عندما تخلّص الصينيون من «الصحوة»
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

عندما تخلّص الصينيون من «الصحوة»

المغرب اليوم -

عندما تخلّص الصينيون من «الصحوة»

عبد الرحمن الراشد
بقلم : عبد الرحمن الراشد

للصين تجربةٌ في تاريخها الحديث، تشبهُنا؛ فقد مرَّت عليها حقبةُ تطرفٍ سيئة، عانت كثيراً منها. وقد سبقتنا في التخلّص من «آيديولوجيا الصحوة»، وكانت تُسمَّى هناك، زوراً أيضاً «الثورة الثقافية».
الثورة الثقافية كانت حالةَ تطرفٍ آيديولوجية، عطَّلت البلادَ لأكثر من عقد، وهدَّدت استقرارَها وتطورَها. وفي يوم مشمس استيقظ الصينيون على نبأ سعيد؛ فقد قرَّرت السلطاتُ الخلاصَ من التطرف والمتطرفين. خلعت رداءَ التشدَّد الشيوعي، وبدأت التحولَ إلى دولة عملية حديثة، محركها الاقتصاد، وهدفها تطوير بلادها، وخدمة حاجات شعبها، وليس الارتهان لرأي بضعة أشخاص يعيشون في الماضي، كارهين الحاضر.
إنَّها تجربةٌ تستحق الدراسة، فيها الكثير من المتشابهات. مثلنا اليوم، الصين بالأمس انتقلت من زمنِ الاختناق والموت البطيء إلى الانفتاح والتعافي، ثم التنافس على القمة عالمياً. من بلد يعاني من الفشلِ والمجاعات إلى دولة لا حدودَ للإبداع فيها، تدهش العالمَ بتطوّرها وانسجامها، وتنافس في التجديد، وتغرق الأسواقَ الدولية بمنتجاتها. ما كان للصين أن تكونَ كما نراها اليوم، دولة عظيمة، لو لم تقضِ على «الصحوة الشيوعية الصينية». الصين لم تتخلَّص من مذهبها الشيوعي، بل وضعته في مكانِه، وليس في كل مكان.
بدايات القصة الصينية، إلى حد كبير، تشبه قصتَنا في السعودية وبعض الدول العربية؛ إذ أوقفت المحتسبين الشيوعيين، وهذه حقيقة وليست مبالغة مني، ونظَّفت المناهجَ، وفتحت الأبوابَ للجميع من دون فرزٍ آيديولوجي، وحوَّلت المدارس الحزبية معاهدَ فنيَّةً وتقنية، وصار البحثُ العلمي مرجعاً، وليس الحفظ الآيديولوجي، وسُمح للناس أن يغنوا ويرقصوا على أذواقهم من الموسيقى.
لاحقاً، انخرطَ ملايين الصينيين في عملية نهضة كبيرة نرى نتائجَها اليوم. اختفى المتطرفون، واختفت لغتُهم القائمة على احتكار الحقيقة وكراهية الغير. كانوا يسمّون من يخالفهم التحالفَ الإمبرياليَّ الرّجعي، ويعتبرونه خارجاً من الملة الشيوعية، مثلما كانَ هنا يسمونه التغريبيَّ والحداثيَّ والعلماني. امتنعت السلطات عن التدخل في حياة الناس الاجتماعية، وعن فرض خيارها فيما يلبسونه؛ إذ كانت في الماضي تشترط نمطَ الحياة على المجتمع حتى تميّزه عن بقية العالم، لا تبيع سوى قمصانٍ موحدة ذات نصف الكم.
كان الصحويون الشيوعيون يشجّعون طلابَهم على مهاجمة مدرسيهم، وحرق المكتبات، وتدمير مقتنيات المتاحف، وملاحقة المسؤولين المحليين في المدن والقرى. كانوا يسيّرون مواكب في الشوارع ويصرخون عالياً بميكروفونات عن الشيوعية العظيمة وضد الإمبريالية الكريهة. وكانوا يجرّون المسؤولين، الذين لا يلتزمون، بالحبال إلى الشارع، ويتمُّ استعراضهم بإذلال أمام الناس. قاموا بـ«تحطيم كل شيء يمكن اعتباره برجوازياً أو إقطاعياً»، واعتبروا «كل شخص درس في الغرب أو عاش جزءاً من حياته هناك هدفاً للنضال». لم يسلم التاريخ من تسلطهم؛ إذ قاموا بإلغاء أسماء الشوارع والميادين، وأعادوا تسميتَها لتحمل روح الثورة الثقافية. وبعد أن تمَّ التخلصُ منهم، أعادت المدنُ الخرائطَ إلى ما سبق زمن الصحوة الشيوعية المتطرفة. ناهيك عن الخطاب الفكري المتطرف، عاشت الصينُ أكثرَ من عقدٍ في الظلام وكانت تتَّجه نحو الفوضى. والذين يجدون صعوبة في فهم المرحلة الصينية المعروفة بالثورة الثقافية، بمقدورهم معايشتها في رواية «البجعات البرية»، التي تتحدَّث عن ثلاث نساء وثلاثة أجيال، والجزء الأخير مفزع بتفاصيله عن تلك المرحلة.
ليس صعباً علينا فهمُ ما عاشه الصينيون، وما عانوه على يد المتطرفين الشيوعيين؛ فالعديدُ من الدول الإسلامية عايشت حالة التطرف الفكري الديني الذي قاد إلى الإرهاب، والصدام والفوضى، والمجتمعات التي نجت من العنف لم تنجُ من التطرف الفكري الإقصائي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما تخلّص الصينيون من «الصحوة» عندما تخلّص الصينيون من «الصحوة»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 02:49 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون
المغرب اليوم - أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib