رهانات الإبراهيمي المؤجلة

رهانات الإبراهيمي المؤجلة!

المغرب اليوم -

رهانات الإبراهيمي المؤجلة

عماد الدين أديب

قد يسأل البعض: «عَلامَ يراهن الأخضر الإبراهيمي» في جولاته المكوكية حول العالم بحثا عن حل لإيقاف المجازر الدموية في سوريا؟ الذي يعرف الدبلوماسي العربي العتيد، الذي عاصر الثورة الجزائرية، ومناصب دبلوماسية عالمية، وأزمات دولية في البوسنة ولبنان والعراق وأفريقيا، يعرف أن الإبراهيمي يدرك بتراكم الخبرة أن الوساطة عقب أو أثناء حرب أهلية لا تنجح بين الفرقاء إلا إذا توافر لها الآتي: 1) شعور كل طرف بأن له مصلحة في هذا الاتفاق. 2) الشعور بعدم القدرة على الحسم النهائي للمعركة عبر العمل العسكري. 3) أن يكون مقاتلو كل طرف وأنصاره قد وصلوا لمرحلة الإنهاك السياسي التي تجعلهم ليست لديهم أي قدرة على الاستمرار في القتال، ولا تعطيهم حجة رفض التفاوض السياسي. ويبدو من حوارات الأخضر الإبراهيمي السياسية في الداخل السوري أن كلا من النظام والمعارضة لم تنطبق عليه بعد هذه الشروط. كل طرف في الصراع السوري ما زال يعتقد أنه قادر وحده على الحسم العسكري على أرض القتال، وأنه ما زال لديه «النفس السياسي الطويل» للمعاندة والرفض الحالي لمبدأ التفاوض. ويبدو أيضا أن الأطراف الخارجية الداعمة للحكم والمعارضة في سوريا من العناد ومن القوة ومن الإصرار على مواصلة الدعم بالسلاح والمال والمناصرة السياسية الدولية للفريق الذي تؤيده. لذلك نجد أن جولات الأخضر الإبراهيمي المكوكية لا تركز على الداخل السوري أو الأطراف السورية في الخارج فحسب، ولكن على قوى مثل روسيا والصين وإيران الداعمة للحكم في سوريا، وعلى قوى مثل السعودية وقطر ومصر والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي الداعمة للمعارضة. فكرة الإبراهيمي ليست الحل من خلال الأطراف المتصارعة محليا في سوريا، ولكن من خلال حلحلة الأطراف الخارجية التي تملك مفاتيح الحل والعقد لهذه الأزمة. من الواضح أن الإبراهيمي يؤمن بأنه في حالة التعامل مع «المعلم الكبير» فإن الحل مع «الوكلاء الصغار» سوف يكون أسهل. إذن الإبراهيمي يتبنى منطق الحل من خارج الإطار بهدف التأثير داخل الإطار. ويرى الإبراهيمي أن الكبار هم الطرف المؤثر الرئيسي في الصراع الدائر في سوريا، فإذا ما تم التفاهم معهم أولا، أصبح الحل مع «الصغار» أسهل بكثير. إذن، بناء على هذا المنطق فإنه لا حل في سوريا من دون اتفاق مع الكبار. وفي يقيني الراسخ، أن حل الكبار سوف يظل معلقا لحين معرفة 3 أمور: 1) هوية الرئيس الأميركي المقبل. 2) نتائج الانتخابات البرلمانية الروسية. 3) مدى استقرار الأوضاع الاقتصادية والاضطرابات في مدن الصين. بعد ذلك انتظروا الحل أو العقدة! نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رهانات الإبراهيمي المؤجلة رهانات الإبراهيمي المؤجلة



GMT 15:53 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

خريطة سعدون حمادي

GMT 15:51 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

الدولة والحزب في أصعب الأيام

GMT 15:49 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

مُحيي إسماعيل والتكريم «البايخ»!

GMT 15:47 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

لبنان بين مأزق السلاح والتسوية مع سوريا

GMT 15:45 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

مشروع الرفاهية والاستقرار

GMT 15:43 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

لماذا يقبل الناس على الإعلام الموازى؟!

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:23 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

عمرو دياب يثير الجدل بما فعله في حفله
المغرب اليوم - عمرو دياب يثير الجدل بما فعله في حفله

GMT 09:34 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

الرجاء يخاطب منخرطيه قبل الجمع العام

GMT 05:15 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"قميص الدنيم" لإطلالة أنيقة ومريحة في آن واحد

GMT 07:07 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

ناصر بوريطة يناقش قضايا متعددة مع وزيرة خارجية السويد

GMT 15:36 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 20:46 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

اعتقال رجل يقود سيارته برفقة زوجته "المتوفاة"

GMT 21:49 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

وفاة والد خالد بوطيب مهاجم الزمالك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وجهات مشمسة لقضاء عطلة صيفية في قلب الشتاء

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib