«مساج» الخير

«مساج» الخير!

المغرب اليوم -

«مساج» الخير

عماد الدين أديب

عرف الإنسان التوتر العصبي والجسدي منذ أيام العصر الحجري. وعرفت الزوجة أيام عصر الكهف أن تقوم بتدليك قدم زوجها الباحث عن سمكة أو قطعة لحم برية طوال النهار من أجل تأمين لقمة العيش. وأصبح إحدى علامات التحضر في «اليابان» أي «الشمس المتعامدة» منذ آلاف السنوات هو تأسيس علم التدليك لأعضاء الجسد من أجل فك التوتر وإزالة الشد العصبي وفتح مسارات الدماء الرأسية في جسد الإنسان. واكتشف أطباء الإمبراطورية اليابانية القديمة أن بطن قدم الإنسان فيها نقاط رئيسية مرتبطة بشكل رأسي من القدم إلى الرأس. وتفتح المسارات الدموية الطريق نحو سرعة انتظام سير الدماء إلى مواضع رئيسية من أعضاء الجسد البشري مثل القلب والكبد والكلى والسمع والنظر وانتظام وصول الدماء إلى الدماغ البشري. لذلك كله عرف العلم الحديث ما يسمى بعلوم العلاج الطبيعي التي يلعب فيها «المساج» أو التدليك دورا رئيسيا. والتدليك علم عند البعض، وخطيئة عند البعض الآخر وبالذات في دول جنوب شرقي آسيا حيث تنتشر حانات «المساج» كواجهة لممارسات خاطئة. أما ممارسة «علم التدليك» بشكل طبي قائم على العلم، فهو أمر بالغ الأهمية في استعادة اللياقة للأجساد المترهلة أو في علاج ضحايا عمليات جراحية أو حوادث سير أو كسور لكبار السن. إن أجمل ما في «المساج» هو خبرة المدلك الحقيقية بمهنته على أماكن الأعصاب أو الألم وتحول الجسم البشري إلى قطعة مستوية مثل قطعة لحم «الاسكالوب»! المسألة في «المساج» هي أن يكون المدلك ملما بالدرجة الأولى بعلم التشريح فاهما بوظائف أعضاء الجسد ولديه الحساسية في يده لاستكشاف أماكن الألم أو التكلس أو التوتر لدى المريض. ولو كان هناك مقياس لمدى رفاهية الشعوب فإن توفر عمليات العلاج الطبيعي تصبح أحد هذه المقاييس، ولعل دول شمال أوروبا وعلى رأسها السويد تتمتع بأكبر عدد من عيادات أو مراكز «المساج» في أوروبا. حق الإنسان في أن يفك توتره الناتج عن صعوبات الحياة، وصراعات البزنس، وتحديات السياسة، هي حاجة إنسانية ماسة. ولو كنت من أصحاب القرار لأنشأت وزارة للتدليك وأطلقت على وزيرها السيد وزير المساج وكلما دخل مكتبه اصطف فريق عمله هاتفين: «مساج الخير يا معالي الوزير»!  نقلاً عن جريدة " الشرق الأوسط " .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مساج» الخير «مساج» الخير



GMT 14:13 2025 الجمعة ,26 أيلول / سبتمبر

اعتذارات

GMT 14:08 2025 الجمعة ,26 أيلول / سبتمبر

لماذا يحتاج السودان إلى نظام رئاسي؟

GMT 14:06 2025 الجمعة ,26 أيلول / سبتمبر

ترمب: ما أنتم بالحلماء ولقد اتَّبعتم السفهاء

GMT 14:04 2025 الجمعة ,26 أيلول / سبتمبر

إيران: الخوف من شح المياه

GMT 14:02 2025 الجمعة ,26 أيلول / سبتمبر

قاسم وبرّاك... والآتي أعظم

GMT 13:58 2025 الجمعة ,26 أيلول / سبتمبر

إلا عاصمة الضباب

GMT 13:57 2025 الجمعة ,26 أيلول / سبتمبر

عادل إمام ومحمد صبحي معركة «فشنك»!

الأناقة الكلاسيكية تجمع الملكة رانيا وميلانيا ترامب في لقاء يعكس ذوقًا راقيًا وأسلوبًا مميزًا

نيويورك - المغرب اليوم

GMT 10:00 2024 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الفنان المغربي نعمان بلعياشي يُصدر جديده الفني “حياتي”
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib