مؤسسات الحكامة مريضة
في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الدفاعات الجوية الايرانية تسقط المسيرة الثالثة عند الحدود الغربية مع العراق خلال ساعه واحدة *القناة 13 الإسرائيلية: مشاورات متوقعة غدا لنتنياهو بشأن غزة وكيفية المضي في عملية إطلاق سراح الأسرى* كندا تطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة والتوصل لحل مستدام صحيفة إسرائيل اليوم تنقل عن مصادر في حماس لا نستبعد التوصل لاتفاق جزئي بالأيام القادمة حزب الله اللبناني يعلق علي وقف إطلاق النار بين إيران ودولة الاحتلال وزارة الخارجية الإيرانية تعترف بتضرر منشآتها النووية بشدّة جراء الغارات الأميركية حركة حماس تكشف سبب فشل التوصل لإنهاء الحرب في غزة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تعلن موعد وملعب نهائي كأس العرش بين نهضة بركان وأولمبيك آسفي جماهير بورتو تُهاجم بعثة الفريق فور وصولها إلى البرتغال بعد الخروج من دور مجموعات كأس العالم للأندية كيليان مبابي يفقد وزناً كبيراً بعد تعرضه لالتهاب حاد في المعدة والأمعاء
أخر الأخبار

مؤسسات الحكامة مريضة

المغرب اليوم -

مؤسسات الحكامة مريضة

بقلم : توفيق بو عشرين

من تنزانيا طلعت الورقة الحمراء في وجه المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، عز الدين المنتصر بالله، الذي أمضى أكثر من ثماني سنوات في مؤسسة استراتيجية مثلANRT، دركي الاتصالات المكلف نظريا بتقنين القطاع، ومراقبة الشركات الثلاث للاتصالات (اتصالات المغرب وميديتل وإينوي)، والدفاع عن المستهلك، والسهر على مبادئ الحكامة، من شفافية وتنافسية ومساواة واحترام القانون وحماية الصالح العام… قلت، نظريا، لأن السيد المنتصر بالله لم يكن قريبا قط من هذه المبادئ في الواقع، وكان هو وكثيرون غيره في مؤسسات الحكامة يخضعون لـ«اللوبيات» المتنفذة في القطاع، ويغلبون مصالح الكبار على مصالح الصغار، ولا يتشبثون باستقلاليتهم إلا نادرا، ولا يعرفون أنفسهم باعتبارهم مقننين régulateurs، بل يتصرفون كموظفين ينظرون إلى مراكزهم كرافعة tremplin يقفزون بواسطتها إلى مراكز أفضل وأهم وأقوى، ولهذا كان المنتصر بالله مهزوما يمشي على البيض، وفي يده آلة حساب، يحسب بها كل شيء.
لا نقول هذا الكلام الآن من باب إطلاق النار على الموتى، بل قلنا هذا الكلام عندما كان السيد المنتصر بالله في أوج قوته يصول ويجول، ويمتلك الجرأة ليتخذ قرارا خطيرا بوقف الاتصالات المجانية عبر الأنترنت، وحرمان الملايين من الشباب، في الداخل والخارج، من الاتصال المجاني، بخلاف الأغلبية الساحقة من دول العالم التي لم تجرؤ على الاقتراب من الواتساب والفايبر والسكايب…، وهو الأمر الذي أثار سخط الملايين، وتسبب في خسارة قدرها 320 مليون دولار، حسب المركز الأمريكي للابتكار والتكنولوجيا.
وعندما ترأس عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، آخر اجتماع للمجلس الإداري لوكالة تقنين الاتصالات، وأثنى على المنتصر بالله، وعلى عمل وكالته، كتبنا ننتقد هذا التقييم الخاطئ لرئيس الحكومة، وندعوا في افتتاحية بتاريخ 7/1/2016 إلى «نقل السيد المنتصر بالله عاجلا من مدير عام لوكالة تقنين الاتصالات إلى مدير أحد المتاحف في المغرب، لماذا؟، لأنه لا يصلح أن يكون مسؤولا عن قطاع حديث يتطور بسرعة كبيرة. لقد خضع لضغط شركات الاتصالات الكبرى التي لم تطور لائحة خدماتها لتتكيف مع تطور السوق وموجة التحولات التي يعرفها قطاع الاتصالات في العالم في زمن العولمة. السيد المنتصر بالله، وعوض أن يقنع الشركات الثلاث بأن عليها أن تتكيف مع سوق الاتصالات، وأن تبحث عن نموذج اقتصادي جديد، وأن تطور لائحة خدماتها للزبائن، وألا تبقى رهينة للنموذج القديم الذي يبيع الكلام بثمن أغلى من الماء.. عِوَض أن يستحضر المصلحة العامة، وضرورة تطوير الاقتصاد الرقمي وبنية الاتصالات الحديثة في البلد، لجأ إلى «عصا المنع»، إلى قطع الخط عن واتساب».
نازلة وكالة تقنين الاتصالات، وأيا يكن السبب الذي اقتضى طرد المنتصر بالله من مكتبه، لا بد وأن تفتح أعيننا على مرض مؤسسات الحكامة في بلادنا، والتي أوكل إليها الدستور الجديد مهام حساسة وعلى قدر كبير من الأهمية (المجلس الوطني لحقوق الإنسان، مؤسسة الوسيط، مجلس الجالية المغربية في الخارج، الهاكا، بنك المغرب، مجلس المنافسة، الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة، المجلس الأعلى للتربية والتكوين، المجلس الأعلى للحسابات…).
جل هذه المؤسسات تعاني فقر الاستقلالية في دمها، وتعاني من خفة الوزن بسبب مدراء ورؤساء لا يملؤون كراسيهم، ويفكرون في من وضعهم في مواقعهم أكثر مما يفكرون في المصلحة العامة والدفاع عن المواطن، وكل هذه المؤسسات مختزلة في الرئيس، فيما المجالس الإدارية فيها شكلية، وكلها تفتقر إلى إطار تشريعي حديث يترجم روح الدستور بطريقة أمينة، وجلها مؤسسات للحكامة لم تثبت أقدامها في تربة الممارسة الديمقراطية… هذه عناوين فقط للتشخيص، أما العلاج فإنه يحتاج، أولا، إلى إرادة سياسية لتقوية مؤسسات الحكامة، وتوسيع التمثيلية في مجالسها الإدارية حتى تصبح مؤسسات لإدارة جماعية، وليست علب كبريت في جيب الرئيس أو المدير، ولا بد من إدخال جمعيات المستهلكين إلى المجالس الإدارية لمؤسسات الحكامة مثل ANRT وHACA وغيرها، وتخفيف وجود الإدارة فيها. لا بد من تشديد المعايير في اختيار المسؤولين عن هذه المؤسسات، وخضوع أسمائهم لتداولات معمقة في مجلسي الوزراء والحكومة، واختيار شخصيات كفأة ونزيهة وقوية وتتمتع باستقلالية، ولا تبحث عن سلم ترتقي به إلى موقع آخر ولم يسبق لها أن انخرطت في حزب «بني وي وي» الحزب الذي الذي يحظى بأكبر نسبة من التمثيلية في مؤسسات الدولة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤسسات الحكامة مريضة مؤسسات الحكامة مريضة



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

GMT 12:03 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف
المغرب اليوم - أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف

GMT 06:52 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

أسعار العملات العربية والأجنبية بالدينار الجزائري الأربعاء

GMT 03:32 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

افتتاح مهرجان الفجيرة للفنون وسط حضور كثيف

GMT 13:06 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

إطلالات أيقونية لملكة الأناقة رانيا العبد الله

GMT 11:17 2024 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

أفكار لتنسيق إطلالات رومانسية لموعد عيد الحب

GMT 22:35 2023 السبت ,09 أيلول / سبتمبر

محمد صلاح يتضامن مع ضحايا زلزال المغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib