مستر «جو» العربي

مستر «جو» العربي؟

المغرب اليوم -

مستر «جو» العربي

عماد الدين أديب

ما هي أهمية الإنسان الفرد ا لمواطن العادي في مجتمعاتنا العربية؟ ما هي أهمية المواطن الذي لا يمتلك ثروة، وليس منتميا إلى عائلة معروفة، ولا هو شخصية عامة، وليس عضوا في حزب حاكم، ولا ينتمي إلى أي جهة سيادية، أهميته أنه فقط مواطن عادي جدا من الشعب؟ ماذا يكون مصير مثل هذا المواطن، إذا مرض أو أصيب في حادث، أو اختفى في دولة أجنبية أو تم اعتقاله ظلما في مطار دولي؟ المواطن العادي البسيط؟ هو بالتأكيد إنسان درجة ثانية، سيئ الحظ، «قليل البخت» لأنه ليس عضوا في أي ناد من أندية: الثروة أو الطبقة الاجتماعية أو العائلة المعروفة أو المنصب السياسي. هذا المواطن الغلبان المستضعف هو من تقوم به ومن أجله الثورات وحركة الاحتجاج والتمرد في العالم كله. في أميركا يسمون هذا النوع من الرجال البسطاء الذين لا غطاء لهم. «مستر جو»، أو هذا الـ«جو» هو من يسعى أوباما ورومني للحصول على رضائه وصوته، هذا «الجو» هو من يتم عمل برنامج التقاعد والتأمين الصحي ورعاية المسنين من أجله. من أجل هذا «الجو» البسيط تبقى وتسقط حكومات ويستقيل وزراء لأنهم أخفقوا في إرضاء مستر «جو» الذي يمثل ملايين الملايين من البسطاء الذين يحلمون بحياة أفضل ومستقبل أجمل. إن «جو» العربي لا يجد من يناصره، ومن يتألم لألمه ويعايش همومه اليومية الحياتية. مستر «جو» العربي يصرخ ليل نهار، دون أن يسمعه أحد، وإذا سمعه أحد فإنها آذان مخبري الشرطة السرية الذين يقتادونه إلى دهاليز المخافر القابعة تحت الأرض ويوسعونه ضربا لمعرفة من هم شركاؤه في تنظيم الاحتجاج على سوء الحال! مستر جو العربي بحاجة إلى من يسمعه ومن يحتويه ومن يتفاعل معه، ومن يعتبره ضحية وليس مذنبا، ومن يرى أن له حقا في الشكوى وليس من يراه إنسانا غاضبا وأحمق بلا وجه حق. نحن بحاجة إلى احترام ضعيفنا ومساندته والأخذ بيده، حتى لا يأتي يوم ينفجر فيه كل «جو» ضعيف وصامت بعدما يكون قد فاض به الكيل. في الولايات المتحدة الأميركية يسكنون غضب مستر «جو» أولا بإعطائه الحق الكامل في حرية التعبير سواء بالاحتجاج الفردي أو الجماعي في الشوارع أو بالكتابة أو الحديث عبر وسائل الإعلام. ويراعون مستر «جو» اجتماعيا بإعانات مثل إعانة البطالة أو إعانة الفقر أو كوبونات الطعام أو بأنشطة المجتمع المدني من كنائس إلى منظمات اجتماعية تسهر على خدمة هذا الإنسان البسيط. في الولايات المتحدة، صوت مستر «جو» الانتخابي له أهميته، وحساباته في المعارك السياسية. لا أحد يدوس على أعناق مستر جو وأمثاله، ولا أحد يحتقر دوره في الحياة. كل إنسان مسؤول عن نفسه، وكل إنسان مسؤولية المجتمع الكبير. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستر «جو» العربي مستر «جو» العربي



GMT 17:00 2025 الأربعاء ,24 أيلول / سبتمبر

يوم فلسطيني بامتياز..ماذا بعد

GMT 16:59 2025 الأربعاء ,24 أيلول / سبتمبر

تَوَهان المشتغلين في الإعلام

GMT 16:58 2025 الأربعاء ,24 أيلول / سبتمبر

هل تغير الزمن فعلا ؟!

GMT 15:35 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

الاعتراف بفلسطينَ اعتراف بإسرائيل

GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

دراميات صانعي السلام

GMT 15:27 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

تحقيقٌ صحافي عن عبد العزيز ومن عبد العزيز

GMT 15:18 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

من يسار الصحوة الأميركية إلى يمين الترمبية

GMT 15:15 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

حكاية الطبيب والأميرة ديانا!

الأناقة الكلاسيكية تجمع الملكة رانيا وميلانيا ترامب في لقاء يعكس ذوقًا راقيًا وأسلوبًا مميزًا

نيويورك - المغرب اليوم
المغرب اليوم - أنواع النباتات المثمرة المناسبة في بلكونة المنزل

GMT 07:42 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مرسيدس تطلق سيارة رياضية بمواصفات فائقة

GMT 15:45 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

المصري محمد صفوت يودع بطولة لوس كابوس للتنس

GMT 23:22 2018 السبت ,14 إبريل / نيسان

طرق بسيطة لاختيار ساعات عصرية تناسب الرجال

GMT 04:08 2018 الأحد ,18 آذار/ مارس

... مَن قال ليس حقيبة؟

GMT 01:12 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

"نيس" الفرنسي يظهر اهتمامه بضم المغربي أمين باسي

GMT 13:19 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

لاس بالماس الإسبانية المدينة المثالية لقضاء أحلى شهر عسل

GMT 08:40 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الطقس و الحالة الجوية في جبل العياشي

GMT 00:43 2016 الجمعة ,23 أيلول / سبتمبر

شاطئ "الكزيرة" في المغرب جوهرة شمال غرب إفريقيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib