شروط سعود الفيصل

شروط سعود الفيصل

المغرب اليوم -

شروط سعود الفيصل

عماد الدين أديب

سعدت للغاية برؤية الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، بصحة جيدة في القاهرة بعد تماثله للشفاء وعودته من رحلة النقاهة. وأذكر أنه قال لي ذات يوم: «إنني أعيش في طائرات السفر أكثر من الوقت الذي أمضيه على الأرض». رحلة طويلة، ومريرة، مليئة بالخبرات، والوساطات وعمليات التفاوض، وإدارة أزمات، وتقريب لوجهات النظر، ومشروعات لبيانات سياسية وصيغ دبلوماسية. ذلك كله جزء من كل في رحلة الأمير سعود. لذلك كله توقفت طويلا أمام تصريحه الذي أدلى به في القاهرة أول من أمس حول الوضع السوري حينما قال: «إن الشرط الأساسي لنجاح أي جهد تجاه الأزمة السورية يستلزم إرادة جادة لتضع حدا للمأساة الإنسانية المتفاقمة». «إرادة جادة»، هذا هو الشرط الأساسي حسب رؤية وزير الخارجية السعودي، وأحسبه أصاب كبد الحقيقة وهو يؤكد على هذا المطلب. كنت أشك، والآن أصبحت متأكدا، أنه لا توجد إرادة دولية جادة لإيقاف مجازر نظام بشار الأسد، وأن القوى الدولية تركت الوضع لاحتمال من 3 احتمالات: 1 - أن ينهي أي طرف الآخر. 2 - أن تنهي الطائفة العلوية حكم الدكتور بشار بعد أن أصبح وجوده عبئا عليها. 3 - أن تحدث «مقايضة دولية» يجري الإعداد لها الآن يكون إسقاط نظام الأسد هو أحد بنودها. وحتى أشرح هذا الأمر يتعين أن أرصد عدة تحركات دولية في هذا المجال: أ - إعلان موسكو عن قبول الرئيس الأميركي باراك أوباما دعوة نظيره الرئيس بوتين لزيارة موسكو والتفاوض. وفي هذا المجال سربت الصحف أن أوباما وعد بوتين بأنه في حال فوزه بفترة رئاسية ثانية سوف يتوصل معه لاتفاق حول مسألة «الدرع الصاروخية» الخلافية بين البلدين. وهنا يمكن فهم مجال المقايضة الممكنة بين موسكو وواشنطن. ب - ما نشرته «واشنطن بوست» في عددها الأخير عن رغبة الإدارة الأميركية في إجراء مفاوضات مع طهران حول عدة قضايا؛ من بينها القدرات النووية الإيرانية، والسلام في الشرق الأوسط، وسوريا، وحزب الله. وتلك أيضا ساحة أخرى للتفاوض والمقايضة. الصورة الآن توحي بأننا في مرحلة تكوين الإرادة الدولية، ولكن وفق مصالح الكبار، ووفق فاتورة محددة لها سقفها المحدد، لا تدخل فيها أي جوانب إنسانية أو إيقاف لنزف الدم، ولكن يدخل فيها أولا وأخيرا فلسفة: «ماذا ستعطيني وماذا سأعطيك» في حال استمرار أو عدم استمرار حكم الأسد. من هنا، كانت العبارة البليغة والمهذبة - كالعادة - من الأمير سعود الفيصل حينما أصر على الإرادة الدولية «الجادة». نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شروط سعود الفيصل شروط سعود الفيصل



GMT 17:44 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

الشهادة القاطعة

GMT 17:43 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

دروز سوريا… تاريخ لا يمكن تجاوزه

GMT 17:41 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

لا تطمئنوا كثيرًا..!

GMT 17:36 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

استنزاف الشرع أم تفكيك سوريا؟

GMT 17:34 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

إعادة قراءة لتواريخ بعيون فاحصة

GMT 17:32 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

إيران دون عقوبات: تمكين الحلفاء بديل النووي

GMT 17:30 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

هل عاد زمن العطارين؟

أمينة خليل تتألق في الأبيض بإطلالات عصرية ولمسات أنثوية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:41 2023 السبت ,22 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.5 درجة في اليونان

GMT 07:39 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"الغجر يحبُّون أيضًا" رواية جديدة لـ"الأعرج"

GMT 15:40 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

كيفية اختيار لون المناكير المناسب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib