غَزّة هل ستتحوّل إلى سنغافورة أم تورا بورا
وزير الخارجية المصري تم الاتفاق على أن يدير قطاع غزة فريق مكون من 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط، بإشراف السلطة الفلسطينية، وذلك لفترة مؤقتة مدتها 6 أشهر. شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان مباراة الدرع تكشف معاناة محمد صلاح قبل انطلاق الموسم رابطة العالم الإسلامي ترحب بموقف أستراليا الداعم للاعتراف بدولة فلسطين وسائل إعلام لبنانية مناصرون لحزب الله ينظمون مسيرة بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بشأن حصر السلاح بيدها ترامب يعلن نشر الحرس الوطني ووضع شرطة واشنطن تحت إدارة اتحادية للتصدي للجريمة الاتحاد الأوروبي يعلن إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا ويتمسك بوقف إطلاق نار كامل قبل أي تنازلات طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء العاصمة دمشق وتحلق فوق ريفها
أخر الأخبار

غَزّة.. هل ستتحوّل إلى سنغافورة.. أم (تورا بورا)؟

المغرب اليوم -

غَزّة هل ستتحوّل إلى سنغافورة أم تورا بورا

بقلم : عبد الباري عطوان

كان الكَثيرون داخِل قِطاع غزّة وخارِجه، يَتوقَّعون إعلانًا وَشيكًا من القاهِرة يكشف تفاصيل “صَفقة التهدئة” التي جَرى التَّوصُّل إليها بين حركة “حماس” ودولة الاحتلال الإسرائيلي بوَساطةٍ مِصريّةٍ، ولكن الغارات الجويّة الإسرائيليّة التي تواصَلت طِوال اليَومين الماضِيين لم تُبَدِّد هَذهِ التَّوقُّعات فقط، وإنّما كشفت الوَجه الحقيقيّ للعَدوّ الإسرائيليّ وأهدافِه الحقيقيّة في مُواصَلة أعمال القَتل والتَّدمير، التي تُؤكِّد أنّ الجيش الإسرائيلي ما زال يَملُك اليَد العُليا، وأنّ المُفاوَضات لم تَكُن بين طَرفين مُتساوِيين، وأنّ الصَّفقة “إملاء”، وطَريقٌ في اتِّجاهٍ واحِد فقط وهي الهَيمنة الإسرائيليّة المُطلَقة.

القِيادة الإسرائيليّة هي التي بادَرت بالتَّصعيد، وتَعمَّدت “إذلال” أعضاء المكتب السياسي لحركة “حماس” القادِمين من الخارج، للتَّداول في بُنودِ صَفقة التَّهدِئة، وبَلوَرة الرَّد النِّهائيّ بالمُوافَقة الذي سيَحملونه إلى القِيادة المِصريّة، وارتكَبت طائِراتها مَجزرةً جديدةً راحَت ضحيّتها أُسرَة “أبو خماش” الذين مزَّقت أجساد ثلاثة منهم صواريخها التي اختَرقت سطح المَنزل المُتواضِع في مدينة دير البلح، وقتلت الشهيدة إيناس أبو خماش، الحامِل في شَهرِها السادس، ورَضيعتها بيان محمد خماش، وأصابت الوالد إصاباتٍ خطيرة، وقَتلت الجار الشهيد علي الغندور، ومِن المُؤلِم أكثَر أنّني أعرِف هَذهِ العائِلة، مِثلَما أعرِف مُعظَم عَوائِل هذه المدينة الصَّامِدة، فمُخيّمها مَسْقَط رأسِي.

***

الجَناح العسكريّ لحركة “حماس” لم يَتردَّد في الرَّد بِقُوَّةٍ تَطبيقًا لاستراتيجيّة “النَّار مُقابِل النَّار”، وأطلَق 180 صاروخًا وقذيفة هاون على المُستَوطنات الإسرائيليٍة في غِلاف غزّة، اعترَضت القُبّة الحديديّة 30 مِنها فقط، الأمر الذي يَعني حُدوث تَطوُّرٍ في القُدرات الهُجوميّة لهذا الجَناح المُقاوِم عَكَسَها هذا الرَّد، وربّما ما خَفِيَ أعْظَم.

لُجوء المُستوطنين في مدينة سدروت إلى المَلاجِئ، وإلغاء مُباراة لكُرة القدم كانت مُقرَّرةً بين فريق هبوعيل بئر السبع وفريق نيقوسيا، وإصابة عاملة تايلنديّة، كانت حصيلة الخَسائِر الإسرائيليّة، لكن الخَسائِر النفسيّة والمَعنويّة أكبر بكثير، فهَذهِ هِي المَرّةُ الأُولى التي ينزل فيها المُستوطنون إلى المَلاجِئ مُنذ عُدوان عام 2014، وهذه هي المَرّة الأُولى أيضًا التي تَنطلِق فيها صافِرات الإنذار في مدينة مِثل بئر السبع، فأكثَر ما يُقلِق الإسرائيليين هو الشُّعور بعَدم الأمان، وهُم قَطعًا لن ينعموا بِه مَهما وقّعوا من اتِّفاقيّاتٍ مع مَن يَقبَل بتوقيعها من الفِلسطينيين حتّى يعود الحَق كامِلاً لأصحابِه.

لا نَعرِف مصير “اتِّفاق التَّهدِئة” الذي تَوصَّلت إليه المُخابرات المِصريّة وصاغَت بُنودِه من خِلال اتِّصالاتِها بين الجانِبَين الحَمساويّ والإسرائيليّ، ولكن هَذهِ الغارات الوحشيّة الإسرائيليّة لا تُبَشِّر إلا بالدَّمار والخَراب والقَتل، ولا نَستبعِد أن تكون هُناك أطراف في الجانِبين تُريد إفشاله، وخاصَّةً في الطَّرف الفِلسطينيّ، وربٍما جناح “القسّام” العَسكريّ، وصُقورِه على وَجهِ الخُصوص، فقد لاحَظنا اختفاء بعض هؤلاء عن المَشهَد بشَكلٍ لافِت، طارِحًا العَديد من علاماتِ الاستفهام.

مِليونان هُم عَدد سُكّان قِطاع غزّة يُعانون من الحِصار الخانِق، ووصلوا، أو مُعظَمُهم، إلى حافّة المَجاعة، في ظِل انهيارٍ كامِلٍ للخَدمات الأساسيّة من ماءٍ وكَهرباءٍ وصِحّة وتعليم، ونِسبَة بِطالة عالِية تَصِل إلى أكثر من ثَمانين في المِئة، وجَميع القِوى العربيّة والإسرائيليّة والعالميّة تتواطَأ في مُخطَّط تركيعِهِم للقُبول بحَلٍّ “إنسانيٍّ تخديريّ” وليس “حلًّا سِياسيًّا”، يُخَفِّف مُعاناتِهم، ويَحول دُونَ انفجارهِم على غِرار مسيرات العَودة، وما هُو أكثر التي أعادَت إسقاط القِناع عن الوَجه الإسرائيليّ العُنصريّ الدَّمويّ البَشِع، فأكثَر ما تَخشاه إسرائيل هو اقتحام مِليونيّ شَخص لحُدودِهم، وليس حُدودها، والعَودة إلى مُدُنِهِم وقُراهُم.

يبدو صَعبًا أن تُخاطِب الجائِع بأن يَستَمرّ في جُوعِه، وتُحَرِّضه على رَفض الطَّعام، ويَبدو خارِجًا عن كُل الأعراف أن تَطلُب من الذي يَعيش تحت القصف وَحيدًا أعْزَلاً، بأن يَرفُض “جزرة” التَّهدِئة، حتى لو كانت عَجفاء ضامِرةً ومَسمومة، ولكن ما تُريدِه إسرائيل والمُتواطِئون العَرب معها، هو إعادَة الفِلسطينيين، وفي القِطاع بالذَّات، إلى مرحلة ما قَبل هزيمة عام 1967، وانطلاقِ المُقاوَمة، أي أن يعيشوا مُتَسوِّلين يَقتاتون على فُتات وكالة غوث اللاجئين الأُونروا، ولكن بِدون هَذهِ الوكالة التي نجحوا في تَحطيمِها وتجفيف مَوارِدها الماليّة، وإغلاق ما تَبقَّى من أبوابِها، لأنّها تُشَكِّل ضِلعًا أساسيًّا في تَكريسِ هُويّة اللُّجوء وحَق العَودة.

الغارات الإسرائيليّة الوَحشيّة وما ارتكبت من قتل وتدمير جاءَت للتَّذكير بالنَّتائِج التي يُمكِن أن تَترتَّب على رَفض اتِّفاق التَّهدِئة، وجَرى افتعال أسبابها لتَحقيق هذا الغَرَض، أو هكذا نَعتقِد، نحن الذين عارَضنا اتِّفاق أوسلو، ورَفضنا حُضور حَفل تَوقيعِه، وتَنبّأنا وغَيرنا الملايين بنَتائِجِه الكارِثيّة.

***

اتِّفاقات أوسلو “السِّياسيّة” تَسبَّبت، وبَعد رُبع قَرنٍ، إلى وَضع السُّلطة والشَّعب الفِلسطينيّ البائِس الحاليّ، ونَسَفت كُل إنجازات الشَّعب النِّضاليّة المُشَرِّفة وحَوّلته إلى شَعبٍ مُتَسوِّل، ومَكَّنت إسرائيل من ابتلاعِ واستيطان ما تَبقَّى من الأرض.. تُرى كيف ستكون النَّتائِج المُتَرتِّبة على صَفقة التَّهدِئة الحاليّة، وما هُو الثَّمن الذي سيَدفَعُه الشَّعب الفِلسطينيّ مُقابِلها؟ وهَل سَتكون التَّهدِئة مُقابِل رغيف الخُبز المُغمَّس بالذُّل، وليس مُقابِل التَّهدِئة، أم أنّها سَتكون تَهدِئةً مُقابِل المال والمَزيد من الاستيطان، وتَفكيك ما تَبقَّى من ثقافَة المُقاومة والهُويّة الفِلسطينيّة النِّضاليّة؟

لا نَمْلُك إجابةً عن كُل هَذهِ التَّساؤلات، وربّما لن يَنتظِر من سَيُوقِّعون هذا الاتِّفاق رُبع قَرنٍ ليَعرفون النَّتائِج تمامًا مِثلَما انتظر مُهَندِسو اتِّفاقات أُوسلو، لأنّ الزَّمن تَغيّر، وباتَ يسير بوَتيرةٍ أسرَع، وكذلك مُتَغيِّراتِه.

نَختُم بالقَول: احذروا من نيكولاي ميلادينوف، مبعوث الأُمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، وكَلامِه المَعسول ووعودِه المَسمومة، واحذروا من السَّماسِرة العَرب الذين يُزيِّنون لَكُم التَّنازلات، واحذروا من الذين يُلَوِّحون لَكُم بالأموال والمَشاريع، فغَزّة لن تُصبِح سنغافورة إلا إذا كان المُقابِل كُل فِلسطين، وإلغاء حَق العودة، وكُل أمل بالعَودة بالتَّالي.. وربّما تُصبِح “تورا بورا” أُخرَى، أو هانوي أُخرَى، وكل الاحتمالات وارِدَة.. والأيّام بَيْنَنَا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غَزّة هل ستتحوّل إلى سنغافورة أم تورا بورا غَزّة هل ستتحوّل إلى سنغافورة أم تورا بورا



أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل
المغرب اليوم - اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي

GMT 14:47 2021 الجمعة ,30 تموز / يوليو

موديلات فساتين منفوشة للمحجبات

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 22:45 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 04:37 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملابس زهريّة أنيقة ومميزة تضامنًا مع مرضى سرطان الثدي

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الجعايدي الحارس الأشهر للملك محمد السادس يعود إلى الواجهة

GMT 11:59 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

يوسف النصيري يقترب من رايو فاليكانو

GMT 19:08 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

"CineView" يناقش أسباب غياب الفيلم المصري عن مهرجان القاهرة

GMT 12:42 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سفارة المغرب في مصر توضح موقفها بشأن ملفات التأشيرة

GMT 11:55 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم مخيم عقبة جبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib