خريف الغضب
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

خريف الغضب

المغرب اليوم -

خريف الغضب

بقلم : توفيق بو عشرين

خرج المواطنون في عشر جهات من أصل 12 جهة في المملكة يحتجون على القتل غير الرحيم الذي لاقاه الشاب محسن فكري في شاحنة للأزبال بإمزورن، بضواحي الحسيمة. تظاهر الكبار والصغار في أكثر من 13 مدينة في وقت واحد (السادسة من مساء الأحد الماضي)، وخرجوا جميعا لدواع إنسانية وحقوقية ثم سياسية.. خرجوا لينفسوا عن الغضب والحزن الذي أحسوا به عقب حادثة «طحن مو».
في الحسيمة، خرجت الساكنة، كما لم تخرج من قبل، لوداع محسن فكري، وبدت الجنازة رهيبة، والجو مملوءا بسحب الغضب، وكذلك فعل المغاربة في طنجة وتطوان والرباط والدار البيضاء ومراكش وأكادير ومكناس وفاس والناظور والعرائش وتارودانت وغيرها… كان الشعار واحدا: «لا للحگرة»، لا للتلاعب بأرواح المغاربة، وكم بدا وزير الداخلية، محمد حصاد، مثيرا للشفقة وهو يحل في الصباح الباكر في بيت الشهيد لتهدئة الخواطر ومعه رئيس المجلس العلمي (الغطاء الديني)، والعامل ممثل الدولة (الغطاء الإداري)، لتقديم العزاء، وتبليغ العائلة الرسالة الملكية التي تعد «بإجراء بحث معمق، ومتابعة كل من ثبتت مسؤوليته في هذا الحادث، مع التطبيق الصارم للقانون».
ما هي رسائل هذه التظاهرات الاحتجاجية التي عمت المدن الكبرى للمملكة، وجعلت من جنازة محسن فكري جنازة أمة كاملة، وذكرت الناس باحتجاجات 20 فبراير؟
الرسالة الأولى: لم تعد الأحزاب ولا النقابات ولا الجمعيات ولا السلطة قادرة على تأطير أو منع المغاربة من الخروج إلى الشارع، والتظاهر في الفضاء العام، وحمل الشعارات والمطالب، واختيار المكان والزمان للاحتجاج على قضية أو حادثة. خرج كل هذا من يد الفاعلين التقليديين، وأصبح المجتمع يعبر بحرية وتلقائية عن مطالبه ومشاعره وغضبه متى أراد. لقد كان كافيا أن تصدر دعوة إلى التظاهر في العالم الافتراضي (الفايسبوك) لتتحقق في العالم الواقعي، أي الشارع، بعد 24 ساعة. هذا معناه أن الحدود بين الواقعي والافتراضي لم تعد موجودة، وهذا مؤداه أن جهاز الدولة وإعلامها وصحفها وإذاعاتها وخطابها وسلطتها ومؤسساتها الاجتماعية والدينية والثقافية كلها أصبحت فاعلا ثانويا في حركة المجتمع، وأن وسائل الاتصال الحديثة أصبحت هي المؤطر الأول للمجتمع، من خلال سرعة وكثافة انتشار المعلومة، ومن خلال الربط والتشبيك العالي بين الأفراد في مجتمع رقمي بلا قيود ولا حدود. هذه العملية التواصلية من الشساعة والتعددية بحيث يستحيل على أي أحد أو جهة أو جماعة أو حزب أن يوجهها أو يتحكم فيها، وهذا ما يسهم في تحرير عقول الناس وإرادتهم.
الرسالة الثانية: جل الشعارات التي رفعت في التظاهرات التي شارك فيها ما يقرب من 200 ألف مواطن كانت موجهة ضد «المخزن» و«الدولة» والأمن، حتى إن تظاهرتي الرباط والدار البيضاء توجهتا بشارة إلى ولاية الأمن في المدينتين، هذا يعني أن من خرج يحتج يحمل مسؤولية ما جرى -وحتى قبل نهاية التحقيق القضائي- لجهاز الدولة، أو ما يصطلح عليه بالمخزن، الذي يحتفظ بصورة سلبية جدا في مخيلة الناس وثقافتهم السياسية (هنا تتساوى الحقائق والانطباعات).
لقد آن الأوان لفتح ملف علاقة الأمن وعموم أجهزة الدولة بالمجتمع، والبحث عن كل الطرق التي تودي إلى إحلال حكامة أمنية ناجعة، وعلاقة احترام وثقة بين المغربي والمؤسسة الأمنية وجهاز الإدارة. لا يمكن للدولة أن تضع يدها على قلبها في كل مرة يقع حادث مثل هذا، ولا يمكن أن نعيش طوال الوقت خائفين على الاستقرار في بلاد يضطر فيها الملك في كل مرة إلى أن ينزل بثقله للتخفيف من حدة الأزمات، وبعث رسائل الاطمئنان إلى الشعب. هذا معناه أن المؤسسات تتلاشى عند كل أزمة ولا تعود تشتغل. لو كان القضاء في البلاد مستقلا ويتمتع بثقة الناس، كان يكفي أن يصدر بلاغ عن الوكيل العام للملك في الحسيمة حتى يشعر الناس بأن هناك قانونا يحمي الضعفاء من جور الأقوياء، لكن، ولأن في البلاد محاكم بلا عدالة، فلا أحد استمع إلى الوكيل العام للملك، الذي غادر فراشه يوم السبت في الثالثة صباحا ليقف إلى جانب عامل المدينة وسط الجموع الغاضبة.
الرسالة الثالثة: دلت التظاهرات، التي خرجت في 10 جهات من المملكة، أن في البلاد اندماجا ووحدة كبيرة بين العرب والأمازيغ، وحدة قل نظيرها في العالم الثالث الذي يعج بالفتن العرقية والطائفية والجهوية. في الريف يرفعون شعارات بالعربية، وفي البيضاء والرباط وطنجة وفاس ومكناس وأكادير ترفع شعارات بالأمازيغية، وعلى الأعلام يرفرف حرف تيفيناغ. إنها واحدة من المناسبات، على ما فيها من دراما إنسانية، التي يشعر فيها المواطن بمغربيته تخترق اللسان والعرق والجهة والقبيلة والانتماءات الصغيرة. لم يكن المغرب طيلة قرون بمثل هذا المستوى العالي من الاندماج بين ساكنته برغم كل الموروثات التي تغري البعض باللعب على الوتر العرقي، ولهذا، لا بد من مراجعة تلك المقولة التي تدعي أن الدولة يجب أن تبقى مركزية حتى تحافظ على الوحدة بين الأعراق، وأن النظام يجب أن يبقى سلطويا حتى يمنع الفرقة بين العرب والأمازيغ. يوم الأحد الماضي هتفت الأمة بكل لغاتها ولهجاتها وانتماءاتها بصوت واحد: لا للحگرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خريف الغضب خريف الغضب



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib