واشنطن -المغرب اليوم
أفادت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين، ليلة الجمعة، أن حديث رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، عن استعادة قاعدة باغرام قد يعني إعادة غزو أفغانستان مرة أخرى.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين حاليين وسابقين قولهم، إن هدف الرئيس الأميركي من إعادة احتلال قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان قد يبدو في النهاية إعادة غزو للبلاد، حيث يتطلب أكثر من 10 آلاف جندي، بالإضافة إلى نشر دفاعات جوية متطورة.
وقال مسؤول أميركي، إنه لا يوجد تخطيط نشط للاستيلاء عسكرياً على قاعدة باغرام الجوية، التي تخلت عنها الولايات المتحدة عندما انسحبت من أفغانستان في عام 2021.
وأضاف المسؤول أن أي جهد لإعادة السيطرة على القاعدة سيكون مهمة كبيرة.
وأوضح أن الأمر سيتطلب إرسال عشرات الآلاف من الجنود للاستيلاء على القاعدة والاحتفاظ بها، وجهداً مكلفاً لإصلاحها، فضلاً عن عملية لوجستية معقدة لإعادة إمداد القاعدة التي ستكون جيباً أميركياً معزولاً في بلد غير ساحلي.
وأشار إلى أنه حتى بعد سيطرة الجيش الأميركي على القاعدة، سيتعين بذل جهود هائلة لتطهير المحيط الشاسع حولها وحمايته لمنع استخدام المنطقة لشن هجمات صاروخية ضد القوات الأميركية داخلها.
وقال المسؤول: "لا أرى كيف يمكن أن يحدث ذلك بشكل واقعي".
وذكرت الوكالة نقلاً عن خبراء أنه سيكون من الصعب تأمين القاعدة الجوية بشكل أساسي، وستتطلب قوة بشرية ضخمة لتشغيلها وحمايتها.
وحتى لو قبلت حركة طالبان بإعادة احتلال الولايات المتحدة لباغرام بعد مفاوضات، سيتعين الدفاع عنها أمام مجموعة تهديدات بما في ذلك تنظيم داعش ومقاتلو تنظيم القاعدة داخل أفغانستان، بحسب الخبراء.
كما يمكن أن تكون عرضة لتهديد بصواريخ متقدمة من إيران التي هاجمت قاعدة العديد الجوية الأميركية في قطر في يونيو بعد أن قصفت الولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية.
وقلل مسؤول دفاعي أميركي كبير سابق من فوائد استعادة السيطرة على القاعدة، بما في ذلك كونها قريبة من الصين، الميزة التي يروّج لها ترامب.
وقال المسؤول السابق: "أعتقد أنه لا ميزة عسكرية محددة لنكون هناك.. المخاطر تفوق المزايا نوعاً ما".
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخميس، أن إدارته تعمل على استعادة السيطرة على قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان من حركة طالبان، مؤكداً أن القاعدة تمثل موقعاً استراتيجياً مهماً لقربها من المنشآت النووية الصينية.
وجاءت تصريحات ترامب خلال مؤتمر صحافي مشترك في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، حيث قال: "نحن نحاول استعادتها، بالمناسبة. يريدون بعض الأمور منا. نريد تلك القاعدة مرة أخرى".
وأضاف ترامب: "أحد الأسباب التي نريد القاعدة من أجلها هو أنها تبعد ساعة واحدة عن المكان الذي تُصنّع فيه الصين أسلحتها النووية".
ووصف ترامب انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان عام 2021، والذي جرى في عهد الرئيس جو بايدن، بأنه "كارثة كاملة"، مشدداً على أن التخلي عن قاعدة باغرام كان خطأ استراتيجياً فادحاً.
تُعد قاعدة باغرام، الواقعة شمال العاصمة كابل، واحدة من أكبر القواعد الجوية في العالم. وشكّلت مركزاً للعمليات العسكرية الأميركية بعد غزو أفغانستان عام 2001، قبل أن تنتقل السيطرة عليها إلى القوات الأفغانية ثم إلى حركة طالبان عقب الانسحاب الأميركي عام 2021.
وتحدثت تقارير سابقة عن مخاوف أميركية من أن تستغل الصين أو أطراف أخرى الفراغ الذي خلّفه الانسحاب، وهو ما نفته طالبان، مؤكدة أن القاعدة تحت سيطرتها الكاملة، ولا وجود لقوات أجنبية فيها.
في المقابل، نفت حركة طالبان مراراً صحة تصريحات ترامب التي زعمت وجود نفوذ أو قوات صينية في القاعدة، مؤكدة أن "باغرام تحت السيطرة بالكامل"، وأنه لا توجد أية اتفاقيات مع دول أجنبية بشأن القاعدة. ووصفت الحركة تصريحات ترامب الأخيرة بأنها "ادعاءات عاطفية لا أساس لها".
وعلى الرغم من إعلان ترامب عن مساعٍ لاستعادة القاعدة، لم تُكشف تفاصيل واضحة عن طبيعة المفاوضات أو الآليات المحتملة لتنفيذ ذلك، ما يثير تساؤلات حول مدى إمكانية إعادة الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان دون الدخول في تعقيدات دبلوماسية وأمنية جديدة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
آلاف المتظاهرين في لندن يحتجون على زيارة ترامب ومواقفه من الحرب الدائرة في قطاع غزة
إجلاء خاطئ لخمسة وخمسين أفغانيا مدرجين على قائمة الإرهاب بعد الانسحاب الأمريكي