دمشق - المغرب اليوم
وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة، ليل السبت، في زيارة رسمية تاريخية، بعد أن أُزيل اسمه من قائمة الإرهاب الأمريكية. وتُعد هذه الخطوة تحوّلًا مهمًا في العلاقات بين واشنطن وسوريا، إذ من المقرر أن يلتقي الشرع بالرئيس الأمريكي في البيت الأبيض يوم الاثنين، لتكون هذه أول زيارة لرئيس سوري منذ استقلال البلاد عام 1946.
وكان الشرع قد التقى الرئيس الأمريكي لأول مرة في العاصمة السعودية، خلال جولة إقليمية للرئيس الأمريكي في مايو/أيار. ومن المتوقع أن تشمل زيارة واشنطن توقيع اتفاقيات للتعاون في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، ومناقشة المفاوضات المباشرة بين السلطات السورية وإسرائيل. كما تتضمن المحادثات خططًا أمريكية لإنشاء قاعدة قرب دمشق لتنسيق المساعدات الإنسانية ومراقبة التطورات الأمنية بين سوريا وإسرائيل.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن الولايات المتحدة تخطط لنشر قوات في قاعدة جوية في دمشق للمساعدة في تنفيذ اتفاق أمني تتوسط فيه واشنطن بين سوريا وإسرائيل. ومن المتوقع أن يناقش الزعيمان أيضًا الانضمام السوري إلى الاتفاقات الإبراهيمية، التي شهدت عام 2020 تطبيع عدد من الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل، وهي خطوة كان قد دعا إليها الرئيس الأمريكي في مايو/أيار.
وفي سبتمبر/أيلول، صرح الشرع أن المفاوضات مع إسرائيل تهدف إلى التوصل إلى اتفاق أمني يضمن انسحاب إسرائيل من مناطق في جنوب سوريا تقدمت إليها بعد سقوط النظام السابق، وأن توقف غاراتها. ومنذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، تعرّضت سوريا لعدة غارات وتوغّلات إسرائيلية في جنوب البلاد، دون رد مباشر من دمشق.
كما صرح مسؤول أمريكي بأن واشنطن "تُقيّم باستمرار وجودها الضروري في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية بشكل فعال".
تأتي زيارة الشرع للولايات المتحدة بعد ساعات من إعلان السلطات السورية تنفيذ عمليات استباقية على مستوى البلاد ضد خلايا تنظيم الدولة الإسلامية. وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية أن قوات الأمن نفذت 61 مداهمة وألقت القبض على 71 فردًا من قيادات وعناصر التنظيم، وصادرت متفجرات وأسلحة في أوكار ومخازن ذخيرة. وأضاف أن هذه العمليات استباقية استهدفت تحييد أي خطر محتمل بعد تلقي معلومات حول نية التنظيم تفعيل عمليات جديدة، وشملت محافظات: حلب، إدلب، حماة، حمص، دير الزور، الرقة، دمشق وريفها، والبادية السورية.
ومن المتوقع أن يسعى الشرع خلال زيارته للحصول على تمويل لإعادة إعمار سوريا بعد أكثر من 13 عامًا من الحرب الأهلية، حيث قدّر البنك الدولي تكلفة إعادة الإعمار بأكثر من 216 مليار دولار.
وتأتي الزيارة بعد أن قررت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة شطب اسم الشرع من القائمة السوداء، بعد أن كانت واشنطن قد رصدت سابقًا مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار مقابل معلومات عنه. وأشار المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إلى أن الحكومة السورية كانت تلتزم بالمتطلبات الأمريكية، بما في ذلك التعاون في العثور على الأمريكيين المفقودين والتخلص من أي أسلحة كيميائية متبقية. وأضاف أن شطب اسمه يعكس التقدير للتقدم الذي أحرزته القيادة السورية بعد رحيل الرئيس السابق، ويعزز الأمن والاستقرار الإقليميين، إلى جانب دفع العملية السياسية السورية الشاملة بقيادة سورية.
وجاءت خطوة إزالة اسمه من القائمة بعد أن قادت واشنطن تصويتًا في مجلس الأمن لشطبه من قائمة العقوبات المفروضة على تنظيمَي الدولة الإسلامية والقاعدة. وكان الشرع قد خضع في يوليو/تموز لشطب هيئة تحرير الشام، التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة، من قائمة الجماعات الإرهابية.
ويرى محللون أن زيارة البيت الأبيض تمثل لحظة رمزية مهمة للزعيم السوري الجديد، وتشير إلى تحوّل دوره من قائد متشدد إلى رئيس دولة على الساحة العالمية. ويُذكر أن الشرع هو أول رئيس سوري منذ عقود يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في زيارة تاريخية سابقة، ويُنظر إلى نشاطاته الدولية الأخيرة على أنها مؤشر على سعي سوريا للعب دور فاعل في المجتمع الدولي بعد سنوات طويلة من العزلة تحت النظام السابق.
قد يهمك أيضــــــــــــــا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر