العنصر الصهيونيّ في الوعي الممانع
مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس الاحتلال الإسرائيلي يسلم 15 جثمانًا جديدًا لشهداء من غزة عبر الصليب الأحمر الصين تطلق ثلاثة أقمار اصطناعية تجريبية ضمن المهمة رقم 606 لصواريخ "لونغ مارش" دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر
أخر الأخبار

العنصر الصهيونيّ في الوعي الممانع

المغرب اليوم -

العنصر الصهيونيّ في الوعي الممانع

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

ثلاثة عوامل على الأقلّ أعطت الصهيونيّة، بوصفها القوميّة اليهوديّة، الوجه الكريه الذي هو وجهها: أنّها، أوّلاً، واحدة من قوميّات أوروبا الشرقيّة والجنوبيّة التي تأخّرت زمناً، بحيث وُلدت محتقنة متوتّرة وعدوانيّة، وأنّها، ثانياً، كانت محكومة بطبيعة اقتلاعيّة واستيطانيّة، تهجّر السكّان الأصليّين وتعتبرهم فائضين أو لزوم ما لا يلزم، وأنّها، أخيراً، نمتْ وتطوّرت في خضم الحروب والمواجهات الكثيرة التي شنّت هي بعضها وشُنّ عليها بعضها الآخر.
بسبب هذه العوامل معاً رفعت الصهيونيّة حاجزاً بالغ الارتفاع والكثافة حيال الآخر الفلسطينيّ، والعربيّ تالياً، بقدر ما حاولت، نظريّاً على الأقلّ، ردم كلّ حاجز بين يهوديّ ويهوديّ. ذاك أنّه، فضلاً عن «قانون العودة» الذي يجيز لكلّ يهوديّ في العالم أن يصير تلقائيّاً مواطناً إسرائيليّاً، صُوّرت الدولة العبريّة فردوساً قوميّاً يعانق فيه اليهوديُّ اليهوديَّ كائنة ما كانت طبقة الاثنين الاجتماعيّة أو أصولهما الوطنيّة والثقافيّة...
أمّا النظريّتان الأكثر تعبيراً عن وجهي الصهيونيّة هذين، أي أقصى التجانس الحُبّيّ «في ما بيننا» وأقصى القطع الإسبارطيّ مع «سوانا»، فتولّى صياغتهما فلاديمير زئيف جابوتنسكي في 1923 ثمّ ديفيد بن غوريون بعد سبع سنوات: الأوّل، وهو الأب الروحيّ لليمين الصهيونيّ، تحدّث عن «جدار حديديّ» يكون عسكريّاً ونفسيّاً في وقت واحد، يَفرض فرضاً على الآخر العربيّ القبول بواقع القوّة والتغلّب. أمّا الثاني، وهو أحد الآباء الروحيّين لليسار الصهيونيّ، فقرأ مواجهات 1929 بوصفها حضّاً على فصل «العمل اليهوديّ» عن «العمل العربيّ»: حيث هناك مشروع يهوديّ ينبغي أن يكون العمل يهوديّاً حصراً. هنا، مع اشتراكيّي بن غوريون، استُخدم بغزارة المصدر العلمويّ للاشتراكيّة الأوروبيّة من أجل تغليب التمايز القوميّ على كلّ وحدة طبقيّة عابرة للقوميّة.
«كيّ الوعي» بالتالي كان يعمل في اتّجاهين: الفلسطينيّ عليه أن يقتنع بأنّه مهزوم ومُستبعَد، فضلاً عن كونه مخطئاً، أمّا اليهوديّ فعليه أن يقتنع بأنّه قويّ وموحّد ومنتصر، فضلاً عن كونه على صواب.
تلك التعاليم لا تجد اليوم من يطبّقها بالحَرفيّة التي يطبّقها بها الممانعون العرب. فـ «نحن» الممانعون كلّنا واحد، لا يستوقفنا أيّ فارق آيديولوجيّ أو سياسيّ بين دينيّ وعلمانيّ، أو بين يساريّ وقوميّ أو فاشيّ. قلوبنا وعواطفنا تتّحد كلّها حول النموذجين الرائدين في سوريّا وإيران، وحول شعارات وممارسات بائدة ومثقلة بالهزائم. في المقابل، فـ «نحن» سوف نكون ضدّهم كلّهم: لا نقبل أن يلعب طفل «منّا» مع طفل «منهم»، ولا أن نشاهد فيلماً سينمائيّاً مثّلت فيه إسرائيليّة، أو نقرأ كتاباً كتبه كاتب أو روائيّ إسرائيليّ، أو نحضر مؤتمراً لاح فيه ظلّ لممثّل أو ممثّلة إسرائيليّين. وطبعاً سوف يكون من المحرّم استكشاف قنوات تتحايل على النزاع السياسيّ بنشاط ثقافيّ أو اقتصاديّ مشترك... إنّها قطيعة، وفي سائر المجالات والميادين، بين الكلّ والكلّ.
هذا السلوك الإطلاقيّ، الذي يستحقّ وصفه بالعنصريّ، هو ما يجعل من مُمانِعينا تلامذة للصهاينة، إنّما تلامذة غير نجباء. فبقياس السياسات العمليّة، بغضّ النظر عن مضمونها الأخلاقيّ، كان الأخيرون يعملون لمصلحة مشروعهم القوميّ، وهو ما وجد تتويجه في 1948 حين أقيمت دولتهم، فيما مُمانعونا يعملون لمصلحة مشروع إيران الإمبراطوريّ على حساب شعوبهم المفقرة وبلدانهم المنهارة. والصهاينة، إلى ذلك، تحرّكوا في ظلال مشاريع كونيّة صاعدة عملوا بالتوافق معها: من خدمة الكولونياليّات الأوروبيّة والتوافق مع النفوذ السوفياتيّ إلى التكامل مع السياسات الأميركيّة في الشرق الأوسط، ومن اصطفافهم إلى جانب المنتصرين في الحربين العالميّتين الأولى والثانية إلى استفادتهم من نتائج التفكّك السوفياتيّ واختتام الحرب الباردة. أمّا ممانعونا فيخوضون معارك يائسة في آخر المطاف، ولو حقّقت انتصارات صغرى في «حرب المواقع» المديدة ضدّ «الشيطان الأكبر».
بهذا المعنى، لا يسري على تلمَذة الممانعين العرب على الأساتذة الصهاينة مبدأ «اكتشاف سرّ التقدّم» الذي نصحنا به بعض المثقّفين العرب في النصف الأوّل من القرن الماضي. ما يسري شيء واحد جارح ومؤلم يطال العجز عن الإبداع، أكان إبداعاً في الخير أو إبداعاً في الشرّ. إنّه من قبيل تباهي الصلعاء بشعر جارتها.
لهذا فإنّ محاولات مُمانعينا «كيّ وعينا» لن يترتّب عليها سوى حلول السيّد أسعد أبو خليل وأشباهه حيث حلّ جابوتنسكي وبن غوريون. هذا ليس خبراً مُفرحاً لأحد ما عدا الصهاينة، وإن كان يبعث على قهقهة عابرة للجميع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العنصر الصهيونيّ في الوعي الممانع العنصر الصهيونيّ في الوعي الممانع



GMT 23:27 2022 الجمعة ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الصين والزعيم الأعلى الراسخ

GMT 11:34 2022 الإثنين ,04 تموز / يوليو

لا مبرر للبكاء على رائحة الحبر

GMT 10:02 2022 الجمعة ,01 تموز / يوليو

نموذج آية الله للعالم

GMT 10:36 2022 الخميس ,16 حزيران / يونيو

عن زمن الإنفلاش النووي

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 13:37 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ساركوزي يخرج من السجن بعد 20 يوماً بإشراف قضائي
المغرب اليوم - ساركوزي يخرج من السجن بعد 20 يوماً بإشراف قضائي

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 11:26 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية وأسرار نجاحها
المغرب اليوم - يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية  وأسرار نجاحها

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib