بعد فشل أديب رئيس الوزراء المُكلّف واعتِذاره عن تشكيل الحُكومة
أردوغان يعلن عن مؤامرة جديدة تتزامن مع مئوية سايكس بيكو ويؤكد أن إسرائيل لن تحقق أهدافها أفادت وكالة مهر الإيرانية بأن العالم النووي الإيراني طبطبائي قامشه وزوجته استُشهدا جراء هجوم إسرائيلي استهدفهما جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية
أخر الأخبار

بعد فشل أديب رئيس الوزراء المُكلّف واعتِذاره عن تشكيل الحُكومة.

المغرب اليوم -

بعد فشل أديب رئيس الوزراء المُكلّف واعتِذاره عن تشكيل الحُكومة

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

اعتِذار السيّد مصطفى أديب عن تشكيل الحُكومة اللبنانيّة يُؤكّد عدّة أمور أساسيّة، الأوّل: أنّ الطائفيّة أقوى من المُبادرة الفرنسيّة التي جاءت بهذه الحُكومة، والثاني: أن إيمانويل ماكرون أثبت أنّه على درجةٍ عاليةٍ من السّذاجة، وجاهل بطبيعة المشهد السّياسي في لبنان وحقيقة أزَماته، والثّالث: أنّ حجم الفساد الذي بات هو الإدمان الأكبر للنّخبة السياسيّة اللبنانيّة، ولا عِلاج له إلا باجتِثاثها من جُذورها، والرابع: وقوف المِنطقة على حافّة حرب أمريكيّة ولبنان لا يُمكن أن يكون بمَعزلٍ عنها.

ماكرون تعاطى مع لبنان كمُستعمرةٍ فرنسيّةٍ، وأراد من السيّد أديب أن يُشكّل حُكومة بمُواصفاتٍ فرنسيّةٍ، وكأنّ لبنان إمارة “مونت كارلو” وليس جُزءًا من مِنطقةٍ مُلتهبةٍ اسمها الشّرق الأوسط، ولهذا كان الفشل حتميًّا بغضّ النّظر عن الأسباب المُعلنة.

***

الصّراع على الأرض اللبنانيّة كان وما زال إيرانيًّا، فرنسيًّا أمريكيًّا، فرنسا تُريد الحدّ الأدنى من الاستِقرار للحِفاظ على نُفوذها، أمّا أمريكا فتُريد العكس تمامًا، أيّ تصعيد حدّة التوتّر الطّائفي، وزيادة مُعاناة الشّعب اللّبناني المعيشيّة والاقتصاديّة، وإيصاله لمرحلة الجُوع، ومن ثمّ التّركيع، ونزع سلاح “حزب الله” سِلمًا أو حربًا، أمّا إيران فلا تُريد أنّ تخسر نُفوذها في أهم مِنطقة على ساحل البحر المتوسّط، وترك إسرائيل تصول وتجول وتنعم بالأمن والاستقرار.

الاستقرار ممنوعٌ في لبنان، بقرارٍ أمريكيّ والشّيء الوحيد المسموح به هو الحرب الأهليّة والاقتِتال الداخلي، أو الرّضوخ لشُروطها كاملةٍ، أيّ أنّ المسألة ليسَت مسألة خلاف على وزارة ماليّة، أو السّماح للكتل بتسمية وزرائها، المسألة مسألة تدخّلات خارجيّة عبر أدوات محليّة، تُريد استمرار التوتّر انتِظارًا لحسم مصير مِنطقة بأسْرِها.

لبنان يعيش حاليًّا تطبيقًا حرفيًّا للسّيناريوهات العِراقيّة والسوريّة والليبيّة، وقريبًا اليمنيّة، أيّ “الخبز مُقابل التخلّي عن السّلاح”، وإلا الجُوع، والتّفجيرات، وأعمال القتل والسيّارات المُفخّخة، وهيمنة لوردات الحرب، وتأسيس “الإمارات” الطائفيّة المُتصارِعة.

لم يَكُن من قبيل الصّدفة أن يهرول المبعوثين الأمريكيين إلى بيروت مِثل ديفيد هيل، وديفيد شنكر، فور مُغادرة الرئيس ماكرون، ويجتمعون مع أدواتهم، ويطرَحون برامج عمل مُضادّة لنسف مُبادرة الرئيس الفرنسي العائِد إلى مُستعمرته، والسّاعِ لاستِعادة نُفوذ بلاده فيها.

بعد مُتابعتنا للهُجوم الشّرس الذي شنّه العاهل السعوديّ سلمان بن عبد العزيز على إيران و”حزب الله” في الخِطاب الذي ألقاه أمام الجمعيّة العامّة للأُمم المتحدة قبل يومين، أدركنا أنّ السيّد أديب الذي يُعتَبر السيّد سعد الحريري، مندوب المملكة في لبنان، مرجعيّته الأساسيّة، سيفشل في تشكيل الحُكومة، وأنّ لبنان ذاهِبٌ إلى الفوضى والفَراغ الدستوريّ.

العاهل السعودي كان مُتماهيًا بالكامل مع المشروع الأمريكيّ عندما أكّد أنّ انفجار بيروت جاء لفرض هيمنة “حزب الله” على صُنع القرار السياسي في لبنان بقوّة السّلاح، مُشَدَّدًا على ضرورة نزع سِلاحه لتحقيق الأمن والاستِقرار والرّخاء، وكان هذا المطلب تحريضًا، وضُوءًا أخضر، لحُلفاء السعوديّة ورِجالها في لبنان للتحرّك وعرقَلة المُبادرة الفرنسيّة.

المِنطقة تَقِف على حافّة الحرب، والأيّام الأربعون التي تَسبِق إجراء الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة قد تكون الأخطر، ولا يَستبعِد الكثير من المُراقبين في الغرب إقدام ترامب الذي بات حبل الهزيمة يَقترِب من عُنقه، على عمل عسكريّ ضدّ إيران في أيّ لحظةٍ، ولبنان بسبب وجود ترسانة “حزب الله” وموقعه الجُغرافي في الجوارين السوري (شرقًا) و”الإسرائيلي” جنوبًا، سيكون أبرز ساحاتها، إن لم يَكُن ساحتها الرئيسيّة.
***

السّؤال الأهم: هل سيسحب الرئيس ماكرون مُبادرته، وينسحب من لبنان مهزومًا ومُهانًا أمام الانتِصار الأمريكيّ؟ وفي هذه الحالة يُقدِم على الانتِقام من الأحزاب السياسيّة اللبنانيّة التي وصفها أحد المُقرّبين مِنه بارتكاب “خيانة جماعيّة” بالكشف عن فسادهم، وفرض عُقوبات على قادتها وفضح، وتجميد حِساباتهم الماليّة في بُنوك فرنسا وأوروبا؟ أم أنّه سيُعيد صياغة هذه المُبادرة، ويُعيد الكرّة مرّةً أُخرى؟

الأمر المُؤكّد أنّ الشّعب اللبناني بكُل طوائفه سيدفع ثمنًا غاليًا من أمنه واستِقراره، ولُقمة عيشه، من جرّاء هذا الصّراع بين الفِيَلة على أرضه، ولمصلحةٍ إسرائيليّةٍ صِرفَة، ولهذا ليس غريبًا أن يركب بعض أبنائه زوارق الموت هربًا إلى ملاذٍ آمنٍ في أوروبا.

المشروع الأمريكيّ في المِنطقة هو تتويج بنيامين نِتنياهو امبراطورًا عليها دون مُنازع، ولهذا يَقِف لبنان في عين العاصفة للأسباب التي ذكرناها سابقًا، والرئيس ميشال عون كان دقيقًا جدًّا عندما قال إنّ لبنان ذاهِبٌ إلى الجحيم، ومن الصّعب أن نُجادله في هذه النّبوءة المُرعبة.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد فشل أديب رئيس الوزراء المُكلّف واعتِذاره عن تشكيل الحُكومة بعد فشل أديب رئيس الوزراء المُكلّف واعتِذاره عن تشكيل الحُكومة



GMT 15:46 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ترمب... وحالة الغموض

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

هند صبري.. «مصرية برشا»!

GMT 17:41 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

..وإزالة آثار العدوان الإسرائيلى

GMT 22:58 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

سباق التسلح الجديد؟

GMT 11:26 2025 الجمعة ,30 أيار / مايو

مستحيلات يمنيّة… بعد ربع قرن على الوحدة

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

إنتر يعلن تعاقده مع المدرب الروماني كريستيان كيفو

GMT 10:39 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

برشلونة يقترب من غارسيا ويطالب شتيغن بالرحيل

GMT 22:55 2025 الجمعة ,21 آذار/ مارس

"ميتا" تعلن عن ميزات جديدة بمنصة "ثريدز"

GMT 21:12 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نصائح الخبراء للعناية بالبشرة في المنزل

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

جزيرة "ايريوموت" متنزه طبيعي ساحر في اليابان

GMT 08:50 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

لفات طرح تناسب العباءات من وحي مدوّنات الموضة

GMT 17:30 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلاث نقابات تعليمية في وجدة تطالب بتكريس الشفافية والحكامة

GMT 10:18 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

مانشستر سيتي يتعاقد مع الدولي الجزائري آيت نوري
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib