غزة - المغرب اليوم
شرعت مصلحة السجون الإسرائيلية، اعتبارًا من مساء الجمعة، بنقل مجموعات من السجناء الفلسطينيين إلى عدد من السجون الإسرائيلية تمهيدًا لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في خطوة تعكس اقتراب بدء المرحلة العملية من الاتفاق الذي أُعلن التوصل إليه بوساطة أميركية ومصرية، وبتدخل مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، جرى نقل عدد من السجناء إلى سجن "كتسيعوت" في صحراء النقب، وهم من المتوقع أن يُرحَّلوا لاحقًا إما إلى قطاع غزة أو إلى دول وسيطة مثل تركيا وقطر، ضمن بنود الاتفاق التي لم تُنشر كامل تفاصيلها رسميًا بعد. في المقابل، نُقل سجناء آخرون إلى سجن "عوفر" قرب رام الله، حيث يُنتظر أن يُفرَج عنهم في الضفة الغربية.
وبحسب ما نشرته صحيفة "واللا" الإسرائيلية، فقد استخدم جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) حق النقض ضد الإفراج عن نحو 100 سجين فلسطيني وردت أسماؤهم ضمن لوائح المفرج عنهم، وذلك لدواعٍ أمنية حسب تقديرات الجهاز. ويعكس هذا الفيتو الداخلي تعقيدات المفاوضات الجارية خلف الكواليس، بين الجهات الأمنية والسياسية في إسرائيل، لإتمام الصفقة دون المساس بما تعتبره الدولة العبرية "أمنها القومي".
وتتضمن صفقة التبادل التي يجري التحضير لتنفيذها الإفراج عن 250 سجينًا من المحكومين بأحكام عالية، بينهم من يقضي أحكامًا بالسجن المؤبد، إضافة إلى 1,700 معتقل فلسطيني من قطاع غزة اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، من بينهم 22 قاصرًا. وتضم القوائم الإسرائيلية نحو 195 سجينًا يقضون أحكامًا بالسجن مدى الحياة، من بينهم 60 محسوبين على حركة حماس.
ورغم اتساع نطاق الصفقة المرتقبة، إلا أن التقارير الإسرائيلية أشارت إلى أنها لن تشمل جثماني القياديين في حماس يحيى السنوار ومحمد السنوار، اللذين لم يُحسم مصيرهما رسميًا حتى اللحظة، وسط تضارب في الروايات بشأن مصيرهم بعد العمليات العسكرية التي استهدفت مواقع قيادية في غزة خلال العامين الماضيين.
وتأتي هذه التطورات في سياق اتفاق شامل لوقف إطلاق النار أُعلن عنه مؤخرًا، ويُفترض أن يشكل نقطة تحول رئيسية في مسار الصراع الممتد منذ عامين بين إسرائيل وحماس. ويبدو أن الاتفاق الذي وُصف بأنه "خطوة نحو إنهاء الحرب"، يشمل في مضمونه بنودًا مرحلية لتنفيذ خطة من 20 بندًا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلنها من البيت الأبيض، إلا أن تفاصيلها الكاملة لا تزال طي الكتمان.
يشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت استعدادها للمشاركة في تنفيذ بنود الصفقة، من خلال تسهيل عمليات تبادل الأسرى، وضمان عودتهم إلى عائلاتهم، والمساعدة في إعادة رفات القتلى، فضلًا عن مواصلة جهود إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وفي بيانها الرسمي، أكدت اللجنة أن فرقها في غزة وإسرائيل والضفة الغربية "مستعدة أيضاً للمساعدة في إعادة رفات القتلى، حتى تتمكن العائلات من الحداد على أحبائها بكرامة"، كما دعت الأطراف كافة إلى الالتزام بتعهداتهم، ووصفت الاتفاق بأنه "فرصة حيوية لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة".
تأتي هذه التحركات الميدانية والسياسية قبل انعقاد قمة دولية مرتقبة في مدينة شرم الشيخ المصرية يوم الإثنين، ستجمع الرئيسين الأميركي والمصري، إضافة إلى عدد من القادة الإقليميين والدوليين، بهدف بحث آليات تنفيذ الاتفاق، والتوصل إلى تفاهمات حول مستقبل قطاع غزة، بما في ذلك ترتيبات الحكم، ومطالب إسرائيل بنزع سلاح حماس، وشروط إعادة الإعمار.
وبينما تتواصل هذه الجهود على أكثر من مستوى، يبقى تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مؤشرًا حساسًا على مدى التزام الطرفين بتطبيق الاتفاق، كما يشكّل اختبارًا فعليًا لجدية المجتمع الدولي في إنهاء الحرب، وبناء مرحلة ما بعد الصراع في غزة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر