خطف زيدان جعله بطلا

خطف زيدان جعله بطلا!

المغرب اليوم -

خطف زيدان جعله بطلا

عبدالرحمن الراشد

أحد المعلقين قال مستغربا: كيف يطلق سراح رئيس وزراء ليبيا بهذه السرعة؟! علي زيدان الذي خطف فجرا من قبل ميليشيات محلية، واقتيد ببيجامة النوم، أطلق سراحه في المساء! لم يستغرب أنه خطف، بل أنه أفرج عنه، مقارنة بمخطوفين آخرين! ليس كل الليبيين مع هذا الرأي المتشكك، فهو في أعينهم بطل بموقفه وشجاعته في التعبير رغم استمرار الخطر على حياته. لكن لن تكفي الليبيين المواقف البطولية بل يريدون العزيمة لتغيير الوضع السيئ. البرلمان، والانتخابات، والدعم الدولي لبناء الدولة، كلها أنجزت، مع هذا لم تنجح في إقامة مؤسسات حكم حقيقية بعد. ليبيا لا تزال تتنازعها الميليشيات وجماعات قبلية ومناطقية وسياسية. ليس غريبا أن ليبيا في حالة فقدان التوازن، هذا نتيجة إرث أربعين سنة من حكم القذافي الذي قام على ميليشيات مسلحة تدير الدولة له، واخترع نظام اللجان الثورية والشعبية التي تشجع الأشقياء على تكوين تجمعات تشبه العصابات، تقر القوانين وتدير المدن والوزارات. يشبه كثيرا نظام بشار الأسد في سوريا الذي تمكن من تمزيق البلاد وتدميرها، وفشلت المعارضة في التوحد رغم وحدة هدفها. رحل العقيد القذافي وبقيت تركته.. فالعاصمة طرابلس تنتشر فيها جماعات مسلحة تدعي الشرعية، تتجرأ على الخطف وتدعي أنها مسؤولة عن القانون، ويتحالف مع الميليشيات سياسيون في البرلمان، المؤتمر الوطني. رئيس الوزراء بعد الإفراج عنه وصف ما حدث له بالمماحكات السياسية، وأن خطفه تم بتدبير من فريق سياسي منافس، على أمل إسقاطه بعد أن فشل في الحصول على الأصوات المطلوبة تحت قبة المجلس! أما لماذا تشققت ليبيا إلى جماعات أكثر مما شهدته تونس ومصر، وباتت تواجه خطرين حقيقيين؛ الحرب الأهلية وتقسيم البلاد؟ فالسبب نفسه، إرث نظام القذافي. وإلا فإن ليبيا تملك من مقومات التعافي والنجاح أكثر من بقية بلدان الربيع العربي. سكان ليبيا نصف سكان تونس، وميزانية حكومتها سبعون مليار دولار مقابل عشرة مليارات في تونس. مع هذا فالفشل السياسي والأمني في ليبيا أعظم كثيرا. ستحتاج الحكومة الليبية إلى دعم دولي لتثبيت الأمن فيها، والتخلص من عشرات الميليشيات، وتثبيت النظام الجديد. ولو انحدرت الأوضاع إلى المزيد نحو الفلتان الأمني فلن يكون مستبعدا أن تهب دول معنية، مثل الاتحاد الأوروبي، لتقديم العون لتثبيت الأمن. ليبيا تعني الكثير لأوروبا لأسباب ثلاثة: البترول، و«القاعدة»، والمهاجرون غير الشرعيين. وقد رفع المتظاهرون أعلام «القاعدة» علانية احتجاجا على اختطاف الأميركيين لأبو أنس الليبي، من كبار «القاعدة» المطلوبين. وهذا ما على السياسيين، قبل عامة الليبيين، إدراكه.. أن التمادي في المماحكات من قبل جماعات سياسية واللجوء إلى الميليشيات، وبيع الشعارات الانتهازية مناطقية وقبلية، سيغرق البلاد في فوضى كبيرة. وهنا تكون مسؤولية حكومة زيدان كبيرة بالإصرار على القضاء على الميليشيات، وما حدث له جعله بطلا في أعين أكثرية الليبيين الذين رأوه يقف بشجاعة رافضا المساومة والابتزاز.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطف زيدان جعله بطلا خطف زيدان جعله بطلا



GMT 19:25 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

السلاح الذي دمّر غزّة… ويهدد لبنان!

GMT 19:24 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

شاهد عيان على الاستطلاع

GMT 19:23 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

يوم الفرار الرهيب

GMT 19:21 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

الفرق بين ترمب ونتنياهو

GMT 19:20 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

اعتدال «طالبان» ولمْع السراب

GMT 19:19 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

هل السلام مستحيل حقّاً؟

GMT 19:18 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

الأخطر من تسجيل عبد الناصر

GMT 19:17 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

«الكونكلاف» والبابوية... نظرة تاريخية

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 21:08 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

الأحداث المشجعة تدفعك?إلى?الأمام?وتنسيك?الماضي

GMT 03:15 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نجاة ممثل كوميدي شهير من محاولة اغتيال وسط بغداد العراقية

GMT 08:02 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

آرسين فينغر الأقرب لتدريب ميلان خلفًا لغاتوزو

GMT 04:11 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

صابرين سعيدة بـ"الجماعة" وتكريمها بجائزة دير جيست

GMT 14:57 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عمرو الليثي يستضيف مدحت صالح في "بوضوح" الأربعاء

GMT 14:14 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

المدن المغربية تسجّل أعلى نسبة أمطار متساقطة خلال 24 ساعة

GMT 03:21 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

ظروف مشحونة ترافق الميزان ويشهد فترات متقلبة وضاغطة

GMT 06:15 2017 الجمعة ,24 آذار/ مارس

ورم الكتابة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib