أعلنت حركة حماس أنها ستقدم، اليوم السبت، ورقة رد على مقترح ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، بشأن وقف الحرب في قطاع غزة. يأتي ذلك في ظل استمرار المشاورات بين الفصائل الفلسطينية ووسط تصاعد التوتر العسكري، حيث قُتل فلسطينيان وأُصيب العشرات فجر السبت خلال محاولات للوصول إلى مساعدات إنسانية في القطاع.
وقالت حماس إنها أجرت "مشاورات وطنية وقيادية" حول مقترح ويتكوف، مشيرة إلى أن الرد سيكون إيجابيًا مع بعض الملاحظات والتحفظات، ومنها طلب تسليم الأسرى على دفعات خلال فترة الهدنة التي تستمر 60 يوماً، وعدم الاكتفاء بالتسليم على يومين فقط كما ورد في المقترح.
وأوضحت المصادر أن الحركة ستعترض على غياب ضمانات واضحة لوقف الحرب، محذرة من منح إسرائيل حرية استئناف العمليات العسكرية، ومطالبة بضمانات أميركية حقيقية لتنفيذ أي اتفاق، إلى جانب انسحاب واضح لإسرائيل من غزة.
في ذات السياق، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي في المكتب البيضاوي، أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بات "قريباً جداً"، مرجحًا أن يتم الإعلان الرسمي خلال ساعات أو يوم السبت على أبعد تقدير.
وكانت الولايات المتحدة قد قدمت مقترحًا لوقف إطلاق النار عبر المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، وحظي بموافقة مبدئية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بينما تواصل حماس والفصائل الفلسطينية دراستها لهذا المقترح.
ينص المقترح على هدنة تستمر 60 يوماً، تشمل إطلاق سراح 28 رهينة إسرائيلياً (بينهم أحياء وقتلى) خلال الأسبوع الأول، وإطلاق سراح 1,236 سجيناً فلسطينياً وتسليم رفات 180 شهيداً، إلى جانب دخول مساعدات إنسانية عاجلة عبر الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة فور الموافقة على الاتفاق. ويتضمن الاتفاق أيضاً وقف إطلاق نار دائم، وإطلاق باقي الرهائن وعددهم 30، مع إنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
لكن حركة حماس أكدت أن المقترح لا يلبي مطالبها الأساسية، خاصةً وقف العدوان الإسرائيلي بشكل كامل ورفع الحصار، وضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية كما كان خلال الهدنة السابقة. وقال الدكتور باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحماس: "الرد الإسرائيلي لم يلبِ أي من مطالب شعبنا العادلة، ومنها إنهاء الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة".
على الأرض، شهد قطاع غزة تصعيدًا جديدًا، حيث قُتل فلسطينيان وأُصيب العشرات إثر إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على مدنيين حاولوا الوصول إلى مركز توزيع مساعدات قرب دوار العلم غرب مدينة رفح جنوب القطاع. كما تعرضت بلدة جباليا شمال القطاع لقصف جوي ومدفعي عنيف استهدف المناطق الشرقية بشكل خاص.
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة، عبر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن إسرائيل لا تزال تمنع دخول معظم المساعدات الإنسانية إلى غزة، ووصف المكتب الوضع في القطاع بأنه "الأكثر تدهوراً على مستوى العالم"، مع مجاعة حادة تهدد حياة السكان.
وفي حصيلة محدثة، ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 54,321 قتيلاً و123,770 مصاباً، منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة. ومنذ استئناف القتال في مارس/آذار 2025 بعد توقف الهدنة السابقة، قُتل 4,058 فلسطينياً وأُصيب 11,729 آخرون.
ويأمل المجتمع الدولي أن يسفر المقترح الأميركي عن هدنة تمهّد لحل دائم، خصوصاً في ظل الأزمة الإنسانية الحادة التي يعيشها قطاع غزة، فيما تواصل الأطراف مشاوراتها الحاسمة خلال الساعات المقبلة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر