي يعاني اليوم من تهجير في الداخل والخارج، ومن جوع ومن قتل أيضاً، وحالات من الإبادة في غرب دارفور وثّقتها الأمم المتحدة، وأكثر من مليون من اللاجئين في الداخل والخارج، ذلك ثمن إنساني باهظ. ولكن الثمن الأكبر سوف يأتي بعد ذلك، لأن السودان لن يبقى كما هو، بل في الغالب سوف يتقسم من جديد، وهكذا أصبح السودان من بلد واحد بعد الاستقلال 1956 إلى بلدين في الثمانينات، إلى أكثر من ذلك في العقود المقبلة! إنه فشل ذريع للنخب السودانية الموبوءة بالانقسام والتشرذم.

آخر الكلام: هل شاهد العالم شعباً يمزق نفسه، ليس بسبب طموحات جغرافية أو عرقية أو مذهبية أو دينية، ولكن للاستحواذ على الثروة والسلطة، في بلد ينزف بشكل يومي.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعنة الحروب في السودان لعنة الحروب في السودان



GMT 18:27 2025 الأحد ,20 تموز / يوليو

لنطرد الداعشي الصغير من دواخلنا

GMT 18:26 2025 الأحد ,20 تموز / يوليو

سوريا ولا لثنائية: نحنُ وهم

GMT 18:23 2025 الأحد ,20 تموز / يوليو

سوريا... مشروع «مارشال» العربي

GMT 18:21 2025 الأحد ,20 تموز / يوليو

سوريا ومسار الحوار الوطني الشامل

GMT 18:20 2025 الأحد ,20 تموز / يوليو

بين جسيكا ويسرا

GMT 18:18 2025 الأحد ,20 تموز / يوليو

يوم فى المكتبة

GMT 18:16 2025 الأحد ,20 تموز / يوليو

جائزة نوبل!

هيفاء وهبي تمزج الأناقة بالرياضة وتحوّل الإطلالات الكاجوال إلى لوحات فنية

القاهرة - المغرب اليوم
المغرب اليوم - 5 أمثلة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم

GMT 12:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فندق "ساراتوجا"بعيد صخب وضوضاء مدينة كوبا

GMT 19:29 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أجمل صيحات مكياج أسود وفضي ناعم ليوم الزفاف

GMT 23:01 2023 الإثنين ,20 شباط / فبراير

ألمانيا تُعزز نفوذها التجاري في غرب أفريقيا

GMT 21:17 2021 الإثنين ,18 تشرين الأول / أكتوبر

سعر ومواصفات هواتف جوجل Google Pixel 6 قبل إطلاقها غدا

GMT 20:24 2021 الخميس ,29 تموز / يوليو

تفاصيل وقف 4 برامج شهيرة لمدة شهر

GMT 09:14 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

طريقة تحضير صابونة الأفوكادو للعناية بالبشرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib