سلاح الجبناء
تفاصيل جديدة تكشف مشروع "القبة الذهبية" الذي يطرحه ترامب لحماية أميركا السفارة العراقية في واشنطن تؤكد سيادة بلادها ردًا على تصريحات الخارجية الأميركية حول اتفاقيات بغداد وطهران هجوم على سفارة الاحتلال الإسرائيلي في لاهاي والشرطة الهولندية تعتقل ثلاثة مشتبهين حركة حماس تُشيد بجهود مصر بقيادة الرئيس السيسي فيما يخص وقف الحرب في قطاع غزة رصد تصاعد أدخنة بالقرب من ميناء شحن تابع لمحطة زاباروجيا النووية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية أفاد مصدر ميداني بسقوط 4 شهداء نتيجة استهداف مجموعة من المواطنين أثناء انتظارهم للمساعدات شرقي دير البلح وسط قطاع غزة. أفاد مصدر ميداني بأن جيش الاحتلال فجّر روبوتات مفخخة في وسط خان يونس، تزامنًا مع غارة جوية استهدفت شرق المدينة. وزارة الدفاع الروسية تقول إنها أسقطت 26 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق 5 مناطق داخل روسيا "هيونداي" تتفوق على "فولكسفاغن" عالميًا في أرباح التشغيل بالنصف الأول "جنرال موتورز" تحقق رقماً قياسياً جديداً في مدى السيارات الكهربائية
أخر الأخبار

سلاح الجبناء

المغرب اليوم -

سلاح الجبناء

بقلم : توفيق بو عشرين

جل الفاعلين السياسيين والإعلاميين عبروا عن إدانتهم للاعتداء على الحياة الخاصة لمستشار الملك محمد السادس، فواد عالي الهمة، ووزير الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، اللذين كانا ضحيتي فيديو مصور مأخوذ من جلسة خاصة في أحد فنادق الدوحة وضع على الفايسبوك، الأسبوع الماضي، من أجل تشويه سمعة ضحيتيه، والنيل منهما لأهداف مازالت مجهولة… فرغم أن الصيف ساخن، والحملة الانتخابية بدأت، والأسلحة خرجت من غمدها، فإن الطبقة السياسية والإعلامية عبرت عن استنكارها للمس بالحياة الخاصة للفاعلين السياسيين، ومحاولة تشويه سمعتهم لدى قطاعات واسعة من القاعدة المحافظة، والمصابة بحساسية تجاه الحريات الفردية، ونمط العيش المفتوح الذي تختاره أغلبية النخب المغربية منذ عقود.
هذا مؤشر إيجابي على نضج العقل السياسي والإيديولوجي للنخبة، وإن كان «شعب الفايسبوك» كان له رأي آخر، وتصرف كالدب عندما يشم رائحة الدم، فلا يتوقف حتى يطيح بفريسته، لكن، مع ذلك، لم ينتشر الفيديو بالصورة التي تصورها صاحبه، ولم تتمدد قضيته كبقعة الزيت، ولم يخرج الشريط من الأنترنت إلى المجال السياسي والإعلامي، ولم تكن له تداعيات ملموسة غير الإحساس بالألم الذي قد يسببه شريط مثل هذا لأي شخص تتعرض حياته الخاصة للعبث بها، ويجري هتك السرية التي يضع خلفها كل البشر جزءا من حياتهم وأسرارهم وخصوصياتهم ونمط عيشهم، لأي اعتبار من الاعتبارات.
الاختلاف السياسي ليس صراع حياة أو موت، وليس معركة يخرج منها المنتصر رافعا يده ويخرج المهزوم على نعش إلى القبر.. الصراع السياسي مبني على تعايش كل الأطراف، وعلى وجود قانون حضاري وإنساني لهذا الصراع يمنع الضرب تحت الحزام، ويمنع المس بالحياة الخاصة، ويمنع العنف المادي والرمزي، ويحث الأطراف جميعها على التنافس حول الأفكار والبرامج والمشاريع والسياسات، وليس حول من يعري الآخر أكثر، ومن ينتهك حرماته أكثر، ومن يشهر بالآخر أكثر، ومن يضرب الضربة القاضية.
هذه مناسبة للعودة إلى كل «الانحرافات» التي سقط فيها آخرون، أفرادا وأجهزة ومواقع وجرائد، ضد معارضين للنظام، تم التشهير بهم، والمس بحياتهم الخاصة، والتلاعب باستقرار أسرهم، وبل وجرى تسريب فيديوهات وصور لهم ولهن في غرف النوم، في انتهاك فاضح للحياة الخاصة ولسرية المراسلات والاتصالات… هذا، أيضا، يحتاج إلى إدانة واضحة، وإلى وقفة حازمة، وإلى تحريم سياسي لتقوية التجريم القانوني لهذه الأفعال، بل إن جهات في السلطة حاولت فبركة قضايا حق عام لصحافيين وسياسيين ونقابيين لحرمانهم من التعاطف الشعبي، ولمحاولة التقليل من أضرارهم على صحة السلطوية والتحكم في المغرب.
في بريطانيا، مثلا، يمنع القانون استعمال صور وفيديوهات كاميرات المراقبة إذا لم تكن مصحوبة بإعلان واضح في أماكن عامة، يوضح للناس جميعا أن هناك أجهزة تصوير تلتقط ما يجري أمامها، وأن استعمالها وارد ضدهم، حتى إذا هجم عليك سارق في منزلك، والتقطت كاميرا بيتك صوره وهو يسرق أو يقتل حتى، فإن القاضي يستبعد هذا الدليل الحي إذا لم تكن تضع على منزلك وفي مكان بارز إعلانا يقول بوضوح: «إن في هذا المنزل كاميرا تسجل ما يدور»… إلى هذا الحد تحمي الشعوب والأنظمة المتحضرة الحق في الصورة، والحق في كتمان الحياة الخاصة، ومنع التجسس على أي كان دون علمه، حتى إن كان مجرما أو إرهابيا.
أن يكون الشخص معارضا أو مستقلا، أو حتى ثائرا راديكاليا، هذا لا يبرر لأحد من الأفراد أو المؤسسات أو الأجهزة أو الحكومات أن يعريه أمام الملأ، وأن يدمر حياته الشخصية، وأن يؤذي عائلته، أو أن يدمر نفسيته.
أن يكون الشخص مشهورا أو غنيا أو صاحب سلطة أو نفوذ، فهذا لا يسمح لأحد بأن يتلصص على حياته الخاصة، وأن تقتحم منزله وثلاجته أو فراشه أو هاتفه أو علبة رسائله أو حسابه البنكي، بدعوى أنه شخص عمومي.
الذي يجعل سلاح الحياة الخاصة المدمر بلا فعالية وبلا نتائج شيئان: الأول هو تجريمه قانونيا وعدم الكيل بمكيالين إزاء ضحاياه، والثاني هو تجريمه سياسيا وفكريا، ورفض استعمال أو استغلال نتائجه. هذا سلاح قذر ويجب ألا يبيض. هذا ما سيجعل «الأشرار»، في كل المعسكرات، يمتنعون عن استعماله لأنه، من جهة، غير قانوني، ومن جهة أخرى، مرفوض من قبل المجتمع، بل وممقوت من يقترب منه… لأنه سلاح الجبناء كيفما كانوا وأينما وجدوا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلاح الجبناء سلاح الجبناء



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

راموس يُجبر إيسكو على الاعتذار

GMT 19:38 2019 الجمعة ,08 شباط / فبراير

طريقة وضع مكياج ناعم وبسيط للمرأة المحجبة

GMT 02:51 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تمتّعي بالراحة والنشاط داخل فندق ريجينا باليوني في روما

GMT 17:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تويوتا سوبرا الجديدة كلياً ستظهر في معرض ديترويت

GMT 16:30 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

طارق الشناوي يتحدث عن أسرار الأعمال الفنية على "أون بلس"

GMT 10:16 2016 الجمعة ,09 أيلول / سبتمبر

5 حيل للتغلب على مشكلات الشعر الأسود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib