لذلك انتحرا معاً
تفاصيل جديدة تكشف مشروع "القبة الذهبية" الذي يطرحه ترامب لحماية أميركا السفارة العراقية في واشنطن تؤكد سيادة بلادها ردًا على تصريحات الخارجية الأميركية حول اتفاقيات بغداد وطهران هجوم على سفارة الاحتلال الإسرائيلي في لاهاي والشرطة الهولندية تعتقل ثلاثة مشتبهين حركة حماس تُشيد بجهود مصر بقيادة الرئيس السيسي فيما يخص وقف الحرب في قطاع غزة رصد تصاعد أدخنة بالقرب من ميناء شحن تابع لمحطة زاباروجيا النووية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية أفاد مصدر ميداني بسقوط 4 شهداء نتيجة استهداف مجموعة من المواطنين أثناء انتظارهم للمساعدات شرقي دير البلح وسط قطاع غزة. أفاد مصدر ميداني بأن جيش الاحتلال فجّر روبوتات مفخخة في وسط خان يونس، تزامنًا مع غارة جوية استهدفت شرق المدينة. وزارة الدفاع الروسية تقول إنها أسقطت 26 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق 5 مناطق داخل روسيا "هيونداي" تتفوق على "فولكسفاغن" عالميًا في أرباح التشغيل بالنصف الأول "جنرال موتورز" تحقق رقماً قياسياً جديداً في مدى السيارات الكهربائية
أخر الأخبار

لذلك انتحرا معاً

المغرب اليوم -

لذلك انتحرا معاً

سمير عطاالله
سمير عطاالله

رفض كاتب النمسا، ستيفان زفايغ، أن في البشر كل هذه الشرور. كان يحب فرنسا وله بين أدبائها صداقات كثيرة. وأفاق ذات يوم، وقد انفجرت الحرب وصار عليه أن يعدّ أصدقاءه أعداءً ممنوعة عليه حتى الكتابة إليهم. وعندما انفجرت الحرب بين بلاده وروسيا فرضت عليه الخدمة العسكرية، لكن تبين أنه يفتقر إلى اللياقة الجسدية، فكان أن أدّى الخدمة مسؤولاً عن مخزن للجيش. فكتب يقول: «أليس ذلك أفضل ألف مرة من أن أطعن فلاحاً روسياً بحربة؟».

عندما اغتيل أرشيدوق النمسا في صربيا عام 1914 بدا في الأيام الأولى أن المسألة سوفتكون عابرة، فالأرشيدوق غير محبوب من الشعب، وهو رجل بليد ومتغطرس. لذلك؛ بعد شيوع نبأ مقتله بقليل، استؤنفت حفلات الموسيقى في الهواء الطلق. لكن ما لبثت آلة الحرب أن حرّكت وراحت تعبئ الناس حقداً. وأخذ الشعراء يكتبون القصائد المحرّضة على الانتقام، وأعاب الناس على المسالمين جبنهم وتقاعسهم الوطني. ودبّت حرارة الحرب في العروق الأوروبية وعداءاتها القديمة. وبسرعة انتصر الشر في الإنسان واشتعلت الحرب العالمية الأولى لتسجل أسوأ انفجار وحشي في التاريخ.

لم يكن الهدوء هو المناخ السائد أيضاً عندما انفجرت الحرب العالمية الثانية عام 1939. كانت أوروبا معبأة بأحقاد الأولى وآثارها. ومرة أخرى يجد زفايغ أن عليه أن يعادي أصدقاءه في فرنسا وبريطانيا وإيطاليا. ورأى كبار الكتّاب والمفكرين في بلاده يسيرون وراء العريف النمساوي السابق أدولف هتلر، ويمجدون حملته العسكرية على تشيكوسلوفاكيا وبريطانيا وروسيا.
وقرر زفايغ أن يهرب من وباء الحرب ولوثة الخراب إلى أبعد نقطة ممكنة، فهاجر مع زوجته إلى البرازيل. لكن أخبار البشرية ظلت تصل إليه: اليابان تشعل المياه في المحيط الهادي، والألمان يقصفون بريطانيا بالطيران الذي لم يكن موجوداً في الحرب الأولى، ومدن روسيا المسحوقة بالبرد والمجاعة، تقاوم بشجاعة الهمجية النازية الزاحفة. ألم يكن هتلر يخطط لأن تصبح أراضي روسيا مزرعة للشعب الجرماني المتفوق؟ بل كان قد قطع شوطاً في احتلال فرنسا. سوف تخنع وتخضع شعوب العالم غداً للعريف النمساوي السابق.
تأمل زفايغ الجحيم البشري المتقاطع من البرازيل فرآه مكبراً أكثر. ولا مكان في الحروب للعقلاء والطيبين وذوي النوايا الحسنة. ورأى المثقفين والشعراء وفلاسفة الأمس، يقرعون الطبول ويضربون الصناجات في مديح القتل والموت... والمزيد منهما.

كان زفايغ من أكثر كتّاب العالم شهرة وثراء، وفي عام 1942 رأى أن في العالم توحشاً أكثر مما تطيق النفس البشرية. وفي الستين من عمره، تناول، هو وزوجته، كمية كبيرة من حبوب الانتحار، وانتقلا معاً إلى عالم آخر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لذلك انتحرا معاً لذلك انتحرا معاً



GMT 15:53 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

خريطة سعدون حمادي

GMT 15:34 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

مصر للطيران!

GMT 20:44 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

الطعن على الوجود

GMT 13:16 2025 السبت ,28 حزيران / يونيو

حكومة فى المصيف

GMT 15:46 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ترمب... وحالة الغموض

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

راموس يُجبر إيسكو على الاعتذار

GMT 19:38 2019 الجمعة ,08 شباط / فبراير

طريقة وضع مكياج ناعم وبسيط للمرأة المحجبة

GMT 02:51 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تمتّعي بالراحة والنشاط داخل فندق ريجينا باليوني في روما

GMT 17:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تويوتا سوبرا الجديدة كلياً ستظهر في معرض ديترويت

GMT 16:30 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

طارق الشناوي يتحدث عن أسرار الأعمال الفنية على "أون بلس"

GMT 10:16 2016 الجمعة ,09 أيلول / سبتمبر

5 حيل للتغلب على مشكلات الشعر الأسود

GMT 21:11 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

"اتحاد تمارة" يتعرض لاعتداء في مباراته أمام مولودية آسا

GMT 07:50 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

الملك محمد السادس يتوسط المواطنين داخل مطعم في نيجيريا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib