نِقاشٌ “هادئ” لتصريحات الأمير بندر بن سلطان ومُحاولاته الأخيرة لتصحيحها أو بالأحرى توضيحها هل نجح
تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام بعد استمرار إقامتها في المستشفى بألمانيا خلال الفترة الماضية الكوليرا تجتاح جميع ولايات السودان وتسجيل أكثر من 96 ألف إصابة وسط أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد ارتفاع وفيات المجاعة في غزة إلى 193 بينهم 96 طفلا وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية غانا تعلن مقتل وزيري الدفاع والبيئة في تحطم مروحية ومكتب الرئاسة يؤكد سقوط ضحايا من الطاقم والركاب المغربي رضا سليم يعود للجيش الملكي على سبيل الإعارة قادماً من الأهلي المصري على سبيل الإعارة ستارمر يندد بمعاناة غزة ويهدد باعتراف بدولة فلسطينية وسط إستمرار الدعم الاستخباراتي لإسرائيل كتائب القسام تعلن تفجير جرافة عسكرية للاحتلال شرقي غزة إصابة عدد من الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين تتوعد بالعصيان المدني احتجاجا على خطة إحتلال غزة فرنسا تعلق إعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية من التأشيرة
أخر الأخبار

نِقاشٌ “هادئ” لتصريحات الأمير بندر بن سلطان.. ومُحاولاته الأخيرة لتصحيحها أو بالأحرى توضيحها.. هل نجح!

المغرب اليوم -

نِقاشٌ “هادئ” لتصريحات الأمير بندر بن سلطان ومُحاولاته الأخيرة لتصحيحها أو بالأحرى توضيحها هل نجح

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

جميلٌ أن يُصدِر الأمير بندر بن سلطان، مُستشار الأمن القومي والسّفير السّعودي السّابق، “توضيحًا” لما ورد في مُقابلته التي بثّتها قناة “العربيّة” السعوديّة في ثلاثِ حلقاتٍ يُؤكّد فيه على احتِرامه، وتقديره، للشّعب الفِلسطيني، مُكرِّرًا في تغريدةٍ نشرها على موقعه الرسميّ على “التويتر” أنّ هذا الشّعب هو المُتضرّر الأوّل من سِياسات قِيادته، ولكنّنا لا نعتقد أنّ هذا التّوضيح، على أهميّته، سيُقلِّل من حجم الضّرر الكبير الذي لَحِقَ بالمملكة العربيّة السعوديّة ومكانتها وسُمعتها، من جرّاء هذه المُقابلة، من حيث مضمونها وتوقيتها في الوقتِ نفسه، وليس هذا الشّعب الضحيّة من جرّاء سِياسة قِيادته، أو جرائم العدوّ الإسرائيليّ واحتِلاله.

لا نُجادل مُطلقًا في كلّ كلمةٍ قالها الأمير بندر حول فشل القِيادة الفِلسطينيّة، الحاليّة أو السّابقة، في إدارة الشّؤون الفِلسطينيّة، وتحرير الأراضي الفِلسطينيّة العربيّة والإسلاميّة المحتلّة، ومُقدّساتها، وربّما عبّر بمِثل هذا الانتِقاد عمّا يجول في صدرِ مُعظم الفِلسطينيين، إنْ لم يَكُن كلّهم، ولكنّه لم يَعكِس طِوال الحلقات الثّلاث، أيّ بدائل وطنيّة، أيّ ضرورة وجود قِيادة فِلسطينيّة بديلة تُلغي اتّفاقات أوسلو “أمّ الكبائر”، وتُنهي التّنسيق الأمني، وتسحب الاعتِراف بالكِيان الصّهيوني، وتعود إلى خطّ المُقاومة، حتّى يكون انتِقاده مَوضوعيًّا، ومُقنِعًا، وخالٍ من الشّبهات.
***

غضَب الأمير بندر على القِيادة الفِلسطينيّة، مِثلَما قال في الحلقة الأولى من المُقابلة، جاء بسبب ردّ فِعل هذه القِيادة على اتّفاقيّ “السّلام” الإماراتي والبحريني، ووصفها لهما بأنّهما خِيانة وطعنة مسمومة في الظّهر، ولو أنّ هذه القِيادة أيّدت هذين الاتّفاقين لكانت أفضل قيادة في تاريخ الشّعب الفِلسطيني، وتخدم قضيّتهم العادلة، واعتِبارها الأكثر كفاءةً لقِيادتهم إلى هدف تحرير جميع أراضيهم المُحتلّة.

اللّافت أنّ هذه القِيادة، ونحن من أبرز مُعارضيها، لم تتلفّظ بكلمةٍ سيّئةٍ واحدةٍ على المملكة، لا قبل مُقابلة الأمير بندر ولا بعدها، وباستِثناء تعليقٍ من سطرين للدكتور صائب عريقات، وليس للرئيس محمود عبّاس، قال فيه، ودون أن يُسمّي المملكة، أنّ من أرادَ أن يُطبّع فليفعل ودون الهُجوم على الشّعب الفِلسطيني، ومن هُنا فإنّ السّؤال الأكثر أهميّةً هو عن أسباب هذا الهُجوم على هذه القِيادة ومن “أميرٍ مُتقاعد”؟ فلو كان من أمين عام  مجلس التعاون الخليجي مثلًا، لكان الأمر مفهومًا، ولكنّه يظل غير مقبول في الوقتِ نفسه، لأنّ هُناك دُولًا خليجيّةً مِثل الكويت تُعارض التّطبيع بأشكالِه كافّةً، وتعتبره خيانة.

من الواضح أنّ غضبة الأمير بندر والجناح الدّاعم لخطّه في الأسرة الحاكمة السعوديّة، وهو ربّما أقليّة، جاءت أيضًا بسبب عقد لقاء مُصالحة فِلسطيني، بين حركتيّ “فتح” و”حماس” في بيروت، وبعد ذلك في إسطنبول، وعبّر عن هذا الغضب بقوله “إنّهم يعتقدون أنّ تركيا التي تحتل ليبيا، وإيران وحزب الله اللّذين يدعمان الحوثيين في اليمن، سيُحرّرون فِلسطين والقدس المحتلّة، ونحن نسأل الأمير بندر، وبكُل هُدوء، لماذا لم تستضف الرياض هذا الاجتِماع مثلًا؟ ولماذا ذهب الفِلسطينيّون إلى هاتَين العاصِمَتين دون غيرهما؟

فإذا كانت تركيا احتلّت ليبيا فإنّ من سَهّل لها هذا الاحتِلال هو المملكة العربيّة السعوديّة والدول الخليجيّة الأُخرى، التي هيمنت على القرار العربي، والجامعة العربيّة، وشرّعت تدخّل حِلف “النّاتو” لتدمير ليبيا، وقتل الآلاف من أبنائها، وحوّلها إلى دولةٍ فاشلةٍ تَسودها الفوضى والميلشيات المسلّحة الخارجة عن القانون، ثمّ تِكرار السّيناريو نفسه في ليبيا واليمن.

أمّا إذا تحدّثنا عن إيران فإنّ من عبّد لها الطّريق لدَعمِ حركة “أنصار الله” الحوثيّة وحُلفائها فهو “عاصفة الحزم” قبل سِت سنوات التي أدّت إلى مقتل وإصابة مِئات الآلاف من اليمنيين، وربّما يُفيد التّذكير بأنّ صُمود قِطاع غزّة، والمُقاومة الباسلة على أرضه في أربع حُروب إسرائيليّة في السّنوات السّبع الماضية، وتحقيق جُزءٍ كبير من “ميزان الرّدع” مع دولة الاحتِلال هو الصّواريخ الإيرانيّة، سواءً المُهرّبة أو المُصنّعة محليًّا في أنفاقٍ تحت الأرض، وهل عرضت المملكة السّلاح الأكثر تَطوّرًا على هؤلاء وقالوا “لا” وفضّلوا الذّهاب إلى إيران و”حزب الله”؟
تصريحات الأمير بندر المُفاجئة والصّادمة، التي وردت في مُقابلته تأتي في سياقِ رغبة الجناح الحاكِم في المملكة في السّير على نهجِ الإمارات والبحرين، وهو النّهج الذي بدأ قبل خمس سنوات تقريبًا، وبلغ ذروته في الهجمة الشّرسة والمدروسة من بعض الإعلاميين والكتّاب السّعوديين ضدّ أبناء الشّعب الفِلسطيني، واللّقاءات التطبيعيّة التي بَدأها الأمير تركي الفيصل سلَف الأمير بندر في جهاز المُخابرات مع المَسؤولين الإسرائيليين في واشنطن وعواصم أوروبيّة، وكانت الفتاوى التي أصدرها الشيخ عبد الرحمن السديس، إمام الحرم الشريف، وحثّ فيها الشّعوب العربيّة والإسلاميّة إلى وقفِ الحمَلات ضدّ اليهود، وحثّهم على التّطبيع معهم، ويقصد هُنا المُحتلّين لفِلسطين، وضرب مثَلًا كيف أنّ الرسول “صلى الله عليه وسلم” توفّى ودرعه مَرهونةٌ عند يهودي، وينسى الشيخ المُوقّر، والمُوحى له من السّلطة، أنّ هذا اليهودي لم يَكُن يحتلّ فِلسطين، والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وتقتل عصاباته مِئات الآلاف من العرب والفِلسطينيين في الأراضي المُحتلّة ولبنان وسورية ومِصر والأردن.

ما لا يُدركه الأمير بندر، أو الجناح الدّاعم للتّطبيع وصفقة القرن، أنّ السعوديّة ليست الإمارات أو البحرين أو حتّى مِصر، لأنّ قرار التّطبيع، في حالتها ليس قرارًا “سِياديًّا” لأنّها تستمد شرعيّتها، وحدتها ومكانتها، ليس من ثرواتها النفطيّة الضّخمة، وإنّما من رعايتها للحرمين الشريفين في مكّة والمدينة، والتّطبيع يعني نهاية، أو سُقوط، هذه الرّعاية، وسحب هذه الشرعيّة المُشرّفة والفريدة من نَوعِها.

المملكة لا تستطيع، بل ولا يَجِب، أن تفصل بين مصالحها كدولة والمصالح العربيّة والإسلاميّة، للأسبابِ الآنفة ذكرها، وحثّ الأمير بندر في الحلقة الأخيرة من المُقابلة على هذا الفصل خطأ استراتيجيّ كبير في رأينا والكثيرين مِثلنا، نقول هذا الكلام من مُنطلق الحِرص، فالشّعب السّعودي مِثل كُل الشّعوب الشّقيقة الأُخرى، شعب عربيّ مُسلم ووطنيّ، ويُشكّل بمثابة الأهل بالنّسبة إلينا، ويهمّنا أمنه واستِقراره ورخاءه.
***

خِتامًا نسأل الأمير بندر سُؤالًا أخيرًا وهو: نحن نَفصِل بين القِيادة الفِلسطينيّة وشعبها.. هل يسمح لنا، أو لأيّ مُواطن سعودي أن يفصل بين القِيادة السعوديّة وشعبها، وبِما يُعطي الحقّ له للتّطاول على هذه القِيادة بالطّريقة التي تَطاول فيها على القِيادة الفِلسطينيّة، ومن مَوقعِ المسؤوليّة كعُضوٍ بارزٍ في الأُسرة الحاكمة؟
أخيرًا، هل يسمح الأمير بندر لأحد أنْ ينتقد القرار الكارثي الذي اتّخذته قِيادته بخوض حرب اليمن، أو إهدار ثرَوات الأجيال الحاليّة القادمة في هذه الحرب، وشِراء رِضاء رئيس أمريكي بلطجي عُنصري كارِهٌ للعرب والمُسلمين، اسمه دونالد ترامب، وإنفاق مِئات المِليارات من الدّولارات على صفَقات أسلحة لم “تُحَرِّر” صعدة البعيدة بضعة كيلومترات عن الحُدود الجنوبيّة السعوديّة، ناهِيك عن صنعاء؟
القِيادة الفِلسطينيّة فاشِلةٌ، بل مُغرِقةٌ في الفشَل، ونتمنّى عليك يا سمو الأمير أنْ تُحدّثنا عن نجاحاتِ قِيادتكم.. واللُه المُستعان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نِقاشٌ “هادئ” لتصريحات الأمير بندر بن سلطان ومُحاولاته الأخيرة لتصحيحها أو بالأحرى توضيحها هل نجح نِقاشٌ “هادئ” لتصريحات الأمير بندر بن سلطان ومُحاولاته الأخيرة لتصحيحها أو بالأحرى توضيحها هل نجح



GMT 15:53 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

خريطة سعدون حمادي

GMT 15:34 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

مصر للطيران!

GMT 20:44 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

الطعن على الوجود

GMT 13:16 2025 السبت ,28 حزيران / يونيو

حكومة فى المصيف

GMT 15:46 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ترمب... وحالة الغموض

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:45 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

آية الشامي اللاعبة الأفضل في البطولة العربية الطائرة

GMT 03:13 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

عقبات تواجه تنفيذّ خطة الكهرباء في لبنان

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

أطباء مغاربة يرفضون منح "شهادة العذرية" للمقبلات على الزواج

GMT 01:11 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

لبلبة تُوضِّح أنّ عام 2019 بداية جميلة لعام مليء بالحُب

GMT 17:12 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

سلطنة عمان تفتح أبوابها للمواطنين المغاربة دون تأشيرة

GMT 08:18 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib