غلق مدرسة المستقبل
مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس الاحتلال الإسرائيلي يسلم 15 جثمانًا جديدًا لشهداء من غزة عبر الصليب الأحمر الصين تطلق ثلاثة أقمار اصطناعية تجريبية ضمن المهمة رقم 606 لصواريخ "لونغ مارش" دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر
أخر الأخبار

غلق مدرسة المستقبل

المغرب اليوم -

غلق مدرسة المستقبل

عبد الرحمن شلقم
بقلم : عبد الرحمن شلقم

الأخبار التي تزدحم في وسائل الإعلام المختلفة، تضيف لها شبكات التواصل الاجتماعي، ضربات تجعل زمننا ظلاماً لا ينقشع. مساحة واسعة يزمجر فيها القتل والتهجير والجوع والمرض. الحرب مطرقة تهوي على رؤوس البشر وأجسادهم، منذ أن دبَّت الحياة فوق التراب. وراء كل حرب غرائز مصابة بعلة الضعف والجهل. لكل حرب نهاية. لكن تبقى جروحها محفورة في كيان المنتصر والمهزوم.

الحرب الأخطر والأدهى هي تلك التي يشنُّها شعب على نفسه. أوبئة تعصف في جسد المجتمع، كما تثور الخلايا السرطانية في كيانه، تدفع العوام إلى حفر الوهم المدمّر. ما اشتعلت حرب إلا كانت قدّاحتها، أفكار مريضة مشوهة قاتلة. التاريخ يقول لنا: لا مندوحة من يقظة العقل، الذي ينزُّ الماء القادر على إطفاء الحروب. المعركة الكارثية هي تلك التي يطلق فيها شعب النار على مستقبله، وهو يعتقد أنه يُحسِن صُنعاً. تحت شعارات أو عناوين، تُكتَب بحروف الدين، أو القيم والموروث. يتصدر قلَّة من الانتهازيين الجهلة مشهد الحياة في بلدان طاولتها نكبة التخلف، يفتلون حبالاً من الوهم، لتكون الأغلال المقدسة، لجر الشعوب قسراً إلى كهوف الظلام البهيم.

المستقبل أفق له وجود خاص، وحواس يُبدِعها الإنسان بالعلم والعمل، وقوة العقل الحر المبدع الخلاق. كل أمة حققت فرحة الحياة، بنتها من عرق عقول المفكرين والعلماء والفلاسفة، الذين بنوا مصنع المستقبل. لا قوة تستطيع كسر أغلال التخلُّف، سوى وهج ومضات الحرية والعقل الفاعل المبدع. ضوء اليقظة يلوح مع فجر الحياة العاقلة، حياة تنطلق فيها حواس البشر بقوة، نحو بناء مستقبل يندفع نحو رحابه الجميع. في العقود القريبة الماضية، اتسع الحديث عن النمور الآسيوية. شعوب نفضت غبار التخلف الثقيل، وقفزت من حفر الوهم الموروث إلى أفق الوجود المرتجى. فيتنام التي خاضت حرباً طويلة مع قوة ضاربة، من أجل الوحدة والحرية والتقدم، وكلفتها الملايين من الضحايا، والدمار الشامل، صارت اليوم نمراً عالمياً، وليس آسيوياً فقط. خلعت رداء الآيديولوجيا، وأعادت إنتاج عقلها، وفتحت فيتنام أبوابها لدفق عصر جديد. الاقتصاد الأزرق يقوم على تصنيع ماء البحر، وتحويله إلى قوة منتجة للطاقة والطعام. دولة سنغافورة الصغيرة بُنِيَت فوق كتلة من الصخر، نمر آخر فكَّ أغلال عقله، فصارت كل يد على أرضه تعادل آلاف الأيدي، في بلدان الظلام البهيم، وحقق المواطن فيها أعلى متوسط دخل في العالم. هل نستطيع أن نتحدث عن المعجزة، التي لها شهيق وزفير، وهي كوريا الجنوبية، في سطور قليلة؟ قمت بزيارة رسمية إلى هذا البلد العجيب سنة 2002 قادماً من شقيقتها كوريا الشمالية، عندما كنت وزيراً لخارجية ليبيا، ومعي وفد كبير من الوزارة. لا يُصاب المرء بالذهول فحسب، بل يُصاب بالدوار العنيف، عندما يحاول أن يجد سؤالاً واحداً، عن سبب الهوة الرهيبة، التي رسمت الاختلاف الذي لا يمكن وصفه، بين بلد واحد منقسم إلى كيانين. الحرية والمبادرات الفردية، وتوظيف العلم لرفاهية وسعادة الإنسان، تلك هي الروافع، وغيابها يصنع معاول الديكتاتورية والعنف والجوع والخوف. يتحول البشر إلى أشياء تتحرك في آلات لا رؤوس لها. كوريا الجنوبية قادتها سيدة من فوق كرسي رئاسة الجمهورية، وحققت نقلة اقتصادية مهمة، لكنها دخلت السجن بقوة القانون، عندما اعترفت بارتكاب مخالفات مالية. المرأة المسلمة حليمة يعقوب ترأست دولة سنغافورة. كانت صوت الضمير الوطني المنحاز للحرية والشفافية وسيادة القانون. ما زال شعبها يذكرها كرمز للوحدة الوطنية، والمدافعة عن المساواة بين مكونات الشعب، وفتح الأبواب أمام المرأة في جميع المجالات. في جمهورية باكستان، قتل التعصب السيدة بناظير بوتو التي أشعلت أضواء التنوير، وبذلت جهداً عبر سنواتها القصيرة، لتكريس التسامح والحرية والديمقراطية. امتدت لها نار الجهل والكراهية، فحرقت أغصاناً للمستقبل كانت حلماً للمسحوقين.

الجهل هو اليد المبدعة لجنون الهدم، وزرع التخلف وقمع العقل والحرية. تدمير المرأة ودفنها في ركام التخلف هو المطرقة الغاشمة لتدمير مستقبل الشعوب الحالمة بالولوج إلى دنيا العصر الإنساني الجديد المزدهر.

حافظ إبراهيم، الشاعر المصري الخالد، كان صوتاً رائداً عابراً للزمن، قال:

الأمُّ مدرسة إذا أعددتَها

أعددتَ شعباً طيبَ الأعراقِ

الجهلة المتخلفون يهربون مع سبق التخطيط والقصد إلى حفرتين يصبون فيهما لعنات الكوارث التي يبدعها صديد جهلهم، وهما المؤامرات الخارجية، والمرأة الممثل الشخصي المتحرك للشيطان فوق الأرض، ووسط النسيج الاجتماعي (هكذا). لا يعلم هؤلاء الجهلة كم هو عدد النساء اللائي حصلن على جائزة نوبل في كل فروع العلوم، والنساء اللائي أعطين حياتهن للأعمال الإنسانية، في مساعدة اليتامى والفقراء والمرضى. هم بكل تأكيد لم يسمعوا باسم السيدة ماريا تيريزا، ناهيك من عبقرية مستشارة ألمانيا السابقة أنجيلا ميركل، التي كرست وحدة ألمانيا، وحققت حضوراً أوروبياً فاعلاً في السياسة الدولية. لقد وضع الشاعر الرائد حافظ إبراهيم، شرطاً تأسيسياً، عندما قال «الأم مدرسة»؛ (إذا أعددتها). نعم، إذا أعددتَها. ماذا لو دمرتَها؟ ببساطة أغلقتَ أبواب المستقبل بقفل جهلك. المرأة هي الرحم الذي يلد المستقبل الجديد، بإنسان جديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غلق مدرسة المستقبل غلق مدرسة المستقبل



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 13:37 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ساركوزي يخرج من السجن بعد 20 يوماً بإشراف قضائي
المغرب اليوم - ساركوزي يخرج من السجن بعد 20 يوماً بإشراف قضائي

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 11:26 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية وأسرار نجاحها
المغرب اليوم - يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية  وأسرار نجاحها

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib