«الدستور» وسؤال شكسبير
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

«الدستور» وسؤال شكسبير

المغرب اليوم -

«الدستور» وسؤال شكسبير

عريب الرنتاوي


في مثل هذه الأيام، قبل عشرين عاماً بالتمام والكمال، دلفت إلى صحيفة الدستور بحثاً عن فرصة للعمل والكتابة ... بدت لي المهمة صعبة للغاية في حينه، فأنا “تعودت” على التعامل مع الصحيفة من موقع القارئ ... لم يخطر ببالي يوماً أنني سأكون فرداً في أسرة الدستور ... علاقتي بالصحيفة بدأت مبكراً، حين كنت طالباً في السنة الأولى، اشتري الصحيفة من “كشك” في شارع الشابسوغ قبل أن “أمتطي الباص” إلى الجامعة الأردنية، وبقيت على هذا الحال طيلة سنيّ الجامعة، قبل أن أبدأ بمتابعة الجريدة حيثما توفرت في بيروت ودمشق عبر شركات التوزيع والسائقين على “الخط”، لم تكن الانترنت قد ظهرت بعد لتقفز بنا من فوق الحدود والمسافات والحواجز والأحكام العرفية.
أمس، كنت من بين نخبة من الزملاء والأصدقاء، نتدارس مع مجلس إدارتها في وضع الجريدة وسبل خروجها من كبوتها المالية ... أظنني شعرت بحنين كبير للجريدة وأنا أبحث عن مكان أركن فيه سيارتي، وكما لم أشعر به أو ينتابني من قبل، ربما لخشية من أن تكون هذه زيارتي الأخيرة لهذا الصرح الكبير، الذي قضيت سنوات عديدة بين جدرانه وعلى مكاتبه في سنيّ عملي الأولى في الصحيفة، قبل أن انتقل لامتهان كتابة العمود اليومي ... كان اللقاء حميمياً، وكنت ترى “التوثب” و”الاستنفار” مرسومين على وجوه الزملاء، وهم يسعون في الإجابة على سؤال: ما العمل؟
لا شك أن الجريدة تمر بوضع صعب، بل وصعب للغاية، لكن إرادة إنقاذ الجريدة تبدو متقدّة عند مختلف الأطراف ذات الصلة: مجلس الإدارة باسم المالكين، وأطقم العمل في الصحيفة والمطبعة والإعلان وغيرها من المرافق، الحكومة ممثلة بشخص رئيسها ووزير الإعلام النشط والصديق للجسم الصحفي، نواب الأمة الذين أظهروا مسؤولية فائقة في معالجة هذا الملف والخروج بتوصيات بالغة الأهمية ... الرأي العام الأردني، الذي يصعب عليه، مثلما يصعب على كاتب هذه السطور، أن يتخيل الأردن من دون هذه الصحيفة الأعرق من بين زميلاتها وشقيقاتها الأخريات.
الدستور بوضعها الراهن، لا تحتمل المزايدات أو المناقصات ... لا بد من إجراءات تنقذ الصحيفة أولاً، وبعدها لكل حادث حديث، إذ حتى قارب النجاة، يصبح قارباً للموت، إن هو حُمّل بأكثر مما يطيق ويتسع، وثمة ظروف تاريخية تضافرت جميعها في زيادة حمولة الجريدة، تماماً مثلما هو الحال في مختلف المؤسسات العمومية في الأردن ... بعضها عائد لأخطاء وخطايا قارفتها إدارات تعاقبت على الجريدة، وبعضها عائد لتدخلات خارجية في سياسات التعيين، لاعتبارات يعرفها القارئ الحصيف، ولا حاجة للتفصيل فيها.
ثمة أفكار ومقترحات تتطاير هنا وهناك، بحثاً عن مخرج من الأزمة ... البعض يقترح أن تتحمل الحكومة و”الخزينة” عبئاً كهذا ... هذا أمر لن يحصل، والقرار بهذا الصدد صدر وانتهى، رغبنا بذلك أم لا، فلا أحد يريد العودة لنظام “الأعطيات” الذي يفتح أبواب جهنم من جديد، لتحرق المال العام والميزانية العامة المثقوبة أصلاً ... الحلول تبدأ من الجريدة نفسها، من ضبط الإنفاق وترشيد الاستهلاك وتعظيم العائدات ... هنا تطرح مسألة الهيكلة وإعادة الهيكلة، بوصفها “أبغض الحلال” و”آخر العلاج”.
الحكومة تعهدت مشكورة بزيادة سعر الإعلان ورفع الحظر عن الاشتراكات وتجميد المطالبات المالية الضريبية والجمركية وغيرها ردحاً من الوقت... هذا أقصى ما يمكن لها أن تفعله، وهو كثيرٌ على أية حال، اللهم إلا إذا أراد بعضنا للحكومة والمال العام، أن يستأنفا دورهما “الرعائي” وسطوتهما على الصحافة ... هذا ليس خياراً، وأهم ما فيه، أن أحداً لن يأخذ به مهما تشاطرنا في حشد المبررات والأسباب الموجبة.
إعادة الهيكلة هي الوسيلة الوحيدة المتبقية لإنقاذ المركب من الغرق ... لكنها وحدها لن تكفي لتوفير العلاج بعيد المدى ... إعادة الهيكلة يجب أن تخضع لمعايير صارمة وعادلة وشفافة، والأهم ألا تفتئت على الحقوق العمالية للعاملين في حالات من هذا النوع، وان تراعي الأولويات والتقييم المهني الصرف والقيمة المضافة للعمالة المتراكمة من دون إسقاط الأبعاد الإنسانية المتعارف عليها ... إعادة الهيكلة يمكن أن تساعد في “تأجيل انفجار الأزمة” ما لم تستتبع بخطوات واستراتيجيات تتناول السياسات التحريرية والإعلانية للجريدة، وتفعيل المرافق الإنتاجية التي طالما رفدت المؤسسة بالمال الوفير ... الجريدة بحاجة لاستراتيجية استنهاض، ينخرط في صياغتها وترجمتها، كل من لديه القدرة على ابتداع الحلول واجتراح المخارج.
الدستور ليست وحدها من يعاني من أزمة بنيوية كبرى ... قبلها كانت صحف يومية تخضع لمسار مماثل ... اليوم تصطف صحف أخرى على الطريق ذاته ... وإن ظل الحال على هذا المنوال، فقد يكون الأردن أو بلد يودع الصحافة الورقية في العالم، وتلكم والعياذ بالله، ثالثة الأثافي، وتحديداً في هذه المرحلة بالذات، التي يعوّل فيها على الصحافة لجبه ما يعترضنا من تحديات ومخاطر، في الداخل والخارج.
ما عرفناه واستمعنا إليه من شروحات حول الوضع المالي للجريدة، ينبغي أن يعلن على الملأ، أقله لمواجهة طوفان الشائعات التي تحيط بالمسألة ... وإذا كانت هناك حلول يتعين اجتراحها خارج إطار الهيكلة، فالأرجح أن البحث عنها، ينبغي أن يكون خارج الجريدة، التي بلغت طريقاً غير نافذ على هذا الصعيد، وهي تواجه اليوم سؤالاً شكسبيرياً: تكون أو لا تكون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الدستور» وسؤال شكسبير «الدستور» وسؤال شكسبير



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 1970 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib