كاتب فرنسي يساهم في احياء الادب الباكستاني بلغة الاوردو
آخر تحديث GMT 21:05:34
المغرب اليوم -

كاتب فرنسي يساهم في احياء الادب الباكستاني بلغة الاوردو

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - كاتب فرنسي يساهم في احياء الادب الباكستاني بلغة الاوردو

جوليان كولومو في مكتبة في لاهور
لاهور - أ ف ب

في احدى مقابر لاهور في باكستان، وعلى ضريح شاعر مجهول في الغرب، يقف الفرنسي جوليان كولومو الشغوف بالشعر واللغات الاجنبية والذي اصبح من رموز الادب الباكستاني الجديد.
وجاء هذا الفرنسي الى باكستان في مطلع العقد المنصرم، ومنذ ذلك الحين ساهم في احياء الحركة الادبية التي كانت تعاني الاهمال، اذ نشر ثلاثة روايات ومجموعات شعرية حتى الآن.
وتعاني لغة الاوردو من إعراض الدارسين عنها، اذ باتوا يهتمون اكثر بلغة الماندارين أو اللغة العربية او الهندية.
ترك جوليان كولومو المتحدر من مدينة مرسيليا الفرنسية بلده في العام 1993، وتوجه الى الهند بهدف دراسة اللغة الهندية، لكنه شعر انها لغة "بيروقراطية" ففضل ان يتركها مقررا دراسة لغة الاوردو الرسمية في باكستان المجاورة.
وبعد عشر سنوات حط جوليان رحاله في باكستان ليعمل مترجما مع الصليب الاحمر الدولي، منكبا على قراءة الادب بلغة الاوردو التي بات متمكنا منها.
وبعد الزلزال الذي ضرب كشمير في العام 2005 وادى الى واحدة من اسوأ الكوارث التي عرفتها البلاد في تاريخها، نشر جوليان مجموعته القصصية الاولى "زلزلة".
ويقول عن هذه التجربة "اردت في البداية استخدام اسم مستعار، لاني لم اكن اريد ان يقبل الناس على المجموعة القصصية فقط لينظروا كيف يمكن لشاعر اجنبي ان يكتب بلغة الاوردو".
لكنه قرر في نهاية المطاف ان يكتب باسمه الحقيقي، بعد نصيحة من احد الاصدقاء.
ولم يعد جوليان مجرد كاتب فرنسي يكتب بلغة اوردو، بل انه وبعد سنوات من الاقامة بين الهند وباكستان والتبحر في آداب المنطقة، اصبح جزءا من المشهد الثقافي العام، فهو يمضي امسياته في مناقشات ادبية مع كتاب وشعراء باكستانيين وهنود.
واختار جوليان البالغ من العمر 41 عاما طريقه الادبي هذا خصوصا بعد اطلاعه على اعمال الشاعر ساغار صديقي الذي ذاع صيته في الخمسينات من القرن الماضي.
ويقول جوليان وهو يقف على ضريح ساغار صديقي "انه مهم جدا بالنسبة لي،اشعر اني مدين له بكل شيء، ولهذا أزور قبره بانتظام، واتحدث معه".
ويضيف "احيانا حين اشعر بنضوب في الافكار، فآتي الى هنا، وأكلمه، وتسير الامور دائما بعدها".
واختار جوليان ان تكون شخصية ساغار هي الشخصية المحورية في روايته الاولى بلغة الاوردو.
ويقول "اردت ان اعرف لماذا تحول هذا الشاعر الى +مالانغ+ (ناسك رحالة)، رغم انه كان شاعرا مرموقا".
وفي رحلة البحث عن اسرار ساغار، اجتهد جوليان في دراسة ميرا جي، وهو اديب شغوف بالشاعرين الفرنسيين شارل بودلير وستيفان مالارميه.
ويتطرق جوليان في روايته "ميرا جي" الى مساحات جديدة غير مطروقة من ذي قبل في الادب الباكستاني، منها المخدرات واستلاكها المفرط، والعلاقات الجنسية.
ويقول انتظار حسين عميد الادب الباكستاني البالغ من العمر 90 عاما "كتابنا المحليون يقفون عند حدود معينة (..) أما جوليان فانه يكتب بشكل جريء يجعلني اقلق أحيانا من ان تمنع كتبه".
ولغة الاوردو تستمد جذورها من تقاطع اللغات العربية والفارسية والانكليزية والتركية، وهي لغة غنية جدا بالتراث الشعري، غير انها تعاني من الانحسار في عموم باكستان باستثناء فئات من الطبقة الوسطى.
واراد جوليان في عمله الاخير ان يغوص في النزاعات الاجتماعية في باكستان، مختارا شخصيات مثل مقاتل متمرد يصبح قوادا، وشيخ ضائع في الامازون يدعو السكان الاصليين الى الاسلام، وشاب بلوشي يهاجر الى فرنسا.
ويصف الاديب الباكستاني محمد حنيف هذا العمل الاخير لجوليان بانه "آسر"، ويقول "لا احد يفهم خفايا الثقافة في باكستان مثله".
ويوافقه الاديب امجد سليم الذي يقول "ان ملاحظات جوليان حول المجتمع الباكستاني، وطريقته في فهم الامور والتعبير عنها أمور تدهشنا".
وفيما يحلم كثير من الأدباء في أن يكتبوا بالغة الانكليزية في زمن العولمة، يسير جوليان في الاتجاه المعاكس مختارا التحول الى لغة الاوردو.
ويقول "اشجع الناس على ان يسلكوا هذا الطريق ايضا".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كاتب فرنسي يساهم في احياء الادب الباكستاني بلغة الاوردو كاتب فرنسي يساهم في احياء الادب الباكستاني بلغة الاوردو



GMT 17:59 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تدمر مبنيين تراثيين في النبطية جنوبي لبنان

GMT 20:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

المؤتمر العالمي للفلامينكو يحط الرحال في مدينة طنجة

GMT 21:33 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

قصور الثقافة تكرم الشاعر محمد عبد القادر ببورسعيد

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

كوريا الجنوبية تمنع توتنهام من بيع سون هيونج

GMT 09:34 2025 الخميس ,12 حزيران / يونيو

دورتموند يرفض عرضًا من تشيلسي لضم جيتنز
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib