رسومات شيطانية
تصعيد إقليمي خطير وقصف إيراني يستهدف قاعدة العديد بحضور قائد "سنتكوم" وتحركات عسكرية في سوريا وإسرائيل تهاجم طهران إيران تؤكد أن الهجوم على قاعدة العديد في قطر هو رد يأتي في إطار الرد بالمثل وبما يتوافق مع القوانين الدولية وحق الدفاع المشرو الجيش الإسرائيلي يستكمل موجة من الغارات في غرب إيران استهدفت مواقع لتخزين صواريخ ومسيّرات قطر تدين استهداف قاعدة العديد وتؤكد التصدي للصواريخ الإيرانية بنجاح سقوط طائرة مسيرة من نوع "شاهد 101" في عمان يُسبب أضرارًا مادية وسط إجراءات أمنية مشددة إيران تعلن أن عدد الصواريخ التي أطلقتها على قطر كان مساويًا لعدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في المواقع النووية إنطلاق صافرات الإنذار في ثلاث دول عربية خلال الرد الإيراني على الهجوم الأميركي إطلاق عمليات "بشائر الفتح" الإيرانية ضد قاعدة العديد الأميركية وتصريحات إسرائيلية عن تهديدات قادمة انفجارات في طهران والدوحة تدين هجوم الحرس الثوري الإيراني على قاعدة العديد وتؤكد حقها في الرد الخطوط السعودية تعلن هبوطا اضطرارياً لاحدى طائراتها بسبب انذار كاذب
أخر الأخبار

رسومات شيطانية

المغرب اليوم -

رسومات شيطانية

توفيق بو عشرين


أما وإن الصدمة قد زالت عن فرنسا، وعبر المسلمون، شعوبا وحكومات، عن إدانتهم للإرهاب، ورفضهم مواجهة الريشة بالرصاص، فإن الوقت حان لمناقشة «شارلي إيبدو» في خطها التحريري وفي رسالتها الإعلامية وفي أسلوب تناولها للأديان، وخاصة الإسلام…

كما أن هناك من رفع شعار: «أنا شارلي»، هناك من حمل شعار: «أنا لست شارلي»، وهذا التناقض في الشعارات يعكس الجدل الدائر في فرنسا وأوروبا والعالم حول أسلوب استفزاز المسلمين، ومدى خدمته للتعصب والتطرف أو العكس. لا بد، أولا، أن نشير إلى أن مجلة «شارلي إيبدو» كانت على وشك أن تقفل أبوابها وأن تتوقف عن الصدور بسبب الأزمة الاقتصادية التي كانت تعانيها، وهي أزمة ناتجة عن أن القراء الفرنسيين لم يعودوا منذ سنوات يقبلون على قراءتها. هذه مجلة كانت تطبع حوالي 60 ألف نسخة، لكنها لا تبيع سوى خمسة آلاف إلى ستة آلاف نسخة كل أسبوع، وهذا معناه أن الشريحة الكبرى من القراء الفرنسيين لم تكن تتفق مع خط تحرير المجلة القائم على الاستفزاز والسخرية من كل شيء دون حدود ولا ضوابط…

 لقد كشفت حادثة «شارلي إيبدو» سوء فهم كبيرا موجودا في الغرب نحو المسلمين ونحو الإسلام، فجل ما يروج في الإعلام وعلى لسان السياسيين منبعه الكليشيهات الخاطئة عن الدين المحمدي وخلط بين الإسلام وتطرف القلة القليلة من أبنائه اليوم في الشرق والغرب لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية بالأساس قبل أن تكون عقائدية أو مذهبية، حتى إن كاتبا فرنسيا سطحيا اقترح على المسلمين قبل أسابيع إلغاء ثلثي القران الكريم إن هم أرادوا العيش بسلام في عالم اليوم، بل هناك من ذهبت به أوهام الإسلاموفوبيا إلى حدود تصور إمكانية إقامة خلافة إسلامية في فرنسا وفوز بلعباس بالانتخابات الرئاسية في فرنسا، وإجبار النساء الفرنسيات على وضع الحجاب ولزوم بيوتهن…

مناقشة الأديان والعقائد والكتب المقدسة والتشريعات السماوية تقليد قديم في الشرق والغرب، وهذا أمر لا يمكن أن يتوقف، وهو جزء من الأديان نفسها، لكن هذا تمرين فكري وعلمي وديني بين المتخصصين والعلماء والمثقفين، وليس مادة للاستهزاء بين رسامي الكاريكاتور، ولا مادة إعلامية لإحداث الصدمة لدى الآخرين وإجبارهم على رد الفعل…

الفاتيكان كان ذكيا وحكيما وهو يرى أن الجدل ينزلق إلى ما يشبه عودة الحرب الدينية بين المسلمين والمسيحيين، لهذا سارع بابا الفاتيكان إلى القول: «لا يمكنك أن تستفز الآخرين أو تُهين عقائدهم.. لا يمكنك أن تسخر من العقيدة. إن حرية العقيدة وحرية التعبير من حقوق الإنسان الأساسية لكن لا يجب أن تكون حرية التعبير مُسيئة».

قبل 27 سنة من اليوم انفجرت قضية مثل هذه في بريطانيا بمناسبة صدور رواية ‘‘آيات شيطانية’’ للكاتب البريطاني الهندي سلمان رشدي، وفيها تعرض لحياة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، فقامت القيامة والتقط الخميني الخيط، وأصدر فتوى بهدر دم الكاتب البريطاني باعتباره تجرأ على مقدسات المسلمين، فهب الغرب كله للتضامن مع سلمان رشدي وقامت القيامة…

بادرت جمعيات إسلامية في لندن سنة 1989 برفع دعوى قضائية ضد ناشر ومؤلف ‘‘آيات شيطانية’’ بدعوى إهانة المعتقد الإسلامي، فماذا قالت المحكمة في حكمها الصادر في نوفمبر 1991؟ «المحكمة تجد نفسها في وضع لا يسمح لها بالفصل في موضوع القضية وحيثيات ذلك من جانبين؛ أولا، إن القوانين البريطانية تسمح لمن يشاء بإنكار الدين أو بمناقشة تعاليمه، وذلك عملا بمبدأ حرية كل إنسان في ما يؤمن به، لكن القوانين في بريطانيا، في الوقت نفسه، لا تسمح بإهانة الدين blasphemy لأن ذلك يخرج عن مبدأ حرية كل إنسان في عقيدته، باعتبار أن إهانة أي دين هي عدوان على عقائد المؤمنين به، يمس ضمائرهم ويجرح شعورهم، والخلاصة هنا أن إنكار الدين أو مناقشته يمكن أن يكون من أعمال حرية الفكر، لكن إهانة الدين اعتداء على حرية آخرين لهم الحق في كرامة عقائدهم».

المبرر الثاني الذي دفع المحكمة إلى عدم إصدار الحكم هو أن القوانين في بريطانيا لا تجرم سوى إهانة الدين المسيحي، وأن القضاة ليس أمامهم نصوص تسمح لهم بمساواة الإسلام بالمسيحية في هذا الباب، غير أن المحكمة، وتبعا للتقاليد القضائية البريطانية، لفتت انتباه البرلمان إلى أن بريطانيا أصبحت بلدا تعددت فيه الأديان على عكس ما كان عليه الأمر وقت وضع قوانين حظر إهانة الدين المسيحي، لذلك فإن حقوق غير المسيحيين من المواطنين البريطانيين قد تتطلب إجراء تعديلات وإضافة قوانين تحمي الأديان الأخرى من الإهانة.

حتى وإن لم تصدر المحكمة حكما في الموضوع، فإنها أقرت بمبدأ الفصل بين حرية التعبير وحق الأديان وأتباعها في حفظ كرامة ما يعتقدون. هذا ليس كلام شيخ في الأزهر أو الزيتونة أو القرويين أو النجف أو قم أو مكة أو المدينة… هذا كلام قاض بريطاني في لندن… حلل وناقش.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسومات شيطانية رسومات شيطانية



GMT 00:10 2025 الأحد ,22 حزيران / يونيو

المنطقة والحرب وسأم التاريخ

GMT 00:01 2025 الأحد ,22 حزيران / يونيو

إيران وإسرائيل... نزاع وبنك أهداف يتوسع

GMT 23:53 2025 الأحد ,22 حزيران / يونيو

من بلفور إلى ترمب

GMT 23:51 2025 الأحد ,22 حزيران / يونيو

لا حياد في العدوان.. صواريخ تفرح القلوب

GMT 23:46 2025 الأحد ,22 حزيران / يونيو

معنى تفكيك برنامج إيران الصاروخى

GMT 15:41 2025 السبت ,21 حزيران / يونيو

اعتذار متأخر من «مادلين»

GMT 15:39 2025 السبت ,21 حزيران / يونيو

عبدالله الثاني ورفض الاستسلام للقوّة

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:38 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib