قوة السلاح أو قوة السياسة

قوة السلاح أو قوة السياسة؟

المغرب اليوم -

قوة السلاح أو قوة السياسة

عماد الدين أديب

نعيش منذ فترة مرحلة شديدة الخطورة، تقوم على مبدأ أن الثورة تعطي لأي مواطن أو أي جماعة أن تستخدم القوة والعنف وضغط الحشد الجماهيري لاقتحام أي مبنى خاص أو عام، ولمنع أي موظف عام أو خاص من مغادرته أو دخوله لمكتبه. كل ذلك تحت شعار الثورة، بينما الفعل الثوري الحقيقي هو «التغيير الجماهيري عبر الوسائل السلمية التي لا تخالف النظام العام والقانون». بعض المفكرين يصرون على أن الثورة فعل خارج القانون السائد بطبيعته، لأنه لو كان قانون النظام السائد منصفا وعادلا لما تمت الثورة عليه. مهما كان رأينا في القانون السائد، فإن هناك مجموعة من المبادئ تنص عليها قواعد تأسيس أي دولة عصرية، مثل الفصل بين السلطات، وأن الشعب هو مصدر التشريع، وأن احترام الملكيات الخاصة والعامة أمر مقدس، وواجب الدولة حمايتها. ونتفق على النظريات السياسية.. «إن الدولة هي وحدها التي تمتلك أدوات العنف، وإنها تمارس هذا الحق حسب سلطة وقواعد ينظمها القانون». ولا يمكن في أي دولة قانونية عصرية أن يكون هناك ازدواج في استخدام العنف، بمعنى وجود جيش وطني وميليشيات خاصة، أو وجود شرطة منظمة مقابل قوى حزبية تحمل السلاح. هذه الازدواجية هالكة ومهلكة لكل من طبقها على مر التاريخ. وما تشهده بعض الدول هذه الأيام ينذر بمخاطر عظيمة تهدد أمن البلاد والعباد. في ليبيا، اقتحم، أول من أمس، مئات المسلحين مقر البرلمان احتجاجا على تشكيلة الحكومة. وفي مصر، عطل مئات المعتصمين حكومة الدكتور كمال الجنزوري عن عقد جلساتها طوال فترة عهدها الوزاري. وفي تونس، هدد ناشط سلفي وزير الداخلية التونسي بالاستشهاد واستخدام القوة، وأظهر كفنه أمام شاشات التلفزيون. وفي حال سقوط النظام في سوريا، لا يتوقع أن يكون الانضباط السياسي لسلطة القانون هو الأمر السائد، بل ستكون المسألة هي: 1 - جمع السلاح غير الشرعي من أيدي المقاتلين. 2 - تحويل المقاتلين من ميليشيات إلى أحزاب سياسية. 3- إقناع القوى الشعبية أن أجهزة الدولة، وليس مظاهرات الشارع، هي المؤهلة لإدارة شؤون البلاد. لا بد للثورة في لحظة تاريخية ما أن تنتقل من الشارع إلى المؤسسات الشرعية. ولا بد لسلاح الثورة في لحظة تاريخية ما أن ينقل من مخازن الميليشيات المقاتلة إلى مخازن الدولة، لأنه يجب ألا يكون للبلاد شرطتان، وجيشان، وسلاحان! ولا بد أن الرد على أي فعل سياسي يجب أن يكون بفعل سياسي مضاد، وليس بقوة بدنية أو بقوة مسلحة تحاول فرض إرادة طرف ضد آخر بالقوة. القوة الوحيدة المقبولة في الدولة القانونية العصرية هي قوة الصندوق الانتخابي الديمقراطي. الهزيمة والانتصار ليسا بالسلاح أو باقتحام المرافق العامة أو البرلمان، ولكن بالعمل السياسي الشرعي القائم على إرادة الأغلبية، عبر الصندوق الانتخابي الحر. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قوة السلاح أو قوة السياسة قوة السلاح أو قوة السياسة



GMT 15:53 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

خريطة سعدون حمادي

GMT 15:51 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

الدولة والحزب في أصعب الأيام

GMT 15:49 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

مُحيي إسماعيل والتكريم «البايخ»!

GMT 15:47 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

لبنان بين مأزق السلاح والتسوية مع سوريا

GMT 15:45 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

مشروع الرفاهية والاستقرار

GMT 15:43 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

لماذا يقبل الناس على الإعلام الموازى؟!

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:23 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

عمرو دياب يثير الجدل بما فعله في حفله
المغرب اليوم - عمرو دياب يثير الجدل بما فعله في حفله

GMT 09:34 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

الرجاء يخاطب منخرطيه قبل الجمع العام

GMT 05:15 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"قميص الدنيم" لإطلالة أنيقة ومريحة في آن واحد

GMT 07:07 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

ناصر بوريطة يناقش قضايا متعددة مع وزيرة خارجية السويد

GMT 15:36 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 20:46 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

اعتقال رجل يقود سيارته برفقة زوجته "المتوفاة"

GMT 21:49 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

وفاة والد خالد بوطيب مهاجم الزمالك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وجهات مشمسة لقضاء عطلة صيفية في قلب الشتاء

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib