حين يُراد لحماس أن تكون نسخة عن فتح في آخر طبعاتها
زلزال بقوة 6.7 درجات يضرب جزر أندامان الهندية زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر تونغا في جنوب المحيط الهادئ دون تسجيل أضرار زلزال بقوة 5.6 يضرب قبالة سواحل اليابان دون وقوع أضرار أو تحذيرات من تسونامي السلطات في الفلبين تجلي ما يقرب من مليون شخص مع قرب وصول إعصار "فونج-وونج" وصول الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة ترامب يعلن مقاطعة قمة العشرين في جنوب إفريقيا بسبب ما وصفه بسوء معاملة المزارعين البيض ويؤكد استضافة قمة 2026 في ميامي اليونيفيل تؤكد أن استمرار الغارات الإسرائيلية يعرقل جهود التهدئة جنوب لبنان وتحذر من تداعيات التصعيد العسكري على الأمن الإقليمي عشرات الفلسطينيين يُصابون بالاختناق جراء استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للغاز السام في قرية سالم شرق نابلس شرطة لندن تحقق مع الأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرجسون بتهم سوء السلوك المالي وقد يواجهان مغادرة المملكة المتحدة والسجن غارة إسرائيلية على جنوب لبنان توقع قتيلاً وأربعة جرحى
أخر الأخبار

حين يُراد لحماس أن تكون نسخة عن فتح في آخر طبعاتها!

المغرب اليوم -

حين يُراد لحماس أن تكون نسخة عن فتح في آخر طبعاتها

عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

تتسع الفجوة بين السلطة والمقاومة في فلسطين، ولا أقول بين فتح وحماس، ففتح ليست على قلب رجل واحد، وإن كانت غالبيتها منساقة وراء القائد الأوحد ... وحماس، هي قلب المقاومة وعمودها الفقري، وإن كانت لا تختزل المقاومة، لا من حيث فصائلها، ولا من حيث أدواتها ... فجوةٌ كلما اتسعت، كلما تعقّدت فرص التلاقي وتلاشت، وتعمّق القطع والقطيعة، وزادت خطورتها على المديين المباشر والمتوسط، تماماً كالمقص الذي كلما تباعدت المسافة بين شفرتيه أو نصليه، زادت خطورته وتعاظمت قدرته على القص والقطع.

من هجر المقاومة زمن أوسلو وما بعده، إلى هجائها مع بداية ولاية الرئيس المنتهية ولايته...في زمن الراحل ياسر عرفات، لم يكن الطلاق مع المقاومة، بائناً بينونة كبرى، كان طلاقاً رجعياً، يحتمل العودة إلى بعض ممارساتها وتقاليدها، حدث ذلك زمن انتفاضة النفق والانتفاضة الثانية على وجه الخصوص ... في زمن الرئيس عباس، لم يعد هذا خياراً، فثمة موقف "عقائدي" مناهض المقاومة، وأجزم بكل أشكالها، ذلك أن الدعوات المتكررة لمقاومة شعبية سلمية، لم يكن المقصود بها ومنها، سوى ذر الرماد في العيون، فلم نر منذ انطلاق الدعوات لتصعيدها قبل سنوات طوال، أي فعل شعبي مقاوم (سلمياً)، لا في رام الله ولا في محيطها، لم تُشدُّ الرحال إلى المسجد الأقصى حتى لأداء صلوات الجمع والتراويح ... سكينة الموت وسكتته، هي ما أريد لشعب الضفة الغربية أن يعيش فصولها، فذلك أسلم الخيارات وأقلها كلفةً على الطبقة المتنفذة في المنظمة وفتح والسلطة.

قبل طوفان الأقصى، وبالأخص بعده، انتقل الموقف "العقائدي" المناوئ للمقاومة، من القول إلى الفعل، انتقلت السلطة من موقع شيطنة المقاومة والسخرية من صواريخها العبثية، إلى خندق التصدي لها، سيما بعد أن تناسلت ظاهرة الكتائب والسرايا و"العرين" في عدد من مدن الضفة كنابلس وجنين وطولكرم، وصولاً إلى أريحا، البلدة المنسية، التي لم يكن يؤتى على ذكرها في الأخبار إلا بعد صعود "جيل الألفية"، وقيامه بدور ريادي من خارج هندسات طوني بلير وكيت دايتون...تحولت السلطة إلى شريك للاحتلال، و"طليعة مقاتلة" نيابة عنه، وتبادلت معه الأدوار سيما في جنين البلدة والمخيم ... هنا ستظهر السلطة جدية التزامها بموجبات التنسيق، وتدخل امتحان "الجدارة"، وعندما كانت تصطدم بواقع أنها أضعف من أن تتمكن من اجتثاث العمل المقاوم، كانت المهمة تنتقل صبحية اليوم التالي إلى "جيش الدفاع".

كل هذا معروف، ويندرج في سياق مكرور القول، لكن الموقف أخذ يتطور على وقع الجدل الدائر حول غزة، و"يومها التالي"، وجرت أبشع عمليات التوظيف الانتهازي لمعاناة أهل القطاع وكارثتهم الإنسانية للبرهنة على صواب خيار السلطة، وبؤس خيار المقاومة، مع أن السلطة لا تجرؤ على ذكر إي إنجاز يُعتد به على طريق الحرية والاستقلال، لا تستطيع أن تأتي بشاهد واحد، واقعة واحدة، على أن سلاحها "الشرعي" قد حمى أحداً، حتى في قلب عاصمتها المؤقتة، التي تتعرض لحظة كتابة هذا المقال، لاجتياح عسكري، تقول إسرائيل، أنه غير مسبوق.
بضاعة مسمومة

الناطقون بلسان السلطة، في رام الله وبيروت والقاهرة، في سباق محموم مع الزمن، لعرض بضاعتهم المسمومة، المخرج من استعصاء غزة بالنسبة لهم، واضح وجاهز: على حماس أن تسلم سلاحها للسلطة، وأن تنضوي تحت مظلتها، بعد أن تطهّر نفسها من “رجس” المقاومة والأفكار "الاسلاموية المقامرة"، وتفك أي ارتباط لها بأي من حلفائها، دولاً وحركات وجماعات، وأن تعيد انتاج نفسها على صورة فتح وشاكلتها، شريطة أن تكون فتح في طبعتها الأخيرة، الراهنة، وليس فتح زمن العاصفة، شعلة الكفاح المسلح الفلسطيني.

يتناسى هؤلاء المتذاكون، أن مشروع اليمين الفاشي في إسرائيل، لا يريدهم، ولا يريد سلطتهم، ليس في غزة فحسب، وإنما في الضفة الغربية كذلك، وأن كل ما فعلوه للنجاح في اختبار "الجدارة" و"الاستحقاق"، لن يشفع لهم عند حكومة اليمين الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل ... ولكنهم مع ذلك، يستمرون في بيع الوهم، وترويج الأكاذيب عن مخارج وحلول "وطنية"، دون أن يرف لهم جفن، ودون أن يكبدوا أنفسهم عناء البرهنة، بأن قبول حماس بأفكارهم، سيوقف المقتلة، ويمنع المزيد من الجرائم، وينقذ غزة وأهلها ... أنهم متواطئون في لعبة "الضغوط القصوى"، متعددة الأطراف والأدوات، التي يراد بها إحراج المقاومة وإخراجها، من مسرح السياسة والجغرافيا والتاريخ، إن أمكن لهم ذلك.

ليس صدفةً أن الدعوة لإجراء انتخابات مجلس وطني فلسطيني جديد، مقدمة على الانتخابات الرئاسية والتشريعية، جاءت مشفوعة بشرط القبول بأوسلو والتزاماته، بما فيها التنسيق الأمني، وتسليم السلاح و"تطليق المقاومة بالثلاث" ... ليس صدفة أن يتحدث نائب الرئيس الفلسطيني، عن شرط تخلي حماس عن فكرها ومواقفها وسياساتها، لتعود إلى "بيت الطاعة الشرعي"، عودة الابن الضال .... ليس صدفة أن يجري التخطيط لإعادة صياغة المنظمة، من حاضنة للتعددية والتنوع الفلسطيني، من إطار جامع لقوى المقاومة، إلى كيان "ذي لون واحد"، ثبت بالتجربة عقم خياراته، وانسداد آفاقه، وباءت بالفشل، كل محاولات تسويقه وتسويغه.

لبنان، حيث تكتمل الصورة
في لبنان، تكتمل صورة الهجمة على سلاح المقاومة ... زيارة الرئيس عباس، وتعهداته التي قطعها على نفسه، رغم إدراكه أنه غير قادر على تنفيذها، بدلالة المسرحية الرديئة في برج البراجنة قبل أيام، إنما تندرج في سياق الضغط على سلاحي المقاومة الفلسطينية، واللبنانية استتباعاً...أحد المتفذلكين من الناطقين الجدد باسم السلطة، من ذوي المرجعيات اليسارية المهزومة، خرج علينا بالأمس، ليترحم على وضعيه المخيمات قبل اتفاق القاهرة وانتقال المقاومة الفلسطينية إلى لبنان، معتبراً أن الأربعين عاماً، أو الخمسين عاماً الفائتة، كانت بمثابة "تمرد مخيماتي" على شرعية الدولة وخروجاً عن كنفها ... نسي محدثنا ما عانته المخيمات زمن "المكتب الثاني"، وما كابدته زمن الحرب الأهلية وما بعدها، من تل الزعتر إلى صبرا وشاتيلا، نسي أو تناسي، الحالة المزرية التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني الممنوع من مزاولة 72 وظيفة، أو ترميم سطح "الزينكو" الذي يغطي به منزله ... كم بدا سعيداً بلقاء الشرعيتين، واتفاقهما على تجريد المخيمات من سلاحها، كم كان كاذباً، عندما قال بكل صلف، بأن المقاومة ليست سوى جيوب معزولة في مخيمات لبنان، لا شرعية لها ولا شعبية، فيما القاصي والداني، يعرف تمام المعرفة، أحجام القوى وتوازناتها، ليس في مخيمات لبنان فحسب، بل وفي الداخل وعموم الشتات.

توزيع الدم على القبائل
يعني ذلك من ضمن ما يعني، أننا كلما أكثرنا من نداءات ومبادرات المصالحة ووحدة الصف واستعادة الوحدة الوطنية، كلما اتسعت الفجوة وضاقت فرص التلاقي، شأن النظام الفلسطيني في ذلك، شأن النظام العربي، الذي كلما دعونا له بالفاعلية والتوحد والتضامن، كلما ازداد هزالاً وانقساماً، وانعدام فائدة وفاعلية، وإذا كان لا بد من إلقاء اللائمة على أحد فيما آلت إليه حال النظام الفلسطيني، فإنما يتعين التأشير على المتسبب باتساع الفجوة، وانعدام فرص المصالحة، وأعني به القيادة المتنفذة في فتح والسلطة والمنظمة.

هنا، سينبري نفر من الفلسطينيين، أغلبهم من كوادر فتح غير الراضين على مآلات الحركة ومصائرها، وأفصحهم لساناً، بقايا يساريين اختاروا التماهي مع السلطة وفقاً لمقتضيات الحال، فنراهم يبادرون إلى توزيع دم الانقسام على القبائل الفلسطينية، وغالباً بالتساوي، ويصرون على المضي إلى أبد الآبدين، في توجيه نداءات المصالحة وتدبيج عرائضها وإطلاق مبادراتها. لهذا النفر نقول: كونوا صرحاء مع أنفسكم وتاريخكم، ولتذهب إلى الجحيم روابط السلطة وقنوات الرواتب، فأمام ما يجري في غزة، تبدو مخجلة ومعيبة، حسابات من هذا النوع...وفروا جهودكم وكفوا على "النفخ في قربة مثقوبة"، فما لضربٍ في ميتٍ إيلام، ولو أن نصف الجهد المبذول في تدبيج هذه النداءات والبيانات، قد صرف على تعبئة وحشد الشعب الفلسطيني، وتكتيل قواه الحية وفصائله المقاومة، ومؤتمراته الشعبية ومنظماته النقابية، في جبهة وطنية عريضة، لكان ذلك أجدى وأثمر.

كفوا عن ترويج الأوهام، فإن لم تكونوا قادرين على إطلاق انتفاضة في رام الله ضد تماهي السلطة مع مخرجات الحل الإسرائيلي، وإن لم تكونوا قادرين على إرغامها على التراجع عن مواقفها وسياساتها التفتيتية – التفريطية، فلا أقل من تسمية الأشياء بأسمائها... لا أقل من الطرق على جدران الخزان... لا أقل من الذهاب إلى ما ينفع الناس ويبقى في الأرض، بدل تخديرهم بوعود زائفة، ودغدغة مشاعرهم التواقة للوحدة والمصالحة .... لقد بلغت الحركة الوطنية الفلسطينية، بجانحيها، لحظة "مفاصلة تاريخية" شأن التجربة الفلسطينية في ذلك، شأن مختلف تجارب حركات التحرر الوطني، حيث يختار فريق التساوق مع المحتل والغازي، وتختار الغالبية طريق الصمود والثبات والمقاومة، فلا تنتظروا يقظة هؤلاء، فقد يبقون في برجهم العاجي، ولا أقول في كهفهم، حتى لا نسيء للفتية الذي آووا إلى كهفهم، سنين عددا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين يُراد لحماس أن تكون نسخة عن فتح في آخر طبعاتها حين يُراد لحماس أن تكون نسخة عن فتح في آخر طبعاتها



GMT 19:38 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

إذ الظلم أفضل

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نواب يتكسبون من “العفو العام”

GMT 19:28 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف الخلقُ ينظرون جميعاً إلى مصر

GMT 19:24 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

كيم كارداشيان و«الغباء» الاصطناعي

GMT 19:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا ــ ممداني... زمن الإشارات الحمراء

GMT 19:16 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

القمة الأميركية ــ الصينية... هدنة أم أكثر؟

GMT 19:14 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غزة المنطقة المحظورة في التاريخ

GMT 19:12 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الخيط الرفيع بين الفخر والتفاخر

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 11:32 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مطاعم إندونيسية تستقطب السياح بأكلات سعودية

GMT 15:54 2013 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

أثاث يشبه عش الطائر يكفي 3 أشخاص للنوم

GMT 00:00 2015 الأحد ,14 حزيران / يونيو

طريقة عمل اللبنة

GMT 14:36 2014 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسرة الملكيّة تحتفل بذكرى ميلاد الأميرة للا حسناء الأربعاء

GMT 13:51 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

انتحار تلميذة قاصر بسم الفئران في سيدي بنور

GMT 01:57 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيليسيتي جونز تطلّ في فستان ذهبي نصف شفاف

GMT 20:13 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

كتاب "رأيت الله" لمصطفى محمود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib