مهمة صعبة
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

مهمة صعبة

المغرب اليوم -

مهمة صعبة

بقلم : توفيق بو عشرين

أمام المغرب فرصة قد لا تعوض لإرساء جيل جديد من الإصلاحات الديمقراطية والمؤسساتية التي من شأنها أن تخرج نظامه السياسي من حالة التردد التي يعيشها بين الاختيار الديمقراطي والاختيار السلطوي… إليكم بعض عناصر هذه الفرصة السياسية لإعادة إطلاق دفعة جديدة من الإصلاحات، التي من شأنها أن تقرب المملكة من نادي الديمقراطيات الحديثة، وتبعدها عن أمراض الاستبداد والفساد.
1- فشل حزب السلطة (الأصالة والمعاصرة) في الوصول إلى المرتبة الأولى في انتخابات السابع من أكتوبر، رغم جرعات المنشطات القوية التي حقن بها، ورغم الإمكانات الضخمة التي وضعت بين يديه، ورغم تقديم نخب أربعة أحزاب (الاتحاد والاستقلال والأحرار والحركة) له على طبق من ذهب (أكثر من 40٪‏ من مرشحيه للانتخابات أعيان استقدموا من هذه الأحزاب، وجاؤوا إلى الجرار لوضع كتلهم الناخبة تحت تصرفه). هذا معناه أن رهان الدولة على الجرار فشل لأن المواطنين لم يعودوا يقبلون من الدولة أن يكون لها حزب، ولم يعودوا يقبلون من السلطة أن تنتخب لهم من يحكم.
2- استعملت وزارة الداخلية كل الوسائل التي بيدها لتغيير نتائج الاقتراع والتأثير على إرادة الناخبين، وصناعة خريطة انتخابية لا تطابق الخريطة السياسية، لكنها لم تنجح في مسعاها، واتجه حوالي مليوني ناخب لإعطاء أصواتهم لحزب العدالة والتنمية، الذي قدم نفسه للناخبين باعتباره حزب «المعقول» الذي حافظ على نظافة يده، رغم قلة إنجازاته وضعف أطره، لكنه حزب كانت له الشجاعة ليحافظ على استقلالية قراره، وليقول للناس الحقيقة، وليتطور فكريا وإيديولوجيا، ويقبل بأصول القواعد الديمقراطية.
3- لقد أعطي الملك محمد السادس فرصة لم تعط لوالده الملك الراحل الحسن الثاني لقيادة تحول ديمقراطي مع شريك موثوق فيه، يتفهم إكراهات التحول في نظام تقليداني، ويراعي مبدأ التدرج في الإصلاحات، وهذه الفرصة تتمثل في وجود حزب قوي في المغرب له تمثيلية واسعة في الشارع، وفي الوقت نفسه حزب ملكي، وقائد له ولاء كبير للعرش، وإيمان عميق بأن الإصلاح والاستقرار لا يمكن أن يتحققا إلا بتوافق مع الملكية، إلى درجة أن عبد الإله بنكيران قال قبل أشهر مخاطبا الملك: «حتى لو وضعتني في السجن سأبقى مؤيدا لك»، وهذا ليس معناه أن بنكيران سياسي منبطح، أو خادم «مشرط لحناك»، أو متملق يبحث عن مصلحة أو ريع أو امتياز، فهو نفسه لم يسكت عن «تجاوزات التحكم»، وهو نفسه الذي ينتقد مستشاري الملك، وهو نفسه الذي تحدث عن وجود دولتين في المغرب بدون لسان من خشب، لهذا، فإن التوافق بين العرش وحزب له تمثيلية واسعة في المجتمع، حول خطة لإصلاح عميق لجهاز الدولة، من شأنه أن يؤهل البلاد للعبور نحو شط الديمقراطية بأمن وأمان.
4- الخريف العربي إلى زوال، وستنبعث موجة جديدة من الحراك الديمقراطي في العالم العربي، فالإرهاب الذي خدم الاستبداد وأخاف المواطنين، وجعلهم يفضلون الأمن على الديمقراطية في انحسار (داعش تذوب كل يوم في العراق وسوريا وليبيا)، والانقلاب في مصر الذي شكل رأس الحربة في الإطاحة بالربيع العربي (انقلاب السيسي) لم ينجح، والقاهرة تقترب كل يوم من الانهيار رغم أن دول الخليج مولت فيها أغلى انقلاب في تاريخ البشرية، والسعودية التي كانت تقود معسكر الحساسية من الديمقراطية تراجع نفوذها في الإقليم بسبب تخلي أمريكا عنها، وبسبب فشل عاصفتها في اليمن، وبسبب نزول أسعار النفط، وصدور قانون «جاستا» الذي سيلاحقها إلى سنوات مقبلة بدعوى تحميلها المسؤولية المدنية عن أحداث 11 شتنبر. النظام العربي الحالي يواجه ندرة موارد حادة ستعمق من عجز الشرعية لديه، ومن قدرته على قمع شعبه، والتحكم في التيارات الإصلاحية داخله، ومن ثم ستعود الاحتجاجات والمظاهرات والاضطرابات إلى الميادين الرئيسة في جل الدولة العربية، وعلى المغرب أن يكون استثناء حقيقيا في وسط محيط مضطرب، وهذا لن يتحقق إلا إذا لمس المغاربة آثار التغيير في حياتهم اليومية، وأحسوا بأن في البلاد حكومة تمثلهم، ورئيس حكومة يحكم ولا يشتكي التماسيح والعفاريت، وبرلمانا يعكس هموم الشعب، ودولة في خدمتهم.
تتقدم المجتمعات الحديثة عندما تصبح الديمقراطية عندها مبدأ، وليس فقط نظام حكم، وتتطور عندما تصبح السلطة فيها موزعة على أكثر من جهة، وتتقدم الممارسة السياسية عندما ينتقل الجمهور من كراسي الفرجة إلى مواقع المشاركة… أمام هذه الحكومة مهام صعبة وحساسة، وأولاها إقناع 20 مليون مغربي لم يصوتوا في الانتخابات الأخيرة بصواب المشاركة السياسية، وأمام هذه الحكومة 12 مليون فقير يجب أن تخرج ثلثهم على الأقل في الخمس سنوات المقبلة من الإملاق إلى الحد الأدنى من العيش، وأمام هذه الحكومة مدرسة عمومية ماتت ويجب إعادتها إلى الحياة لفتح نوافذ الأمل أمام ملايين الأسر، وأمام هذه الحكومة جبل من الفساد يجب القضاء على جزء منه على الأقل، ولهذا، فإن المملكة تحتاج إلى أكثر من حكومة تقليدية وعادية.. تحتاج المملكة إلى توافق تاريخي بين كل القوى الحية للنهوض بالمهمة الصعبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهمة صعبة مهمة صعبة



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib