تبكير الانتخابات أم تأجيلها

تبكير الانتخابات أم تأجيلها؟

المغرب اليوم -

تبكير الانتخابات أم تأجيلها

عريب الرنتاوي
بقلم: عريب الرنتاوي

لا فرق بين تأجيل الانتخابات أو تبكيرها، إن كانت ستلتئم وفقاً لقانون الانتخاب الحالي كما تشير لذلك كافة الدلائل والمؤشرات الحكومية ... انتخابات وفقاً للقانون ساري المفعول ستكون بمثابة «تمديد» للمجلس الحالي، حتى وإن تبدلت بعض الأسماء والوجوه ... في مثل هذه الحالة، يبدو «التمديد» للمجلس وإرجاء الانتخابات خياراً أقل كلفة وأقل تبديداً للوقت والمال والجهد. كاتب هذه السطور، من أنصار تبكير الانتخابات، على أن يسبقها إقرار قانون انتخابي جديد، يكفل الاتيان بطبقة سياسية جديدة، ويضمن الانتقال خطوة نوعية باتجاه برلمان قائم على التعددية السياسية والحزبية ... برلمان كهذا، سيكون مؤهلاً لأخذنا إلى مسار «الحكومات البرلمانية» التي وعدنا بها منذ أزيد من خمس سنوات، وكلما تكاثرت وعودنا بهذا الصدد، كلما ابتعدنا على الهدف. المرحلة الاستراتيجية الجديدة التي يمر بها الأردن، حيث تشتد التحديات الداخلية والخارجية على حد سواء، بحاجة لحكومة ذات قاعدة شعبية – تمثيلية (كتافها عريضة)، وهي بحاجة لبرلمان قوي، يتخطى برلمانات الصوت الواحد وتجربة «نواب الخدمات» ... المرحلة تقتضي توسيع قاعدة اتخاذ القرار وصنع السياسة الخارجية، فلا تبقى الحكومات «خارج السمع» في كل ما يتصل بالملفات السياسية الكبرى، ولا يبقى البرلمان آخر من يعلم وآخر من يُستشار وآخر من يقرر. ليس أمامنا في مواجهة ما يجبهنا من تحديات، سيما تلك التي تستبطنها «صفقة القرن»، سوى تعزيز وتمتين الجبهة الداخلية، وهذه ليست شعارات ترفع، ولا أغاني وأناشيد تبث عبر الأثير ... هي مهمة تحتاج إلى فعل سياسي منهجي منظم، ناجم عن إرادة سياسية صلبة، منبثقة من قناعة عميقة بطاقات الشعب وإمكانياته التي لا تنضب. ليس لدينا «ترف» استمرار العمل بأدواتنا ومناهجنا القديمة ... مطلوب استعادة ثقة المواطن بمؤسسات الدولة، من حكومة وبرلمان وأحزاب وغيرها ... مطلوب أن نبعث برسالة قوية للناخب الأردني، سيما من جيل الشباب، بأن «صوته» مهم، وأنه كفيل بأن يحدث فرقاً ... هذا لن يتم بإعادة انتاج القديم، أو إبقاء القديم على قدمه ... الأردن بحاجة لتسجيل اختراقات على هذا الصعيد، وقضية الإصلاح باتت ضرورة وطنية ملحة، وليست ترفاً فائضاً عن الحاجة كما يُخيّل للبعض منّا. لقد صمدنا في العام 1989 أمام الأنواء والعواصف ... لقد خرجنا من الحصار المضروب علينا من الخارج، بالانفراج الداخلي ... صمد الأردنيون في وجه العزلة وقطع المساعدات والعقوبات المفروضة، ولعدة سنوات وليس لعدة أشهر ... وعلينا أن نكون جاهزين لإعادة انتاج التجربة من جديد، علينا أن نخطط لأسوأ السيناريوهات، وأن نبقي على تفاؤلنا بإمكانية تفاديها، وأن نعمل من أجل ذلك. قضية تقديم الانتخابات أو تأخيرها، يجب أن ينظر لها من هذه الزاوية الاستراتيجية ... الانتخابات المقبلة ستلتئم في بيئة استراتيجية جديدة، ولا يجب أن نصرف الكثير من الوقت والجهد في الحديث عن «تعديل خامس» أو التساؤل حول مصير الحكومة، ومن الذي سيشكل حكومة الانتخابات أو ما سيليها ... دعوا الأردنيين يختارون حكومتهم، في انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، ووفقاً لقواعد جديدة للعبة. لن يجرؤ العالم على التمادي في الضغط علينا طالما أن قراراتنا نابعة عن سلطات شعبية منتخبة، وتعبر عن إرادة شعبية حقيقية، وتتبلور بعملية انتخابية مستوفية لكل معايير النزاهة والشفافية المتعارف عليها عالمياً ... بخلاف ذلك، سنبقي الباب مفتوحاً لكل من يريد أن يجرب حظه، ويختبر قدرتنا على الصمود والثبات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تبكير الانتخابات أم تأجيلها تبكير الانتخابات أم تأجيلها



GMT 15:53 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

خريطة سعدون حمادي

GMT 15:34 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

مصر للطيران!

GMT 20:44 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

الطعن على الوجود

GMT 13:16 2025 السبت ,28 حزيران / يونيو

حكومة فى المصيف

GMT 15:46 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ترمب... وحالة الغموض

نانسي عجرم تتألق بفستان فضي من توقيع إيلي صعب في إطلالة خاطفة للأنظار

دبي - المغرب اليوم

GMT 15:46 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 23:36 2021 الجمعة ,15 تشرين الأول / أكتوبر

علاج فورما للبشرة هو بديل ممتاز لعمليات شد الوجه

GMT 15:22 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخص وإصابة آخر بجروح خطيرة في حادثة سير

GMT 20:09 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

هبوط أسهم شركة "اتلانتيا" الإيطالية

GMT 06:37 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

اللبنانية بولا يعقوبيان تنتقل إلى تلفزيون الجديد

GMT 05:06 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

"لوس أنغلوس تايمز" تتعرض الانتقادات من رواد "تويتر"

GMT 17:14 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

أعرفك.. وشم على نبض القلب، ونفحة من روح السماء!

GMT 01:55 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

خفض قيمة قصر بيل أير إلى 25 مليون إسترليني

GMT 17:13 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب أتلتيكو مدريد يكشف سر الانتفاضة أمام ليفانتي

GMT 16:17 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

معارك القرود تساعد على كشف "النقطة الحرجة" للحيوانات

GMT 22:12 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الجزيرة المصري لكرة السلة يستعد لمواجهة سلا المغربي

GMT 06:03 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

"فور سيزونز دبي" أجمل أماكن عطلات عيد الحب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib