صنعاء - المغرب اليوم
أفادت مصادر باعتقال ياسر الحوري، أمين سر المجلس السياسي الأعلى التابع لجماعة الحوثي، بشبهة التخابر مع جهات خارجية، في خطوة غير مسبوقة تكشف تصاعد الخلافات الداخلية داخل الجماعة.
وأوضحت المصادر، اليوم الثلاثاء، أن الحوثيين نفذوا حملة اعتقالات واسعة في صفوف عناصرهم، شملت شخصيات سياسية وإدارية بارزة، على خلفية شبهات تتعلق بالتجسس وتسريب معلومات أمنية إلى أطراف خارجية. وأضافت أن الحملة ترافقت مع اعتقال عدد من الموظفين الأمميين في العاصمة صنعاء بعد اتهامهم بإجراء اتصالات مع وزير خارجية الميليشيات السابق جمال عامر.
وكانت عناصر من الجماعة قد اقتحمت قبل يومين مكاتب تابعة للأمم المتحدة في صنعاء واحتجزت عدداً من موظفي المنظمة الدولية. وأكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، يوم أمس الاثنين، أن موظفاً آخر تابعاً للمنظمة اعتُقل حديثاً، ما رفع عدد المحتجزين لدى الحوثيين إلى ستة موظفين أمميين خلال الأيام الأخيرة فقط.
وكشف دوجاريك أن إجمالي عدد موظفي الأمم المتحدة المحتجزين لدى الحوثيين بلغ 59 شخصاً على الأقل، بعضهم رهن الاعتقال منذ سنوات، مؤكداً أن الأمم المتحدة تواجه "صعوبات متزايدة" في إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في مناطق سيطرة الجماعة بسبب هذه الانتهاكات.
ويأتي اعتقال ياسر الحوري، الذي يُعد من أبرز المقربين من قيادة الجماعة في صنعاء، في وقت تشهد فيه مناطق سيطرة الحوثيين توتراً داخلياً متصاعداً بين أجنحة الحركة. وتشير مصادر يمنية إلى أن جناحاً داخل الجماعة يتهم شخصيات سياسية وإعلامية بالتواصل مع أطراف خارجية أو بالتورط في تسريبات أمنية حساسة.
ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء ومعظم المناطق ذات الكثافة السكانية في شمال اليمن منذ انقلابهم على الحكومة الشرعية في عامي 2014 و2015. ومنذ ذلك الحين، تتهم الجماعة بتنفيذ حملات قمع واعتقالات واسعة ضد معارضيها، شملت صحفيين وناشطين وموظفين دوليين، في ظل اتهامات بانتهاك القوانين الدولية وعرقلة عمل المنظمات الإنسانية.
كما شهدت الفترة الأخيرة تصاعداً في التوتر بين الجماعة والأمم المتحدة بعد اتهامات وجهتها طهران والحوثيون للمنظمة بالتقاعس عن إدانة الغارات الجوية الإسرائيلية والأميركية في المنطقة، ما انعكس على تعامل الجماعة مع الوكالات الدولية العاملة في اليمن.
ويرى مراقبون أن حملة الاعتقالات الأخيرة قد تكون مؤشراً على صراع داخلي على النفوذ داخل القيادة الحوثية، خصوصاً مع تصاعد الاتهامات المتبادلة بالتجسس والفساد، ما قد يكشف عن انقسامات أعمق في صفوف الجماعة التي تحاول منذ أشهر إعادة ترتيب صفوفها السياسية والأمنية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
وفاة أحد أفراد طاقم سفينة شحن هولندية هاجمها الحوثيون في خليج عدن
إعلام جماعة الحوثي يعلن عن هجمات جوية إسرائيلية خلفت انفجارات في العاصمة صنعاء