قمة جدة هل المصالحات ممكنة

قمة جدة... هل المصالحات ممكنة؟

المغرب اليوم -

قمة جدة هل المصالحات ممكنة

عبد الرحمن الراشد
بقلم : عبد الرحمن الراشد

هذه هي القمة الثالثة في المملكة العربية السعودية في عشرة أشهر. القمة العربية في جدة اليوم تأتي بعد قمتين رئيسيتين، الأولى كانت في جدة أيضا، قمة أميركية مع عدد من دول المنطقة، والأخرى في الرياض من جولتين، صينية مع دول الخليج وأخرى مع قادة الدول العربية.

ويمكن أن نلحظ ترابط الأحداث بينها.

تحت عنوان «الأمن والتنمية»، تسعى إلى تطوير نظام إقليمي ودولي يمكن التعايش فيه بسلام وحفظ مصالح الفرقاء. مع الرئيس الأميركي، انصب الاهتمام على البحث عن تعزيز أمن المنطقة، ويشمل الممرات البحرية في البحر الأحمر والخليج. وفي قمة الرياض، مع الزعيم الصيني، كان التركيز على التعاون الاقتصادي واستقرار المنطقة، التي أفضت لاحقاً إلى اتفاق سعودي إيراني.

ما الذي بمقدور الجامعة العربية، في قمتها في جدة، فعله؟ البحث عن حلول عملية تطفئ الحرائق المستمرة منذ اثني عشر عاماً مضت، ولا تزال.

لكن، من سجل القمم العربية ومخرجاتها، يجوز التشكيك، والتساؤل، هل هذا الطرح واقعي؟

نسأل السعودية، الدولة المضيفة، هل إنهاء النزاعات طرح واقعي؟

الرياض نفسها لها خصومات عميقة، وأحيانا كانت عنيفة، مع إيران، والحوثي في صنعاء، وقبلها مع قطر وتركيا. خلال السنوات الثلاث الأخيرة تم ردم الهوة وإصلاح العلاقة. وبالنسبة لإيران، الأطول والأكثر تعقيداً وصعوبة، نرى خطوات المصالحة تسير قدماً ضمن تفعيل «اتفاق بكين».

المصالحة هي روح قمة جدة. السعودية تقدم نفسها نموذجاً، قد ارتضت سياسة واقعية في التعامل مع خصومها، مع إيران مثلاً، وكذلك الخصم الحوثي، رغم الدماء التي سالت وتسع سنوات حرب. لقد قبلت بالجلوس مع خصومها، والتفاوض معهم، ووصلت إلى تفاهمات ما كنا نعتقد، قبل زمن قريب، أنها ممكنة.

هذه رغبة صادقة لا تهمش آلام الرافضين للتصالح، ولا تقول إنها على حسابهم. بمقدور الليبيين والسوريين والصوماليين والسودانيين وغيرهم، الأنظمة والمعارضة، أن يقرروا، إما أن يسيروا في الطريق نفسها، كما فعلت السعودية، راضين بالتنازل عن توقعاتهم، أو شيء منها، والتصالح، أو أن يستمروا في الطريق الأخرى، المليئة بالأشواك والدماء والآلام. ولو اختاروا إكمال مسيرة الدم، فلا يوجد هناك ما يثبت أنهم سيصلون إلى مبتغاهم، والدليل السنين الطويلة والنتائج الموجودة على أرض الواقع اليوم.

القمم العربية، وقمة جدة من بينها، لا تملي على الدول المشاركة قراراتها، هذه دول لها سيادتها. القمة هي حراك دبلوماسي يهدف إلى الوصول إلى تفاهمات جماعية تخدم الدول الاثنتين والعشرين.

اضطرابات المنطقة العربية، كما هي عليه اليوم، لم تبلغ مثلها منذ الحرب العالمية الثانية، عندما كانت رحى الحرب تدور بين القوى المختلفة، إقليمية وأجنبية.

التوتر والعنف المستمران يُدمران مقدرات دولنا وأجيالاً من أبنائنا، بلا تعليم ولا فرص، لا حاضر ولا مستقبل. ورقعة النزاعات تتسع كل عام، مهددة بمزيد من الانتشار، وها هي الآن في السودان.

أختم بما بدأت به، الأمل أن تتوج القمة العربية القمتين السابقتين، الأميركية والصينية، بنتائج واعدة عملية، نحو نظام إقليمي يتحكم في مصيره، يسعى لإنهاء النزاعات، ويفتح صفحة جديدة من الأمن والتنمية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة جدة هل المصالحات ممكنة قمة جدة هل المصالحات ممكنة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أمينة خليل تتألق في الأبيض بإطلالات عصرية ولمسات أنثوية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:41 2023 السبت ,22 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.5 درجة في اليونان

GMT 07:39 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"الغجر يحبُّون أيضًا" رواية جديدة لـ"الأعرج"

GMT 15:40 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

كيفية اختيار لون المناكير المناسب

GMT 23:58 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

ساني يهزم نيمار في سباق رجل جولة دوري أبطال أوروبا

GMT 19:43 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

البدواوي يكشف أن "حتا" شهدت إقبالاً كبيراً من السياح

GMT 14:00 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي "إشبيلية" يرغب في التعاقد مع ماركوس يورينتي

GMT 00:51 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

التلفزيون الملون لم يدخل بيوت الآلاف في بريطانيا

GMT 00:29 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

صفية العمري تؤكّد أنها تبحث عن الأعمال الفنية الجيدة فقط
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib