ومازالوا مختلفين
البحرين تفتح مجالها الجوي مؤقتاً كإجراء احترازي تصعيد إقليمي خطير وقصف إيراني يستهدف قاعدة العديد بحضور قائد "سنتكوم" وتحركات عسكرية في سوريا وإسرائيل تهاجم طهران إيران تؤكد أن الهجوم على قاعدة العديد في قطر هو رد يأتي في إطار الرد بالمثل وبما يتوافق مع القوانين الدولية وحق الدفاع المشرو الجيش الإسرائيلي يستكمل موجة من الغارات في غرب إيران استهدفت مواقع لتخزين صواريخ ومسيّرات قطر تدين استهداف قاعدة العديد وتؤكد التصدي للصواريخ الإيرانية بنجاح سقوط طائرة مسيرة من نوع "شاهد 101" في عمان يُسبب أضرارًا مادية وسط إجراءات أمنية مشددة إيران تعلن أن عدد الصواريخ التي أطلقتها على قطر كان مساويًا لعدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في المواقع النووية إنطلاق صافرات الإنذار في ثلاث دول عربية خلال الرد الإيراني على الهجوم الأميركي إطلاق عمليات "بشائر الفتح" الإيرانية ضد قاعدة العديد الأميركية وتصريحات إسرائيلية عن تهديدات قادمة انفجارات في طهران والدوحة تدين هجوم الحرس الثوري الإيراني على قاعدة العديد وتؤكد حقها في الرد
أخر الأخبار

ومازالوا مختلفين

المغرب اليوم -

ومازالوا مختلفين

توفيق بو عشرين


هناك دائماً مواجهات وصراعات وتباين رؤى وتعارض مصالح واختلاف وجهات نظر بين الفقراء والأغنياء.. بين المحافظين والحداثيين.. بين المتدينين والعلمانيين.. بين الحاكمين والمحكومين…

لكن مع اختلاف كل هذه الفئات، هناك قناطر يمكن تركيبها بين ضفتي معسكري الطرفين، ليعبر كل طرف نحو الآخر، وهناك دائماً إمكانية ميلاد توافقات يمكن نسجها بين المتصارعين للوصول إلى إدارة الصراع بينهم سلميا وحضاريا، وهناك دوما ضريبة يمكن أن يدفعها كل طرف ليقبل بالآخر، وهناك في الغالب الأعم مجال للتنازلات المشتركة بين المتصارعين، لكن من يراها ومن يقبل بها؟ هذا هو السؤال.

لنبدأ بالفقراء والأغنياء.. هناك من الأغنياء من يعتبر أن الفقراء هم وحدهم المسؤولون عن فقرهم، لأنهم لم يتعلموا، أو لم يشتغلوا، أو لم يغامروا لكسب الثروة، ومن ثم فإن مسؤولياتهم في أعناقهم وليست في عنق الدولة أو الأغنياء والقادرين، والحل بالنسبة إلى الأغنياء، أو الجزء الأكبر منهم، هو السعي إلى اكتساب السلطة للحفاظ على الاستقرار، وحماية الرأسمال، وإدارة المجتمع، لتنظيم الندرة بين الفقراء، وتوزيع الوفرة بين الأغنياء. وهناك، في المقابل، من الفقراء من يرى أن الأغنياء لم يكسبوا الثروة إلا على ظهور الفقراء، وأن جشعهم وفسادهم واحتكارهم هي سبب الفقر الذي يضرب الجماهير الشعبية، وأن الحل هو الثورة التي تعيد السلطة للفقراء، وتمكن البروليتاريا من أعناق مالكي وسائل الإنتاج، ومن ثمة مصادرة ثروات الأغنياء، وإعلان الجمهورية الفاضلة في الأرض…

بين هاذين الحدين من التناقض وصل الفكر البشري إلى توافق يقول إن الفقير هو الشخص الذي لم يعط فرصة لصبح غنيا، وإن من مسؤولية الدولة أن ترعى تكافؤ الفرص، وأن تحقق العدالة الاجتماعية، وأن تضمن الحد الأدنى من العيش للجميع، وبعدها فليتنافس المتنافسون، وإن الغني هو شخص عمل واجتهد، وإن من مسؤوليته أن يشتغل أكثر ويدفع ضرائب أكبر، لا أن يعيش في جزيرة الأحلام وسط بحر من الفقر والتهميش والهشاشة، بل يجب أن يساهم في التنمية ويجعل للرأسمال مسؤولية اجتماعية…

بين الإسلاميين والعلمانيين في العالم العربي اليوم حروب ودماء وصراعات. الإسلاميون يعتبرون أنهم الأحق بالحكم والسلطة على الدولة والمجتمع، لأنهم يمثلون أتباع الدين الإسلامي، ولأنهم الأكثر شعبية وسط المجتمعات العربية المحافظة، ولأن خصومهم أذناب الاستعمار، ووكلاء التغريب في أوطانهم، ولهذا فإن ظهر السلطة لا يحمل إلا طرفا واحدا. والعلمانيون يرون في الإسلاميين بقايا التخلف من عصر الانحطاط، وأن الملتحي يعتبر نفسه مبعوث السماء إلى الأرض، وأنه يكفر بالحضارة والتقدم، ويريد أن يفرض وصايته الدينية على الدولة والمجتمع، ولهذا لا ديمقراطية مع غير الديمقراطيين…

بين حدي هذا التناقض يمكن إقامة مساحات للتوافق على المبادئ العامة التي لا تختلف حولها الأديان والحضارات والثقافات، ومنها العدل والحرية والكرامة وحقوق الإنسان… وأن نترك تنافر الإيديولوجيات لصندوق الاقتراع المؤطر بمبادئ الديمقراطية، وأن يسعى الجميع إلى إبعاد المتطرفين في المعسكرين معا نحو الأطراف، وترك المعتدلين في الوسط يقودون الأغلبية نحو توافقات تاريخية لإدارة المرحلة الانتقالية، خوفا من الحرب الأهلية والنزعة التسلطية والاحتراب الداخلي…

اليوم السوريون والليبيون واليمنيون والعراقيون لا يعرفون كيف يتفاوضون على الحلول الوسطى، ولم يتدربوا على التنازلات المشتركة، ولا يرون إلا صيغة «رابح خاسر»، ولم يتعرفوا بعد على صيغة «رابح رابح»، والنتيجة ما نراه من قتل ودمار ووحشية تذكر العالم بأحوال القرون الوسطى…

السياسة هي فن الممكن، والتعايش هو الطريق نحو التقدم، والانفتاح على الآخر هو سبيل البناء. لا يدقق العقلاء في الإدارة والحكم في خصائص كل طرف وميزاته وعيوبه ومشاكله، بل يدققون في ما يمكن أن يفعلوه وينجزوه مع هذا الآخر، بغض النظر عن أفكاره ودينه ومعتقداته واختياراته. يقول تعالى: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ومازالوا مختلفين ومازالوا مختلفين



GMT 20:10 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

شهادة منزلية

GMT 20:09 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

ثلاثةُ ملاكمين وهاويةٌ غير مسبوقة

GMT 20:08 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

«طوارق» الليل والنهار

GMT 20:06 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

أي فرصة سلام بعد الصدمة؟

GMT 20:05 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

دموع «الأرتيست»

GMT 20:04 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

لا مفاجأة فى الموضوع

GMT 20:02 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

من أغبى القرارات!

GMT 20:01 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

(جمعاء) يصادر (زوزو)!!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 08:54 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مايك شوماخر يشكل فريقا مع فيتيل في "سباق الأبطال"

GMT 05:25 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

معارض ماركس آند سبنسر تطرح تشكيلات رائعة وبأسعار جيدة

GMT 13:33 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أهمية تغيير زيت فرامل السيارة وخطورة تجاهله

GMT 03:21 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

الكويتية إلهام الفضالة تروي تفاصيل الحالة الصحية لزوجها

GMT 23:05 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتّحاد السعودي يمنح حمد الله مكافأة بقيمة 50 ألف دولار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib